سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين

سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين من النكبة إلى غزة بألوان الأرض والدم.صاحب لوحة جمل المحامل

سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين

المبدع منصور

فنان فلسطيني

سليمان منصور (مواليد بيرزيت، رام الله عام 1947م)

1-خامات عمل الفنان منصور:

هو فنان تشكيلي ونحات فلسطيني. استخدم خامات من البيئة الفلسطينية ‏(طين على خشب – فخّار أثري – حِنّاء – شيد على خشب – طين وحنّاء وألوان مائية – خيش)، ‏

‏وهو صاحب اللوحة المشهورة «جمل المحامل» التي رسمها في منتصف السبعينات من القرن الفائت، ‏

‏والتي تمثل عجوزاً فلسطينياً يحمل القدس وصخرة الأقصى على ظهره مربوطة بحبل الشقاء. نشأته: ولد في بيرزيت وقضى طفولته في الريف الفلسطيني بين بيرزيت وبيت جالا،

حيث تابع دراسته الابتدائية في المدرسة الإنجيلية اللوثرية في بيت جالا،

بسبب وفاة والده وهو في الرابعة من عمره. قبيل حرب 1967،

لحق بوالدته التي كانت قد استقرت في ضواحي القدس.

وبعد الاحتلال دخل أكاديمية بيتسلئيل للفنون والحرف (1967 – 1970).

الحياة المهنية:

شارك (1985 – 1987) في تأليف كتاب (الملابس الشعبية الفلسطينية)

وكتاب (دليل التطريز الفلسطيني) إصدر جمعية إنعاش الأسرة بالبيرة ‏لأنه عضوا في مجلس إدارتها. ‏ ‏

عمل في مجال تدريس الفن في دار المعلمات (الأونروا) ‏برام الله (1975 – 1982)،

‏وفي مجال تطوير الصناعات الحرفية في جامعة بيرزيت. ‏

‏عضو الهيئة الإدارية لرابطة التشكيليين الفلسطينيين ‏ منذ عام 1975 ‏ورئيسها في الفترة (1986 – 1990) ،

ومدرِّسا للفنون في جامعة القدس،

‏ورساما للكاريكاتير السياسي في صحيفة الفجر المقدسية الصادرة بالإنجليزية بين عامي (1981 – 1993)

‏ ‏وفي مجلة العودة التي كانت تصدر في الأرض المحتلة بين عامي (1986 – 1992)،

‏يعمل مدرساً في الأكاديمية الدولية للفنون المعاصرة في رام الله وهو عضو في مجلس إدارتها.

فنه:

جدارية على حائط مؤسسة إنعاش الأسرة، البيرة، فلسطين، من عمل سليمان منصور ونبيل عناني

مارس التصوير الزيتي ورسم الكاريكاتير السياسي في الصحافة المحلية والرسوم الإيضاحية في الكتب التعليمية

كما أنتج المجمسات الناتئة بالجبس وقام بالدق على النحاس وتطعيمه وصب المينا عليه وبحرق الخشب وبصياغة الخزف ‏ ‏ وتصميم الملصق السياسي

وتصوير الجداريات الفسيفسائية ذات الموضوع الكنسي. ‏إلا أن تركيزه الأساسي إنصب على الأعمال الزيتية والطينية، ‏

‏حيث بدأ بإنتاج أعمال طينية في عام 1989 كجزء من إرهاصات الانتفاضة الأولى ‏ ‏ واستخدام المواد المحلية كموقف سياسي،

حيث بات ابتكار السبل التي تعزز الاكتفاء الذاتي ‏ ‏عن طريق الاعتماد على الموارد المحلية في كافة أوجه الحياة اليومية

‏ كامتداد طبيعي لمقاطعة المواد الإستهلاكية الإسرائيلية، ‏ ‏الاستفادة من المواد الطبيعية المحلية

مثل كالقهوة والحناء والطين، ‏ ‏وكونه اكتسب من جدته في طفولته حرفة بناء بيوت النحل بواسطة خليط من طين الحور والتبن.

معارضه:

أقام عدة معارض شخصية منها: جاليري 79 – رام الله، 1981 . مقر الأمم المتحدة، نيويورك 1992.

بينالي الشارقة 1995 . قاعة بلدية ستافانجر، النرويج، 1996. بينالي القاهرة التاسع 1998.

‏وشارك في عدة معارض جماعية في فلسطين، واشنطن، ‏ ‏بيروت، موسكو، أوسلو، الكويت، المغرب، نيويورك، عمّان، ستوكهولم، باريس، كوريا، قطر، أصيلة (المغرب).

جوائزه:

حصل على عدة جوائز منها: الجائِزة الأولى في معرض الربيع الأول، فلسطين، 1985م .

وجائِزة فلسطين للفنون التشكيلية عام 1998م. والجائِزة الكبرى في بينالي القاهرة التاسِع عام 1998م. وجائزة اليونسكو- الشارقة للثقافة العربية لعام 2019م

"سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
الرسّام والفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور ولوحة بعنوان «القدس» (إنستغرام الفنان)

سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين من النكبة إلى غزة بألوان الأرض والدم.

