مدرسة الفنون الجميلة بمصر.بذكرى مرور 117 عامًا على تأسيسها من الأمير يوسف كمال

مدرسة الفنون الجميلة بمصر

117 عامًا على تأسيس مدرسة الفنون الجميلة

 

* الأمير يوسف كمال مؤسس المدرسة

 

فى الثانى عشر من مايو سنة ١٩٠٨م تم افتتاح مدرسة الفنون الجميلة المصرية،

فى درب الجماميز بالقاهرة،

كأول مدرسة من نوعها على مستوى العالم العربى.

فى الفنون التشكيلية، وقد تخرج فى هذه المدرسة جيل الرواد الكبار من الفنانين المصريين

الذين شكلوا الرعيل الأول من التشكيليين التقلديين الذين حملوا الشعلة وأضاءوا الطريق للفن الحديث فى مصر،

ومن هؤلاء:

«محمود مختار، ويوسف كامل، وراغب عياد، ومحمد حسن».

غلاف الكتاب:

وستبقى الحركة الفنية فى مصر مدينة لهذا الرعيل الأول من الفنانين

الذين وضعوا اللبنات الأولى لذلك الصرح الحضارى. ومع ذكر مدرسة الفنون الجميلة،

لا يمكن أن نغفل الدور الرائد للأمير العاشق للفن يوسف كمال، المؤسس الأول للمدرسة.

من خلال العديد من الدراسات الجادة فى هذا الشأن، ومن بينها رسالة الدكتوراة لـ«نادية رضوان»، بعنوان «الأمة تصويرا ونحتا – الرواد ونهضة الفنون الجميلة والتطبيقية فى مصر ١٩٠٨م- ١٩٣٨م»،

والذى قام المركز القومى للترجمة بجهد كبير فى ترجمة الرسالة عن أصلها الفرنسى، حيث قامت بها الدكتورة إيمان فرج،

والتى قدمت لنا نصاً عربياً سلساً دقيقاً، وقام بتقديم الكتاب الدكتور إبراهيم عوض.

موضوعنا تاريخ الفنون الجميلة فى مصر، بينما تطرق الكتاب أيضا إلى التأريخ لتاريخ الفن المصرى الحديث،

.حيث عرفت مصر الفن وفق النموذج الغربى منذ ولاية محمد على (١٨٠٥م-١٨٤٩م)،

حيث قام منذ بداية حكمه على عدة إصلاحات لتدعيم قوة ولايته، منها تأسيس نظام تعليمى حديث،

وفى المجال الفنى اتفقت الخيارات الجمالية لمحمد على مع صورة القائد الحديث الذى حرص على ترويجها،

من وجب علينا القول بأن:

مدرسة الفنون الجميلة بمصر.بذكرى مرور 117 عامًا على تأسيسها من الأمير يوسف كمال

وسبقت الفنون التطبيقية من حيث التكوين المؤسسى إنشاء مدرسة الفنون،

حيث كانت أولويات النظام التعليمى،

وكان الغرض من التعليم الفنى إعداد التقنيين فى المجالات التطبيقية والصناعية قبل إعداد التشكيليين فى مجال الفنون،

ويرصد جاستون فييت حضور الفنانين المصريين الذين أرسلهم محمد على إلى أوروبا،

حيث يتلقون إعداداً تقنياً أكثر من كونه فنياً.

وبالفعل فقد انصبت إصلاحات محمد التعليمية منذ ١٨٣٠ على المدارس التقنية التى عرفت باسم المدارس الخصوصية،

وكان الهدف منها هو إعداد الخبرات المحلية ووضعت تحت إشراف ديوان المدارس.

وفى عام ١٨٣٩م افتتح محمد على مدرسة للفنون والصنائع حملت اسم مدرسة العمليات،

وقد أغلقت عام ١٨٥٤م وحتى عهد إسماعيل، وأعيد افتتاح المدرسة ١٨٦٨م،

ولتزايد الطلب على الفنيين المتخصصين،

تمت إضافة قسم جديد إلى مدرسة الفنون والصنائع السلطانية ١٩٠٩م للفنون والصناعات الزخرفية وضم التطريز وأعمال الخشب والمعادن والحديد المطروق.

