* تقدم الباحثة: سمر محفوض.. قراءة مختصرة مع ملخص لرواية “العجوز الغيور” لميغيل دي ثيربانتس.
*رواية قصيرة تنتمي الى النمط الفلسفي التحليلي وتعمل على الغوص في اعماق النفس البشرية،ملقية الضوء على تقلباتها فمن الغيرة المُهلكة لمصائر البشر،
*تلى الشيخوخة المرّة وماتتضمنها من نكران وتخلي ،متناولا العلاقات البشرية المتأزّمة،
*وامراض المجتمع المامنة فمن الكُره والخديعة والخوف،الى رغبة البعض باختزال العالم زتعديل قوانيننه حسب رغباتهم.
*وهي بذلك لاتخرج عن مألوف السرديّات المشرقية والتب غالبا مايكون قوامها العصب الاساسي لحبكتها الادبية
*هي الغيرة والدسيسة والخيانة وفي تلمهاية تاتي لنا بحبول غريبة وخارجة عن المألوف.
*لتدور قصة الرواية حول عجوز يعتقد أن سعادته في الحياة المتبقية تكمن في إنشاء ملاذ خاص به يحتوي على كل ما يشتهيه،
*حيث يمكنه أن يعيش بمفرده دون أن يثير غيرته أو يتعرض للتأثيرات الخارجية.
*ليقع في فخ الانانية ويقمع حرية و إرادة الآخرين تحت ذريعة الغيرة وحماية البراءة؟
*ويمكن ان نصنف رواية “العجوز الغيور” كواحدة من الروايات في سلسلة “الروايات المثالية” المؤلفة من 12 قصة والتي كتبها ميغيل دي ثيربانتس. وقد اشتهر ثيربانتس في العالم العربي بعد ترجمة روايته “دون كيشوت”.
*ويجدر بالاسارة الى ان الرواية القصيرة هذه أو ما يطلق عليه اسم “نوفيلا” تتألف من 75 صفحة وكتبت باللغة الإسبانية، تم نشرها مع بقية الروايات في عام 1613.
*رأيي في الرواية:
*ملاحظات سريعة:
*كان من المتوقع ان تكون رواية “العجوز الغيور”، النوفيلا اكثر تركيزا على المحاكم التفتيشية
*وتأثيرها على العرب المسلمين في غرناطة من وجهة نظر شخصية إسبانية. ولكن لم يتم تناول هذا الجانب على الإطلاق.
*مع ان المترجم قام بالتعريف بالكاتب عبر تخصيص عدد من الصفحات الأولى لتقديم ميغيل دي ثيربانتس وإعطاء لمحة عن “العجوز الغيور”.
*نعلم جميعاً أن النوفيلا تركز على حدث واحد أو مشكلة واحدة، وفي هذه النوفيلا الحدث الرئيسي هو غيرة الشخصية السامة “كاريثالس”.
*واستطاع ثيربانتس فيروايته القصيرة نسبيا، العجوز الغيور ان يحقق المعادلة الصعبة للابداع في الرواية فجنح للتكثيف الكتابي عبر صفحات لا تتعدى ٨٠ صفحة،
*مع المخافظة على مستوى سردي مقنع ومتماسك بالاضافة الى تقديم الاحداث زالشخصيات ببساطة وسلاسة رشيقة.
*لم أستوعب فكرة الزواج التي تم ذكرها في القصة، وبعد بحث، أدركت أنه في القرن السادس عشر
*كان من المقبول حدوث ذلك كاريثالس هي شخصية خيالية، ولكن كانت تمثل مزيجاً من شخصيتين حقيقيتين:
*الأم التي تحاول عزل أطفالها تماماً عن العالم وإبعادهم عن أي تأثير خارجي،
*والرجل الذي يعتقد أن ثروته يعطيه القدرة على قمع إرادة الآخرين.
*من الغريب أن تتشابه هاتين الشخصيتين في اعتقادهما بأن الأقفال قادرة على بناء عالم يتبع قواعدهم وعزل الآخرين عن الواقع.
*ولكن الحياة دائماً تجد طريقها للمعزولين وتتسلل إليهم حتى في أقوى حصونهم، فكل فرد يجب أن يخوض تجارب الحياة الحقيقة بكل جوانبها الإيجابية والسلبية.
*ولذلك، تجد الحياة طريقها للمعزولين حتى في أضيق الفجوات التي يحاولون إغلاقها.
*استنتجت من القصة أن الإرادة الحرة هي جوهرية للإنسان، حيث يجب أن يكون لديه حرية اتخاذ القرارات وتحقيق طموحاته.
*فالقمع والقهر يؤديان إما إلى تمرد يضر الفرد والآخرين، أو إلى خنوع يضر الفرد نفسه. ولذلك، يجب أن تكون الإرادة حرة وغير مكبوتة.