معرض التصوير الضوئي السادس
* لنتذكر قراءة فنية للناقد السوري الفنان : جورج عشي..عن معرض التصوير الضوئي السادس في الشام عام 1985م.
*تحية حب ووفاء لقائد التشرينين في المعرض السنوي العام للتصوير الضوئي في الشام
غابت اعلام وظهرت مواهب شابة
* العماد طلاس : آمل ان يقف النادي في المستقبل وقفة تفي بتطلعات فنانيه المستبشرة .
*الدكتور المدرس : اننا نرى العالم من خلال عدسة التصوير .
تحت رعاية سيادة العماد مصطفى طلاس نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة نائب رئيس مجلس الوزراء
– وزير الدفاع والرئبس الفخري النادي فن التصوير الضوئي.
نقابة الفنون الجميلة
* نادي فن التصوير الضوئي:
* المعرض السنوي العالم السادس لفناني التصوير الضوئي في القطر
٢٤/ ١٢ / ١٩٨٥
* صالة الرواق العربي للفنون الجميلة – العفيف – خلف السفارة الفرنسية
*دمشق – مكتب صباح الخير
* افتتح تحت رعاية العماد مصطفى طلاس – نائب القائد العام – نائب رئيس مجلس الوزراء – وزير الدفاع –
الرئيس الفخري لنادي فن التصوير الضوئي بدمشق المعرض السنوي العام السادس لفناني التصوير الضوئي في الشام .
وذلك في صالة الرواق العربي بدمشق . عدد الفنانين الذين اشتركوا في هذا المعرض 85 فنانا ضوئيا وعدد الاعمال المعروضة يفوق الـ 250 عملا .
وحضر الافتتاح جمهور المهتمين بهذا الفن الذي بدأ يثبت جدارته على كافة المستويات الصحفية والسياسية والعلمية والاجتماعية .
متخطيا بذلك حدوده المألوفة في التقدم بخطوات سريعة نحو الصورة الافضل والامثل .
* قام المعرض تحت عنوان تحية حب ووفاء لقائد التشرينين وعهد على وضع كافة امكانياتنا بخدمة هذا الوطن الصامد ،
وقدم له سيادة العماد مصطفى طلاس في دليل المعرض قائلا :
* التصوير الفوتوغرافي نبع دافق كلما نهلنا منه اعطى واعطى .
وما شاهدناه في المعارض السنوية العامة الخمسة لفناني القطر الفوتوغرافيين ، هو شاهد عملي على تقدم هذا الفن العالمي في قطرنا ،
وذلك بفضل السواعد الشابة الجديدة التي رفدت الفن الفوتوغرافي بنسغ جديد من العطاء الفني المتطور ،
وبدفع من التكاتف الذي حققه نادي فن التصوير الضوئي بامكاناته المتاحة ،
ولا شك اننا في هذا المعرض السنوي السادس سنشهد اعمالا جديدة وشابة ومتطورة .
وان الاعداد المتزايدة المنضمة لنادي فن التصوير لتبشر بمستقبل واعد لفناني القطر، ولفن التصوير الفوتوغرافي .
* انني أمل أن يقف النادي في المستقبل وقفة تفي بتطلعات فنانيه المستبشرة .
طالبا منهم الاستزادة من العلوم الفوتوغرافية ، الفنية كانت أو المخبرية .
وذلك بملاحقة آخر صيحات وتقنيات هذا الفن، والاطلاع على لوحات الفنانين المبرزين في العالم .
ليكون ذلك همزة وصل بينهم وبين تطلعاتهم المستقبلية التي يرجونها .
* اخيرا
آمل ان استطيع تقديم كل عون للبراعم الجديدة في هذا الحقل من خلال نادي فن التصوير الضوئي.
الذي بدأ المسيرة منذ سنوات على ارض هذا الوطن العظيم الذي يعطي بلا حدود .
* وأرجو ان يكون عطاؤكم بلا حدود .
كما قدم في الدليل ايضا الفنان الكبير د. فاتح المدرس نقيب الفنون الجميلة قائلا :
* ما رأيناه في المعارض الخاصة لنادي فن التصوير الضوئي الكثير من الرؤى التشكيلية في فن التصوير الضوئي ،
* اذ ان أكثر المشاركين من العارضين في قيم الاشياء التي تتأملها العيس البشرية .
محاولة ببراعة أن تثير في الذهن همسة رائعة، وبقدر ما،
وهذه المعرفة تقوم على عناصر شتى لا يمكن حصرها ،
اهمها التناغم ( الهارموني ( والتناسق والتضاد المتوافق، والحس الانساني جماليا أو سياسيا اجتماعيا بمقدار محدود من الالتزام التشكيلي.
