رواية الوقت للروائية السورية : هدى فاضل . الكتابة عن الحرب من وجهة نظر انثوية. قراءة: سمر محفوض.
رواية الوقت
إن الولوج إلى عتبات النص الروائي السردي بما يكتنه البنى المعرفية والشخوص الروائية والأحداث الدلالية،
المجتمعة ضمن أنساق معرفية خاصة جدا و ذات سمة هشة و شديدة التماهي مع الواقع .
هي من سمات اديبات مابعد الحرب في سورية ،
فنجد ان الاديبة او الروائية لاتكتفي بكتابة تفاصيل الواقع او يوميات الحرب والخراب فقط بل تقترح الحلول غالبا،
بما يؤسس لحاضر ومستقبل ممكن وصالح لاعادة بناء الحياة من جديد ضمن معايير انسانية،
دون اغراق في الامل او السوداوية معا بل تقديم الواقع كما هو او غكنا بنبغي له ان ك يكون من وجهة نظرها كراوية،،
وفي هذا الاطار،
يمكن للمتابع المختص والناقد ان برى ان الموجة الشابة من الكاتبات السوريات،
هن الاكثر تعاطيا مع يوميات ومنعكسات الحرب،
كما يمكن التاكيد ان الحضور السردي النسوي هو الأكثر وضوحا في المشهد الثقافي السوري لهذه الفترة الزمنية .
وهو ايضا الاكثر جراءة في تناول الموضوعات ،
كالفقد ورصد التاثيرات النفسية والاجتماعية،
والضغوطات التي طالت الاسرة من تهجير بسبب الارهاب والخطف وخسارة الممتلكات .
ففكتت بنيتها وخلقت معطيات جديدة بقيم جديدة فرضتها الظروف،
كل تلك المواضيع كانت مجال عمل واهتمام ومساحات الكاتبات السوريات،
ربما هناك ما يبرر التأنيث في اطلاق المصطلح،
وايضا ماتتركه الحرب من اثار مباشرة وغير مباشرة على الحالة العامة ،متيحة الدخول في تفاصيل سلوكها اليومية،
والثقافة عموما ليست بعيد عن التجاذب ،بل هي في خضم ذلك ،
ويمكن القول انها الراصدة النزيهة لتلك التحولات الكارثية,ولاشك ان المراة اثناء النزعات المسلحة هي الاكثر تضررا
فهي من يعيش التهديد المباشر لتفاصيل النزاعات ومضعفاتها
،وعلى عاتقها تقع مسؤولة تامين متطلبات الاسر.
في ( ظل غياب الرجال والشباب الذين غالبا مايكونوا على الجبهات ). من تربية جيل عاش المأساة ،
وهو ينمو في ظل غموض وترقب وتحولات سياسية ونفسية واجتماعية خاصة وصعبة.
وقد يكون من المبرر ان تتجه. النساء الى التوثيق والكتابة الابداعية لحفظ اللحظة اولا ولتفريغ مخزون القلق ثانيا .
وبالتالي تصبح الكتابة دافعا للاستمرار ومؤشرا صحيا للتعافي.
بالعودة الى المشهد الروائي النسوي في سورية الجيا الجديد نموذجا-
نلاحظ ازيادا في عدد الكلتبات اللوتي دخلنا معترك الى خط الكتابة،
وهذا لايعني بحال من الاحوال تعويضا للكتابة الذكورية الغائبة نسبيا او ملئ فراغ ما ،
بل هو الدخول في تجربة مثيرة وصعبة معا مفادها تأنيث الموجودات زالغاحداث بقالب سردي ،
يؤهل لرسم واقع بسيط وواقعي يتقاطع مع الواقعي لكنه مختلف عنه بالصياغات والخواتيم .
اي انه عالم تحت الضبط بطريقة ما وقابل للجدل،
عالَم موازٍ للواقع بصيغ جمالية وفنية مختلفة،،
تختلف عن الرعيل الاسغلق من الاسماء التي لمعت وتركت بصمة في عالم السرد السوري المؤنث
/ مها حسن – سمر يزبك – شهلة العجيلي – لينا هويان الحسن غلاديس مطر /
وتلاه جيل جديد من الكاتبات /ليزا خضر – هفاف ميهوب _هدى فاضل _ نسرين أكرم خوري والكثير من الأسماء اللامعة ،
التي اضافت شغفا مميزا وشكلا اضافيا من انماط السرد على الساحة الادبية السورية الجديدة
،كتخفيف عن مضاعفات الخراب ونتائجه..
وتشكّل رواية “الوقت” للكاتبة السوريّة “هدى فاضل”
إصدار الهيئة العامة السوريّة للكتاب لعام 2019 احد الاشكال الكتابة الواقعيّة المحفزة للقارئ والناقد معا على كافة المستويات،
ان لجهة الوعي الثّقافي، المؤمن بالتّعدديّة والاختلاف، أوعلى مستوى البنية الأسلوبيّة .
حيث استخدمت فاضل عدة تقنيات في نسيجها السردي في حياكة نسيجها السّردي،
فمن المكان الذي وظفته كجزء خلفي لمسرحية او عبثية الحرب وصولا للشغب المحبب.
باثارة مخيلة المتلقي وتوريطه في مشهدية الانتقال المفاجئ من ضمير سارد إلى آخر دون تمهيد .
وعلى المتابع جسر ذلك الفراغ ودخول لعبة تحويل الزمن الفيزيائي لزمن فلسفي فاعل ،
وهي تحرض برهافة الحزن الأنثوي الكامن ،
والمحفز للخلق والابداع والمقاومة وارادة الحياة ،
داعية القارئ للمضي في تعداد المرارة والخيبات،
مشركة اياه بتفاصيل يومياتها البيسطة والعميقة معا ليكو ن الوقت زمنيا وفيزيئيا انثويا بامتياز وفاعلابدون حدود.
ألبوم الصور:
الصحفية: سمر محفوض
المصدر: