العواني: المسرح العربي من ظاهرة غربية المنشأ إلى انعكاس لنبض مجتمعنا وفنونه
حمص- سمر محفوض
تعدت الأقاويل والعبارات التي توصفه، فقال شكسبير (الدنيا مسرح كبير وكل الرجال والنساء ماهم إلا ممثلون على هذا المسرح)،
وبين المسرحي تمام العواني:
في وصفه لنشأة المسرح العربي
أن العرب والشعوب الإسلامية عرفت أشكالا مختلفة من المسرح والنشاط المسرحي،
قبل منتصف القرن التاسع عشر، وثمة إشارات واضحة على أن الناس أيام الخلافة العباسية:
عرفوا شكلاً واحداً على الأقل من تلك الأشكال المسرحية
وهو مسرح خيال الظل،
كما جاء في كتاب (الديارات) للشابشتي،
لافتاً إلى أن الخليفة المتوكل كان أول من أدخل الألعاب والموسيقا والرقص إلى القصور،
وثمة ممثلين جاءوا من الشرقين الأدنى والأقصى ليقدموا عروضهم، أما العامة فكانوا يجدون تسليتهم عند القصاصين المنتشرين في بغداد.
المسرح أحد فروع الثقافة العامة ومن أبرز ميزاته وفقاً للعواني أنه يعتمد على التفاعل الحي بين القائمين عليه وبين الجمهور،
كما يتميز عن القصة والرواية في أن للمتلقي دور فعال وحيوي في تطويره وتنميته،
والمسرح في البلاد العربية كظاهرة مقتبسة من ثقافة الغرب، تحولت تدريجاً إلى عكس روح الشعب وتصوير همومه وقضاياه،
بل إنه في بعض البلدان كان أداة قوية وفعالة في انتقاد السلبيات والأوضاع الاجتماعية الخاطئة،
إلى أن جاء مارون النقاش
وكتب نصاً أدبياً، ومن ثم استخدم قصص الشعوب على شكل مرويات ومغنى، وللأمانة لم يتفاعل الجمهور مع مسرحه في البدايات،
إلى أن جاء أبو خليل القباني
الذي أولى اهتمامه بعناصر الغناء والإنشاد والرقص واعتمد على القصص الشعبية في تغذية الفكرة أو الرسالة المنشودة من العرض،
ثم جاء يعقوب صنوع
الذي اشترك بالتمثيل مع فرق مسرحية فرنسية وإيطالية فتنوعت أعماله ما بين الكوميديا والأوبريت،
ليتوجه بعدها إلى دراسة مسرح كل من :
بودلير وموليير في لغتهم الأصلية
فقدم عروضه مدخلاً إليها بعض الأغاني الشعبية، ووصل عدد مسرحياته إلى ٣٢ مسرحية
صوّر عبرها الواقع الاجتماعي الذي كانت تعيشه مصر
ولهذا كان الأقرب والأكثر تقبلاً من سابقيه في نظر العواني…
فإن شكل ما من
مسرح خيال الظل كان موجوداً في مصر
وعن طريقه عرف المصريون عادة الذهاب إلى المسرح لقرون طويلة، كما عرفوا الإضاءة والألوان والأزياء والحوار وفنون الأداء المختلفة، وبالنتيجة كانت مصر مهيئة لتقبل فكرة المسرح ابتداءً من نهاية القرن الثامن عشر،
ثم امتد خيال الظل من مصر إلى تركيا، حيث حمل السلطان سليم الأول بعض المخايلين المصريين معه ،
ليشير تمام العواني لدور سورية:
و التي نقل بعض فنانيها جزءاً من أثر (كراكوز ) في صورة التمثيل البشري لأدوار وفكاهات إلى مصر،
وهي محاولات فنية قام بها :
الفنان السوري (جورج دخول)
الذي جاء إلى مصر في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، وكانت إولى المسرحيات التي أخراجها :
مارون النقاش عام ١٨٤٩ بعنوان “البخيل” لموليير،
وهي محملة بطابع المجتمع الأوربي وتتضمن محاكاة واضحة لظاهرة المسرح التي رآها المثقفون العرب في أوروبا،
وكان من رواد ذاك النهج مع :مارون النقاش
كل من أحمد أبو خليل القباني ويعقوب صنوع،
حيث تجاهلوا التراث الشعبي وسيطرت عليهم فكرة أن الفن الذي ينقلونه من أوروبا هو الشكل المسرحي الوحيد الذي عرفته البشرية،
متجاهلين أشكالاً أخرى للمسرح يمكن أن يستخدموها وهي قابلة للتطوير.
وتطرق العواني إلى قدوم المسرحي الشهير:
جورج أبيض
من لبنان، والذي لُقب بأبي الفنون،
حيث قدم ما يزيد عن ١٣٠ عرضاً مسرحياً وبعد أن اكتسب خبرة قدم مسرحيات بالفصحى.
ثم شرح العواني؛
كيف قام رائد المسرح العربي؛
أحمد أبو خليل القباني:
بإدخال عناصر فنية جديدة إلى المسرح كالغناء والإنشاد والرقص وتجربة المسرحي المصري يعقوب صنوع الذي تنوعت مسرحياته بين الكوميديا والأوبريت،
لينتقل العواني في الجزء الثاني من محاضرته للتحدث عن
المسرح في حمص وأهم رواده:
مراد السباعي:
الذي كان له أولوية جمع الرجال والنساء في عرض مسرحي واحد،
كما حول منزله إلى صالون أدبي،
حبث قدم مسرحياته من عام ١٩٢٠م إلى عام ١٩٢٥م،
وهو مؤلف مسرحي وكاتب قصة، لافتاً إلى دور
المخرج فرحان بلبل
تجربته كمخضرم وتوجهه للعمل مع اتحاد العمال مقدماً مسرحياته التي تناولت مشاكل وهموم ومتطلبات العمال والطبقة العاملة،
حيث أنشأ فرقة مسرحية دامت لثلاثة عقود كاملة،
واستمرت عروضها على بفضل أهدافها الفكرية الاجتماعية في معالجة قضايا وهموم الناس.
تناول العواني أيضاً تجربة المسرحي هيثم الخواجة الذي عمل في مجال مسرح الطفل بشكل خاص.
كما أضاء على تجربة الكاتب وليد فاضل في المسرح التجريبي، حيث أضاف بصمة مميزة للمسرح في حمص.
جدير بالذكر إلى أن العواني :
كاتب وممثل مسرحي منذ أكثر ثلاثة عقود.
له عدد من المسرحيات:
حكايات تعرفونها عن المونودراما
وقناديل حالمة
ونصوص مالحة
وآخر الليل نهار،
جميعها من اصدارات اتحاد الكتاب العرب.
******
معرض الصور:
****
المصدر
بالطبع
بصورة شاملة
إما
أينما
حيثما
كيفما
أيما
أيّما
بينما
ألّا
لئلّا
حبّذا
سيّما
لكن
بالتالي
هكذا
أو
أم
لذلك
مثلا
تحديدا
عموما
لاسيما
خصوصا
بالأخص
خاصة
بالمثل
لأن
بسبب
إذا
عندما
حين