طفلاً، مرّغ يدَيه بتراب رام الله المخضّب دماءً وعرَقاً وزيتوناً.
وهو ما كاد يبلغ العاشرة، حتى بدأ يسكب ألوان البلاد على الورق. ظنّه الأهل ولداً يلهو بالرسم كأترابه،

إلى أن فاز في مسابقة نظّمتها الأمم المتحدة وهو بعدُ في الـ13 من عمره.

كانت الجائزة حينها 200 دولار؛ لكن الفرحة فاقت المبلغ بأشواط.

كبُر الطفل وكبُر المشروع معه. حملت ريشة سليمان منصور على عاتقها توثيق تاريخ فلسطين بمُرّه الكثير وحُلوِه القليل.
لكن رغم المآسي، لطالما أفردَ الرسّام والفنان التشكيلي لوحاته للجمال:
«لأنّي أردتُ رسمَ فلسطين بأسلوب رومانسي، ومن دون شوائب»، وفق ما يخبر «الشرق الأوسط».
سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
منصور مشاركاً في ورشة عمل للرسم في القدس مخصصة للأطفال الذين يعانون من السرطان (إنستغرام الفنان)
«جمل المحامل»… من الأقصى إلى غزة
يوم رسم «جمل المحامل» عام 1973، دخل منصور كل بيتٍ فلسطيني حول العالم.
كرّسته تلك اللوحة التي تمثّل مُسناً يحمل القدس والمسجد الأقصى على ظهره،
أحد أبرز سفراء الفن الفلسطيني. منذ سنة بلغت لوحة «جمل المحامل» نصف قرن،
ولم تنتهِ رحلة الشقاء.
عن آخر فصولها يتحدّث منصور:
«كل فلسطيني يعرف أن الحركة الصهيونية ستسعى إلى طرده من أرضه عندما تحين الفرصة؛
لكني لم أتصوّر أن تكون عملية الطرد بهذه الوحشيّة. ظننتُ أنّ عصر النكبة قد ولّى،
وأنّ وسائل التواصل ستحمينا ولو قليلاً؛ لكني كنت على خطأ».
سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
لوحة «جمل المحامل» بريشة الفنان الفلسطيني سليمان منصور (إنستغرام الفنان)

سحبت فاجعة غزة اللون من اللوحات، كما سحبت الحرب الروح من القطاع. «هنا في الضفّة،

اختفت الألوان بقرارٍ ذاتي تضامناً مع غزة ومع فنّانيها الذين فقدوا مراسمهم وأدواتهم وألوانهم»، كما يقول منصور،
ويضيف: «لم يبقَ سوى الفحم والحبر وأقلام الرصاص لتوثيق اليوميات المسيّجة بالدمار والشظايا والأشلاء».
سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
«أمهات غزة» من أحدث لوحات سليمان منصور (مجموعة الفنان)
تحلّ مأساة غزة ضيفة دائمة على مرسم الفنان الفلسطيني وعلى أفكاره.
غالباً ما يستقي من أرشيفه لينشر بعضاً من لوحاته القديمة،
عبر صفحته على «إنستغرام»، وهي تأتي لتؤكّد أن تاريخ الظلم والإجرام الإسرائيلي يعيد نفسه في فلسطين.
سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
لوحة لسليمان منصور تعود إلى الثمانينات تجسّد القذائف المنهمرة على أطفال فلسطين بدل الطعام (إنستغرام الفنان)
اللوحة الحلم
لا مفرّ من أن تترك حرب غزة بصماتها على الفن التشكيلي الفلسطيني.
غير أنّ ذلك سيحصل تدريجياً وفق منصور،
أي «بعد أن يستقرّ الحدث في وجدان الفنان،
وربما بعد سنوات؛ خصوصاً أن غالبيّة الفنانين المعنيين بما يجري يراقبون عن بُعد،
لا من قلب الفاجعة».
هو الذي رسم بلاده في كل حالاتها، من مواسم ليمونها وزيتونها، إلى حصارها وانتفاضتها،
وليس انتهاءً بجُرح غزة المفتوح، يقرّ بأنه لم يُنجز بعد اللوحة الحلم:
«أنا أحلم برسم فلسطين محرّرة وجميلة من دون عمليات تجميل».
سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
لوحة بعنوان «صباح هادئ» رسمها سليمان منصور عام 2009 (إنستغرام الفنان)
لوحاتٌ من قهوة وسمّاق وحنّاء
لوحة سليمان منصور هي ابنة أرضها. تستعين بعناصرها الطبيعية وبرموزها كموادّ أولية ومصادر وحي،
فتأتي النتيجة محاكاة للإرث الفلسطيني تاريخاً وجغرافيا.
مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987، وبوصفه موقفاً سياسياً يعبِّر عن الاكتفاء الذاتي،

تزامناً مع مقاطعة البضائع الإسرائيلية، راح منصور يبحث عن مواد من الطبيعة لاستعمالها في الفن.

