المعانيد ناجي والإنسان والميتافيزيقا التي تتحدد بالتحجب

المعانيد ناجي والإنسان والميتافيزيقا

الإنسان والميتافيزيقا..
بقلم: ذ؛ المعانيد الشرقي ناجي

لا يستطيع الإنسان أن يعيش من دون ميتافيزيقا التي تتحدد بالتحجب كما يبدو للوهلة الأولى في غياب التأمل والتفكير،

ليس هذا عند كل البشر طبعا على كوكبنا الأزرق، بل تُفضل الميتافيزيقا في كثير من الأحيان لعب الاختفاء والتواري خلف الوجود لتضحى لاوجود.

لكن الذي سيُميط اللثام عليها بكل تأكيد هو السؤال الفلسفي، بل سؤال الحرقة والإندهاش حتى مما هو مألوف عند البشر. وعليه نطرح الأسئلة الحارقة التي تدعونا إلى حفل التفلسف بعمق العبارة كما يلي:

* أية علاقة بين الميتافيزيقا والعقل؟

* بأي معنى تحتكم الميتافيزيقا إلى ماهية العقل؟ وبعبارة أخرى أكثر دقة؛ ما هو دور الإنسان في هذا الجدل بين الميتافيزيقا والعقل؟

* كيف يمكن لإنسان اليوم أن يلج مملكة المعقولات وعالمها الفريد باستعانة التأمل ودقة الفكر حتى يرفع عن الميتافيزيقا تَحَجُّبَها خلف اللامفكر فيه؟

هي أسئلة من بين أخرى ترسم لنا طريق الفكر لردم الهوة بين دعاة العدمية ودعاة الفكر العميق

الذي ينتشل الوجود من النسيان بلغة مارتن هايدجر ليجعله يتجلى وينكشف،

هذا الوجود الذي تخلف إنسان اليوم عن إمعان النظر فيه بمعية العقل كجوهر دون أن يجعل منه موضوع بحث

في أسرار الميتافيزيقا التي قال عنها كانط ذات لحظة عندما توجه إلى الفلاسفة وناداهم بصوت عالٍ:

” انتهوا بما أنتم منشغلين به حتى نجيب عن سؤال الميتافيزيقا، هل يمكنها أن تصبح علما؟ “

دعوة كانط بهذه الشاكلة لم تأتِ من فراغ، بل كان يجوب بعقله سماء الميتافيزيقا ويشق خيوطها عبر جلاء الفكر بما يتيحه العقل ومقولاته الجوهرية.

وقد صدق حينما قال:

” لقد جاب العقل سماء الميتافيزيقا فاصطدم مع حدوده..”

لكن هذا القول بتعبير كانط يدعونا إلى التسليم والإيمان بأمور يعجز عنها العقل لأنها تفوقه قوة ولأنه وصل إلى حدوده.

غير أن التفكير بعمق يأخذنا إلى أرضية التفلسف لتوليد المعنى والدلالة، حينها سيكون بإمكاننا أن نبحر في عُباب الميتافيزيقا التي اعتقدت لزمن طويل،

أنها ازدادت مُكتملة منذ سقطتها الأولى وأنها شجرة أنساب مُتشابكة تُشكل تلك الغابة السوداء تخفي خلفها الوجود بأسره، وأن الإنسان عاجز عن فك ألغازها؛

هي كذبة كبيرة وعجز ضِعاف العقول الذين كبلتهم العدمية من كل جانب،

فما برحوا أن تركوا التفكير وانصرفوا إلى الجاهز من الأفكار دون تكليف ذواتهم ركوب الفكر ومعاشرة الإشكالات بمعية حرقة السؤال.

إن التأمل والتفكير إنصات للوجود، ولما نصغي إليه،

يأتي صوبنا كحضور وتتجلى عبره رؤية هذا الوجود الذي كان يقبع خلف الميتافيزيقا بجلاء؛

وهو ما سماه مارتن هايدجر بالإنكشاف، فقد يكون هذا الإنكشاف تقنيةً أو علماً حسب طريقة التفكير التي يجب أن لا تنقطع، فالفكر بما هو تيار للوعي، يجب أن يستمر وفق الصيرورة التي أشاد بها هيراقليط.

إن الميتافيزيقا يحلو لها نوم الإنسان وكسله، فهي حين ذلك تتقوى وتُصبح ممتنعة كتلك الحسناء التي يطلب المفكرون والفلاسفة وِدَّها،

لكن بمجرد الضغط على أزرار الفكر، حتى يبدأ الوجود في التشظي والإنكشاف. هكذا، يحثنا العقل وإعماله على مواجهة سؤال الميتافيزيقا بالفكر ذاته،

لأن الذي لا يفكر، هو شخص أقام داخل العدم الذي لن يكون سوى الموت. ولكي نؤجل هذا العدم،

علينا الإستمرار في التفكير بدل التكاسل والرجوع بشكل نكوصي إلى الوراء،

وهو الأمر الذي تتغنى من خلاله الميتافيزيقا مُبرزة تعنتها وجبروتها عندما تجد الموجود يغط في النوم بعيدا عن تحريك دواليب الفكر بالإبتعاد عن حرقة السؤال،

حينها يكون الإنسان قد أضعف عقله وأقام داخل الإسترخاء العقلي،

وسيج هذا العقل بأفكار متقادمة لا تنفع في مجابهة الميتافيزيقا التي تتقوى بمجرد ما تكشف أننا ابتعدنا عن تحريك جذورها.

معرض الصور:

***********

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك 

fotoartbook

elitephotoart

اترك تعليقاً