* وفي هذا المعرض سيكون حظنا أوفر ، سنرى مفاهيم فن التصوير الضوئي اشد تقنية واكثر قربا من مفهوم التكوين التناسقي هندسيا أو تضاداً هندسيا ،
إلى جانب نعومة الرؤى الانسانية .
معرض التصوير الضوئي السادس
* وان الهدف من هذا النشاط الفني في هذا المجال .
هو مشاركة العالم في تطوير واغناء المنطلقات التصويرية .
التي تعكس دقائق شكل العالم ماديا وسيكلوجيا لاننا في الواقع نرى العالم من خلال عدسة التصوير ،
حضارة اليوم تفرض هذا الوسيط بين ثقافتنا وقدراتنا على التحرك في العالم.
* ان المثير الوجداني لهذه الحركة الفنية في التصوير الضوئي في سورية الحديثة هو صديق الفنانين التشكيليين .
السيد وزير الدفاع الدكتور مصطفى طلاس ونقابة الفنون تتقدم باسم المشاركين في هذا المعرض بالشكر العميق والعرفان بالجميل لسيادته.
* ان رأي الفنان د. فاتح المدرس يعزز من طاقة واندفاع هؤلاء الفنانين الشباب.
الذين بدأوا يتفاعلون مع الحياة من خلال آلة جامدة ويحركون معادلاتهم الصعبة في سبيل خدمة الوطن ومواضع الجمال فيه.
* يقول ليونيللو فينتوري في كتابه كيف نفهم التصوير :
اثارت مباحث الفن منذ أمد بعيد اهتمام طائفة من العباقرة،
فكان أن يذل بعض عظماء الماضي جهودا كبيرة لتحرير الاحكام الفنية من تأثير المعضلات الشخصية،
والوضع اساس موضوعي تستند اليه تلك الاحكام، غير أن هذه الجهود .
كانت تضع في اعتبارها ما للآراء الشخصية من أهمية في هذا الشأن.
قد تستولي لوحة تمثل مريم العذراء وابنها ، بريشة ( رافا بيللو ) على اعجابنا بدرجة أكبر من أخرى للفنان (ميكالنجو)
* مثل لوحة العراقة مثلا –
على اننا نحس رغم ذلك أن صورة العرافة المشار اليها هي الأخرى من أعمال الفن الاصيل …
* ان تعثر فيها على نوع خاص من القيم الفنية تختلف عن تلك الأخرى التي صادفناها في لوحة العذراء .
ومعنى ذلك ان كلنا اللوحتين تحملان تلك الصفة الايجابية التي تسمى فناء .
عندئذ لا يسعنا الا الاعتراف بأن الرقة التي التقينا بها في لوحة ( رافايللو ) .
قد اثارت اعجابنا بدرجة أكبر من العنف الذي ينبض به فن ( ميكننجو ( .
وأن ذلك العنف انما يشكل هو الآخر قيمة في الفن خليقة بالتقدير،
ومعنى ذلك ايضا ان كلا الفنانين قد حقق عملا اصيلا من اعمال الفن ..
* ان الحس الفني بذاته غير كاف لاطلاق الاحكام على الآثار الفنية .
ولكن تنمية هذا الحس الذي يجب أن يرافقه نضج ووعي في الثقافة وفي الحياة واهتمام عميق بمسائل الفن.
والاهم من آثار الفنانين هو حياتهم فالولوج الى عالمهم هو مفتاح السر الذي يمكننا منه الولوج الى آثارهم .
حينئذ يحق لنا أن نقيم عملا فنيا ما فيما اذا كان فنا ام لا .
* قبل كل شيء علينا ان نعترف بأن الفنان هو شيء ما له كيانه وشخصيته في اعادة التوازن الداخلي لجميع معاصريه
من خلال زرع احلامه في تفكيرهم أماله ورؤياه تنتقل كالوباء في المجتمع وتنتشر كالحمى ،
انه قادر في كل زمان ومكان ان ينقل افكاره عبر مقولاته وان يغير ويبدل في تفكير مجتمع بكامله ..
كما وأنه ايضا شاهد عصر .
* يقول الفيلسوف الاميركي جون ديوي (1952-1859) عن الفن والحضارة :
* التجربة الجمالية مظهر للحياة وتسجيل لها واحتفال بها في حضارة ما ، وهي وسيلة لترقية تقدمها ،
وهي الى ذلك الحكم النهائي على صفة هذه الحضارة ،
ذلك أن التجربة الجمالية في الوقت الذي يبتدعها افراد يستمتع بها افراد ،
فهؤلاء وهولاء انما يكونون على هذه الحالة في مضمون خبرتهم بسبب الثقافات التي يشاركون فيها .
