الساقي، محمد والملك والوزير.حكاية من حفر حفرة لاخيه وقع فيها.
الساقي، محمد والملك والوزير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل ان نبدأ اذكرو الله وصلو على الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم
*قصة جميلة جدا جدا*
*قصة الساقي، محمد والملك والوزير*
*الساقي، محمد كان يييع الماء للناس وهو يتجول بجرته الطينية في الأسواق ,
وقد أحبه كل الناس لحسن خلقه ولنظافته* …
*ذات يوم سمع الملك بهذا الساقي فقال لوزيره*
*اذهب و أحضر لي محمد الساقي . ذهب الوزير ليبحث عنه في الأسواق إلى أن وجده وأتى به الملك قال الملك لمحمد :
“من اليوم فصاعدا لا عمل لك خارج هذا القصر
ستعمل هنا في قصري تسقي ضيوفي وتجلس بجانبي تحكي لي طرائفك التي اشتهرت بها..
قال محمد : السمع والطاعة.
عاد محمد إلى زوجته يبشرها بالخبر السعيد وبالغنا القادم ,
وفي الغد لبس أحسن ما عنده وغسل جرته وقصد قصر الملك,
دخل الديوان الذي كان مليئا بالضيوف وبدأ بتوزيع الماء عليهم
وكان حين ينتهي يجلس بجانب الملك ليحكي له الحكايات والطرائف المضحكة ,
وفي نهاية اليوم يقبض ثمن تعبه ويغادر إلى بيته . بقي الحال على ما هو عليه مدة من الزمن ,
إلى أن جاء يوم شعر فيه الوزير بالغيرة من محمد, بسبب المكانة التي احتلها بقلب الملك.
وفي الغد حين كان الساقي عائدا إلى بيته تبعه الوزير وقال له :
يا محمد إن الملك يشتكي من رائحة فمك الكريهة. تفاجأ الساقي وسأله :
وماذا أفعل حتى لا أؤديه برائحة فمي*
*فقال الوزير :
عليك أن تضع لثاما حول فمك عندما تأتي إلى القصر. قال محمد :*
*حسنا سأفعل. عندما أشرق الصباح وضع الساقي لثاما حول فمه
وحمل جرته واتجه إلى القصر كعادته. فاستغرب الملك منه ذلك لكنه لم يعلق عليه ,
واستمر محمد يلبس اللثام يوما عن يوم
إلى أن جاء يوم وسأل الملك وزيره عن سبب وضع محمد للثام, فقال الوزير*
*اخاف يا سيدي إن أخبرتك قطعت رأسي. فقال الملك :*
*لك مني الأمان فقل ما عندك. قال الوزير :
لقد اشتكى محمد الساقي من رائحة فمك الكريهة يا سيدي
أرعد الملك و أزبد وذهب عند زوجته فأخبرها بالخبر ,
قالت*
*من سولت له نفسه قول هذا غدا يقطع رأسه ويكون عبرة لكل من سولت له نفسه الانتقاص منك.
قال لها :
ونعم الرأي. وفي الغد استدعى الملك الجلاد وقال له :
من رأيته خرج من باب قصري حاملا باقة من الورد فاقطع رأسه.
وحضر الساقي كعادته في الصباح وقام بتوزيع الماء وحين حانت لحظة ذهابه أعطاه الملك باقة من الورد هدية له,
وعندما هم بالخروج التقى الساقي بالوزير فقال له الوزير :
من أعطاك هذه الورود؟
قال محمد : الملك. فقال له :
أعطني إياه أنا أحق به منك.فأعطاه الساقي الباقة وانصرف ,
وعندماخرج الوزير رآه الجلاد حاملا ل باقة الورد فقطع رأسه.
وفي الغد حضر الساقي كعادته دائما ملثما حاملا جرته
وبدأ بتوزيع الماء على*
*لحاضرين,استغرب الملك رؤيته لظنه أنه ميت,*
من حفر حفرة لاخيه وقع فيها:
*فنادى عليه وسأله ما حكايتك مع هذا اللثام؟
قال محمد : لقد أخبرني وزيرك يا سيدي أنك تشتكي من رائحة فمي الكريهة
و أمرني بوضع لثام على فمي كي لا تتأدى.
