شهرته :
تمتع الأصمعي بشهرة واسعة فقد كانت الخلفاء تجالسه وتحب منادمته، وقد هيأت مجالس الرشيد له أن يذيع صوته في كل الأوساط والمحافل الأدبية فسعى يجمع الأخبار والأشعار،
ويدقق في اختياره لها وفي إنشاده، بحيث دفعت هذه الشهرة الرواة أن يضعوا أخباراً وأقوالاً تنسب إليه.
ومما يبرهن على شهرته الواسعة، وتفوقه على أقرانه ما نراه من غالب المصنفين الذين جاءوا من بعده يستقون ثروته اللغوية والأدبية.
كما أن كتب اللغة والأدب قد جمعت الكثير من الأخبار والاشعار التي يرويها، وكان يعلل شهرته بقوله: وصلت بالعلم، وكسبت بالملح.
مكتبته :
كانت للأصمعي مكتبة اختلفت المصادر في ذكر عدد كتبها، فالأصفهاني ينقل على لسان الأصمعي قائلاً: لما خرجنا إلى الرقة، قال لي: هل حملت معك شيئاً من كتبك؟
قلت: نعم! حملت ما خف حمله،
فقال: كم؟
فقلت: ثمانية عشر صندوقاً،
فقال: هذا لما خففت، فلو ثقلت كم كنت تحمل؟ فقلت أضعافها، فجعل يعجب!
ما قاله النقاد:
كان سفيان الثوري يشير إلى وصف ابن مناذر للأصمعي بأنه أحفظ الناس، وقال الأزهري فيه: وكان أكثر علمه على لسانه. أما الرياشي فيقول:
سمعت الأصمعي يقول قال خلف: يغلبني الأصمعي بحضور الحجة، وشهد بذلك تلميذه اسحاق الموصلي حيث أشار قائلاً: أعجب من قرب لسانه من قلبه وإجادة حفظه متى أراده.
قال:حماد بن اسحق:
سمعت أبي يقول:
ما رأيت أحداً قط أعلم بالشعر من الأصمعي، ولا أحفظ لجيده، ولا أحضر جواباً منه، ولو قلت إنه لم يك مثله أحد، ما خفت كذبا .
من هو الاصمعي :