* وهناك عناصر عابرة واخرى باقية في الحضارة –
والعناصر الباقية ليست منفصلة لانها وظائف لكثرة كثيرة من الاحداث الجارية التي تنظم في معان تكون العقول .
* والفن هو القوة العظمى التي تحقق هذا التماسك .
فالافراد اصحاب العقول يذهبون واحدا بعد الآخر، على حين ان الآثار التي أودعت فيها المعاني وعبر عنها تعبيرا موضوعيا تبقى ،
وتصبح جزءا من البيئة ، والتفاعل مع هذا الوجه من البيئة هو محور الاستمرار المتصل في حياة الحضارة ..
* لا نقول ذلك امتنانا منا لهؤلاء الفنانين الذين اقاموا معرضهم السنوي العام للفن الضوئي في الشام في صالة الرواق العربي آخر العام 1985 .
بل لكي يدركوا تماما ماذا عليهم ان يقدموا بعد اليوم في سبيل رفد حضارة هذه الامة .
ويكونوا امينين في نقل فكرهم المتوهج الى الاجيال القادمة *
كي تستفيد من تجربتهم وتستلهم منهم بداياتهم لتتابع مسيرتها الفنية .
في سبيل اعلاء شأن هذه الامة وتراثها الرسولي الحضاري الذي اعطى العالم الابجدية والشراع والعجلة والشريعة والاشتراكية.
* مضى على تأسيس نادي فن التصوير الضوئي خمس سنوات رسميا وسبع سنوات فعليا بدعم لا متناه من
سيادة العماد مصطفى طلاس – نائب القائد العام – نائب رئيس مجلس الوزراء – وزير الدفاع وقد رعى كافة معارضه الضوئية السنوية ،
* وقد لمحنا في كل رعاية دعما معنويا كبير لاستمرار هذا النادي ،
والعقبة الوحيدة التي تقف في طريقه اليوم هي تأمين مقر ،
بدون مقر والنادي يقدم العطاء تلو الآخر مبرهنا على تعلقه بهذا الوطن العظيم وبقائده المناضل حافظ الاسد ،
*في كل عام يقدم معرضا فيه عطاء يسبق الزمن وهذا هو المعرض السادس وهذه هي حصيلة الاجتهاد والمثابرة والايمان برسالة الفن .
* تخللت هذه المعارض السنوية ايضا حوالى خمسة عشر معرضا فرديا.
وبدأ التصوير الضوئي اليوم مثار اهتمام كافة المهتمين بأمور الفن .
فنقابة الفنون الجميلة تقدم التسهيلات اللازمه والصالة لاقامة المعارض الضوئية
* وتحاول ايضا احتواء نشاط النادي ووزارة الثقافة والارشاد القومي .
ولاول مرة تشارك الفنانين الضوئيين في معرضها السنوي العام . ووزارة السياحة تقدم الدعم المادي لكافة المصورين الضوئيين بتشغيلهم لصالحها وبأجور مغرية .
* في الحقيقة
كنت من اللجنة التي انتقت اعمال المعرض باعتباري نائبا لرئيس مجلس ادارة هذا النادي
* وقد فوجئت باسماء تعرض لاول مرة وادركت اليوم فقط باننا نسير في الطريق السليم .
وان ما زرعناه نحصد اليوم ثماره وان هؤلاء الشباب المندفعون سيكون لهم شأن عظيم في المستقبل القريب .
وستلتمع اسماؤهم كالنجوم في سماء عالم التصوير الضوئي هناك اسماء رنانة وكبيرة في الفن الضوئي لم تشترك في هذا المعرض .
واشير اليها عاتبا لا مشهراً كالدكتور قتيبة الشهابي ومروان مسلماني وجورج خوري.
الذي حصل على جائزة اللجنة التحكيمية لمهجران دمشق السينمائي الرابع عن فيلمه الشمس في يوم غائم ،
*وهشام شربتجي المخرج التلفزيوني الشاب الذي بدأ يتعاطى التصوير الضوئي في الثمانينات .
كمتمكن تقنيا ثم غاب كما تغيب السنونو ولم يعد ،
وطارق الشريف ، ونذير اسماعيل الذي بدأ مؤخرا وانطلق من حس تشكيلي تقني حديث . فاذهلنا بلوحته التي عرضت في المعرض السنوي .العام للفنون التشكيلية في وزارة الثقافة ،
والغريب ، *والآن اتذكر ، انهم جميعا كانوا يعرضون في معرض الوزارة ولكنهم لم يعرضوا في معرض النادي هذا العام.