سأله مرة أخرى وباقة الورد التي أعطيتك؟*
*قال محمد : أخذها الوزير فقد قال أنه هو أحق بها مني.
فابتسم الملك وقال حقا هو أحق بها منك, و حسن النية مع الضغينة لا تلتقيان*
النقاء الداخلي نور خارجي:
*عندما تكون نقياً من الداخل*
*يمنحك الله نوراً من*
*حيث لا تعلم*
***
Tradition Marocaine
مم هو الكراب (ساقي الماء ):
وجه مغربي أصيل كلنا يتذكر مهنة “الكراب” أو الساقي المغربي بين الامس واليوم
حين كان لا غنى عنه في أي بيت مغربي حيث يكلف في المدن بجلب الماء الى البيوت والحفلات والاعراس
بينما يتولى في الاسواق الشعبية والقرى مد الناس بالماء من قربته الجلدية المتميزة التي يحملها على ظهره.
بملابسه الزاهية المزركشة وناقوسه النحاسي الذي يتردد صداه في الامكنة المزدحمة
التي يمر بها أعتاد الكراب أن يجوب الشوارع والازقة ليسقي الناس شربة ماء خاصة في الحر القائظ…
يقنع بدريهمات قليلة يظفر بها أو بمجرد دعاء الترحم على والديه
مما يشعره بالزهو لممارسة مهنة مغربية قديمة هي اليوم في طريقها للانقراض
سروال أحمر تقليدي و حذاء مغربي مميز ( البلغة )
و ناقوس صغير لمانداة المارة ..
و حقيبة يطلق عليها المغاربة ( الشكارة ) لجمع دراهم عمل اليوم الشاق ..
و ( ترازة ) و هي قبعة كبيرة بمواصفاة محددة للوقاية من الشمس المحرقة
و ( قربة ( كبيرة مصنوعة من جلد الماعز مزينة بقطع نقدية قديمة
بعض الاكسسوارات التقليدية تعلق عليها كؤوس نحاسية بأحجام مختلفة,
أما قبعته المكسيكية الشكل فتقيه حر الشمس اللافح
وتضفي بألوانها الزاهية رونقا وأناقة محلية فلكلورية على لباسه التقليدي.
فلا أحد كان يستغني عن الساقي الراوي للعطش ..
فقد كان الكراب صاحب هيبة في محيطه ..
فالكل يحترمه و يجل خدماته
المائية التي يوفرها لأهل حيه ..
لكن ذلك قبل أن تنافسه المياه المعدنية المعلبة ليستغني الزبون عن خدمة الكؤوس النحاسية ..
و يستبدلها بالكؤوس البلاستيكية ..
و يعوض خدمات الكراب بخدمة سريعة لآلة أو بائع متجول
مستغنيا عن ناقوس إعلان الكراب بلافتات الدكاكين المنتشرة على مد البصر .. !!!
يبدو أن هذا الإرث المغربي أصبح مهددا بالانقراض في مواجهة المدنية الحديثة
و أصبحت اكسسوارت الكراب تحفا يتباهى بعرضها الصناع التقليديون و بائعو التحف النادرة ..
بل اصبح الكراب نفسه مجرد ديكور في الساحات العمومية والأثرية
كساحة جامع الفنا في مراکش و ساحة الهديم في مكناس ..
وباب شالة بالرباط .. و باب .. الطرافين ( الرواح) بتطوان ..
و باب بوجلود بفاس و المطاعم التي تريد أن توفر جوا خاصا لزبنائها ..
مع تحول كبار السن من السقايين إلى شبه متسولين يجود عليهم السياح و الزوار بما تيسر ..
دون الارتواء من مياه قربهم ..
كما أصبحت قبعاتهم الكبيرة مثار الاهتمام أكثر منهم حيث ..
يتهافت الزوار على التقاط الصور التذكارية بها ومعها دون اعارة الاهتمام لصاحبها .. !!
أما الان …
يتهافت أصحاب البازارات المتخصصة في بيع التحف القديمة
على اقتناء أقداح الكراب وناقوسه النحاسي لجودة معدنها وندرته.
***
معرض الصور: