الصورة بين الورقية والرقمية (2-2) . كتبت ( هيبا ) في فوتوغرافيا

الصورة بين الورقية والرقمية

 

فوتوغرافيا 

 بين الصورة الورقية والرقمية (2-2) 

يقول رولان بارت في كتابه “الغرفة المضيئة”:

تُولد الصورة الورقية مثل كائن حي، مباشرة من حبيبات الفضة التي تُنبت وتزدهر للحظة، ثم تشيخ.

يهاجمها الضوء والرطوبة، فتبهت، تضعف، ثم تختفي.

التصوير الفوتوغرافي هو الحبل السريّ الذي يربط الجسد المحبوب بالمُشاهد متجاوزاً الفناء،

إنه يساعده على البعث من جديد، ويحرّره من الموت. 

الموضوع المنشور في مجلة “المجلة”،

يعتبر كتاب رولان بارت بمثابة “حِدادٍ مُفرط” يستحضر بارت فيه والدته الراحلة بإلحاح.

وعن صورة فوتوغرافية لوالدته – غير مُضمّنة في الكتاب – حيث يبرز غيابها بوضوح، يكتب:

وهكذا، فإن صورة حديقة الشتاء، رغم شحوبها، هي بالنسبة إليّ كنز الأشعة التي انبعثت من أمي حين كانت طفلة، من شعرها،

من بشرتها، من فستانها، من نظرتها في ذلك اليوم. 

يَعتبر بارت استلاب الصورة مُكوِّناً من مُكوّناتها قبل أن تدخل مسلسل الإنتاج الإعلامي،

فيعترف أنه كل مرة كانت تُؤخذ له صورة،

كان يراوده إحساس بالزيف و”اللا أصالة”.

فالصورة تُمثّل في نظره “تلك اللحظة التي لا أعود فيها لا ذاتاً ولا موضوعاً،

وإنما ذاتاً تشعر أنها غَدَت موضوعاً، إنها إذن لحظة أعيش فيها تجربة موتٍ صغرى ..

فأنا أغدو فيها شبحاً بالفعل”.

حسب فلسفة بارت، فالصورة الرقمية إطارٌ فارغ،

تستبعد ما تنقله ! فليس لها صلةٌ مُكثّفةٌ حميمة بالموضوع المصور.

إنها لا تغوص فيه، لا تخاطبه،

ولا تدخل معه في حوار،

لا تقوم على لقاءٍ فريد خاص لا رجعة فيه مع الموضوع.

حتى الرؤية التي تصدر عن حامل الكاميرا في الصورة الفوتوغرافية نفسها تُفوّض هنا إلى الجهاز.

إن إمكان المعالجة الرقمية يُضعف العلاقة مع الموضوع المصور، ويمنع الانغماس في الواقع.

وبانفصالها عما تُمثّله،

تصبح الصورة الرقمية مرجعية ذاتها،

إنها تُنتج واقعاً جديداً، واقعاً ليس له وجودٌ فعليّ !

فلاش:

للتجارب الشخصية العميقة آثار بليغة على رصف طريقة التفكير 

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

 

*******

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

موقع هيبا : www.hipa.ae

fotoartbook

elitephotoart

 

 

اترك تعليقاً