كانت المعارض الخمسة السابقة وما تخللها من معارض فردية جهد متبعثر بينما جاء هذا المعرض كما وكيفا من المعارض المهمة في الشام.
والتي اقيمت للتصوير الضوئي ،
وللحقيقة نقول بأن الاسماء الشابة فيه بدأت تسابق فيه رؤيتها الحقيقية والرواد
* ومنهم زين شاشاني وعلي ابو عسلي واكرم الفطرين واحمد عزام وبسام ابو عسلي ومصطفى مضمومة ونضال الاشقر *وفريد ظفور
ومفيده مرستانى وطلال حناوي وفهد العبدي ومحمد صبحي كديمي وسليمان وعرفان المصري.
كما لوحظ بأن التشكيليين بدأوا يهربون من اعمالهم الزيتية الى التصوير الضوئي يمارسونه بوعي مطلق .
وحرية كانت تقيد اكثر المصورين الضوئيين
* ومنهم
حسان ابو عياش الذي جاءت تصاويره الضوئية بنفس روح تشكيلاته الزيتية .
* هذا ولا بد لنا من التحدث عن اعمال فهد بلدي المصور الصحفي لجريدة الثورة وعبد الرحمن صمودي وحسان الخوص وداني كابانليان.
الذي يقدم أعماله بالاسود والابيض كمعلم .
*وتقف على مستوى الصورة الضوئية المثلى اعمال قاهه شاهينيان .
الذي بدأ يهتم بكادر ونظافة الصورة فهو يعرف سلفا وقبل ان يصور ماذا يريد وكيف يريد ولمن يقدم اعماله.
ويقال كذلك عن عبد السلام عبد السلام ومنير البكر واحمد شحادة وصلاح مارديني .
اما احمد انيس فلنا حديث عنه في معرضه الشخصي بتفصيل أكثر يتسع له مقال كامل …
بينما جاءت اعمال بطرس خازم بالاسود والابيض مفعمة بالحس التشكيلي الواضح والقدرة على امتلاك آلة التصوير ولكنه على ما يبدو لم يتمكن بعد من المخبريات.
فجاءت صوره غير مقنعة مخبريا او ربما طبعها له احد المحترفين فجاءت اللوحة تحمل هديتين بينما جاءت اعمال
بدر ظفور تلفت الانتباه . بسمة تللو ،
* هنا تقف باحترام لهذه السيدة التي تمارس هواية فن التصوير الضوئي بعشق ووله نادرين.
فهي تقدم لنا غروب الشمس ببراعة وحس وطاقة على الخلق لم نلمسها عند غيرها من النساء المشتركات .
* هناك بعض الاسماء الكبيرة في عالم التصوير الضوئي بدمشق .
مثل
فهد مرشد وعبد الكريم الانصاري وهيثم الكواكبي وفواز الجابر .
قدموا لوحات ليست على مستوى اسمهم اطلاقا وهذا مأخذ عليهم بأنهم لم يحاولوا الاجتهاد بل اشتركوا ربما لرفع العتب .
كان باسيل خنوف الذي يشترك في نشاطات النادي لاول مرة ملفتا للانتباه .
كمصطفى مضمومة هذا الشاب القادم من حماه ليقدم اعماله المتميزة بثقة متميزة بالنفس وعشق للضوء.
لكننا وعلينا ان نقول ذلك نرى من الواجب ان نقف عند نقطة مهمة واساسية في التصوير الضوئي.
الا وهي الصورة الصحفية ،
نحن بأمس الحاجة الى مثل هذه الصورة التي تلخص موقفا ما لتعطينا رؤية فنان ما .
في لحظة ما رأينا الايقاع في بعض اللوحات ورأينا التدرج اللوني ورأينا الصور الظلية ( السيلوديت ) .
ورأينا الفهم العميق للون واظهار الحجم والقدرة على التشكيل .
واحسسنا بالعمق والمنظور والتوازن واختيار تأثيرات معينة وتعبيرا قويا واحسسنا بالجو الذي يحيط الموضوع.
ولكن هذا لا يكفي لأن اغلب اللوحات كما يظهر كانت تصور فقط بمنظور الجمال ومعنا الحياة. الموقف لم يكن يفي وهذا ما نتمناه في المعارض القادمة لنادي فن التصوير الضوئي .
معرض التصوير الضوئي السادس
* جورج عشي
*****
ألبوم الصور:
* لنتذكر قراءة فنية للناقد السوري الفنان : جورج عشي..عن معرض التصوير الضوئي السادس في الشام عام 1985م.
******
المصادر:
*مكتب صباح الخير-أرشيف الفنان: جورج عشي.