يخبر كيف أنه صار يخلط الطين بمكوّنات يأتي بها من المطبخ، مثل السمّاق، والكمّون، والقهوة، والحنّاء.
«كانت أعمالي في تلك الفترة تجريديّة، ولاحقاً ركّزت على الطين ودلالاته الإنسانية والسياسية ليعود فنّي إلى الواقعيّة».
تعدّدت الموادّ والتقنيات،
وبقي الثابت في لوحة الفنانسليمان منصور الرموز الفلسطينية،
كالزي التقليدي المطرّز، والكوفيّة، وطيور الحمام، وشجر الزيتون، وسنابل القمح، وقبّة الأقصى، والعائلة المقدّسة.
سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
لوحة بعنوان «عائلة فلسطينية» تجسّد يسوع المسيح والقدّيسَين مريم ويوسف (إنستغرام الفنان)
«العائلة المقدّسة الفلسطينية»
في وجه محاولات شيطنة الفلسطيني وتشويه صورته من قِبَل آلة الإعلام الإسرائيلية،
غالباً ما تقف الريشة سلاحاً.
يشرح سليمان المنصور كيف أنّ «تجسيد العائلة المقدّسة كعائلة فلسطينية،

هو جزء من جهد إعادة الإنسانية إلى الفلسطينيين،

وهو تذكير بأن المسيح كان فلسطينياً بثقافتَيه المادية والمعنويّة، بغضّ النظر عن هويّة إيمانه».
في طليعة أهداف الرسّام: «تقديم الإنسان الفلسطيني بأجمل صورة؛ خصوصاً من خلال المرأة التي هي رمز الوطن».
عن تلك المرأة التي غالباً ما تعود في لوحاته، يقول إنها يجب أن تكون «جميلة وذات عنق ممشوق، رمزاً لشموخها.
كما يجب أن تكون يداها قويّتَين رمزاً لارتباطها بالأرض والعمل، ثم يأتي الثوب التقليدي ليكمّل هويّتها الفلسطينية».
سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
لوحة بعنوان «المهاجرة» تجسّد المرأة الفلسطينية المتمسّكة بجذورها حتى في غربتها (إنستغرام الفنان)
حكايات الصمود
من النكبة، مروراً بالانتفاضتَين الأولى والثانية، وليس انتهاءً بالعدوان على غزة، أرّخ سليمان منصور لحكايات الصمود كلّها على طريقته.
لم يبخل عليه القدَر الفلسطيني بالقصص، فلم يشعر بالحاجة يوماً إلى سرد رواية أخرى من خلال لوحاته.
عجنته البلاد، وهو لم يجد خبزاً يومياً يُشبعُه سواها.
عن تكريس رحلته الفنية بكاملها لفلسطين،
يشرح منصور أنه عاش جزءاً كبيراً من التاريخ الفلسطيني المعاصر بشكلٍ شخصي،
وقد أثّر فيه كثيراً؛
خصوصاً أنه اختبر العيش تحت وطأة الاحتلال. كلّما نظر حوله، كان يجد حكاية جديدة في انتظار ريشته.
حتى عندما رسمَ مائدة خبز الطابون والطماطم والزيتون عام 1980،
رأى فيها المتلقّي انعكاساً للواقع الاقتصادي والسياسي، ولقدرة الفلسطيني على الاكتفاء بخيرات أرضه.
سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
«إفطار فلسطيني» لوحة لسليمان منصور رسمها بالأتربة الملوّنة والبيض (إنستغرام الفنان)
«طفل البطّيخة»
قبل 36 عاماً، خرج طفلٌ بملامح شخصٍ بالغ من رحمِ بطّيخة. رمزت تلك اللوحة إلى أطفال فلسطين الذين ينضجون قبل الأوان.
لطالما كان فنّ منصور رؤيوياً، ولطالما وظّف الرموز في مواقعها المناسبة.

عاد البطّيخ ليُلهم الملايين حول العالم بالتزامن مع حرب غزة.

يقول منصور إن «الفنان بحاجة دائمة إلى رموز وعناصر جمالية مشحونة بالمعاني والعواطف،
من أجل إثراء لوحته».
يردّ الجميل في ذلك إلى «الأجداد الذين زرعوا الأرض ورفعوا الأسوار، وإلى الجدّات اللواتي طرّزن الملابس وصنعن أطباق القشّ وأواني الفخّار».
سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين
لوحة لسليمان منصور تجسّد طفلاً بملامح رجل يخرج من البطّيخة (إنستغرام الفنان)
للأجداد الذين زرعوا أرض فلسطين، وللأحفاد الذين حصدوا الثمار، الحلوة منها والمُرّة، ما زال سليمان منصور يرسم منذ نصف قرن وأكثر. أما لونه المفضّل فلا اسم له في مدارس الرسّامين، هو «لون التراب المحمر بالدمّ… إنه لون فلسطين»

. ألبوم الصور:

سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين سليمان منصور يؤرّخ لفلسطين

المراجع:

اترك تعليقاً