وبانتهاء الحرب العالمية الأولى ١٩١٩م،

قررت وزارة المعارف العمومية فصل قسم الفنون الزخرفية وتأسيس مدرسة الفنون الزخرفية ومقرها قصر فاضل باشا بالحمزاوى،

وكان مديرها الأول هو مصور الألوان المائية البريطانى وليم أرنولد ستيوارت،

وخلفه مهندس التصميم الداخلى الاسكتلندى جون إدنى الذى أعاد تنظيم المدرسة ونقلها إلى حديقة الأورمان وسميت بمدرسة الفنون التطبيقية،

وكان معاونه هو الفنان المصرى محمد حسن الذى عين مساعدا للمدير ١٩٢٩م بعد عودته من بعثة دراسية فى روما،

وقد خلف جون إدنى، فكان أول مصرى يتولى إدارة مدرسة الفنون التطبيقية.

وعليه فإن كانت مصر قد ظلت دون مؤسسة لتدريس الفنون الجميلة حتى ١٩٠٨،

فإن النظام التعليمى قد وضع اللبنات فى مجال الفنون الزخرفية والتطبيقية منذ القرن التاسع عشر.

وبصورة شاملة:مدرسة الفنون الجميلة بمصر.بذكرى مرور 117 عامًا على تأسيسها من الأمير يوسف كمال

وأنشئت مدرسة الفنون الجميلة، وهى الأولى من نوعيتها فى العالم العربى،

وقد تم افتتاحها فى ١٣ مايو ١٩٠٨،

قبل شهور من افتتاح الجامعة المصرية فى ٢١ ديسمبر من العام ذاته،

فقد وجدت بمبادرة من محب الفنون وجامع الأعمال الفنية، الأمير يوسف كمال (١٨٨٢-١٩٦٧)،

وفقاً لـ«إيميه آزار» فقد راودته الفكرة بعد أن فاز أحد الفنانين الأتراك بالميدالية الذهبية للمعرض العالمى ١٩٠٠ بباريس، ثم أقدم متحف لكسمبورج على اقتناء اللوحة.

وإذا كان من الصعب تأكيد هذه الرواية فى غياب المصادر، فيمكن أن نفترض أن الأمير استلهم نموذج مدرسة الفنون الجميلة بإسطنبول،

التى أسسها الفنان وعالم الآثار عثمان حمدى،

الذى درس فى باريس على يد جيروم.

انتمى الأرستقراطي يوسف كمال إلى العائلة الخديوية،

فهو نجل الأمير أحمد رفعت، حفيد محمد على، مولع بحبه للفن،

وتكونت لديه مجموعة هائلة من الأعمال الفنية التى عرضها بقصره بالمطرية،

فضلًا عن مكتبته الثرية ضمت كتباً نادرة وقيمة فى الجغرافيا والخرائط،

كلف الأمير المثال الفرنسى :جيوم لابلانى .بتنفيذ تمثال نصفى له عام ١٩٠٧م.

وأبدى المثال دهشته من عدم وجود مدرسة للفنون الجميلة فى بلد مثل مصر،

واقترح على الأمير تأسيس مدرسة لسد هذا الفراغ.

وإذا كان لابلانى قد وجد فى الأمير يوسف كمال نموذج الراعى المثالى لمشروعه،

فإن الأمير توسم فى لابلانى الصفات اللازمة لترؤس وإدارة المؤسسة،

وفى ١٩٠٧م.شرع يوسف كمال فى إجراءات تمويل المشروع وأوقف ١٢٧ فداناً من الأراضى الزراعية وبعض أملاكه العقارية فى الإسكندرية.

وكانت إدارة المدرسة وتصميم وتنظيم البرامج الدراسية من اختصاص لابلانى.

وفى بداية مايو ١٩٠٧ قام الأمير بناءً على نصيحة لابلانى بتأجير فيلا فى حى درب الجماميز على مقربة من قصر عابدين وشارع باب الخلق،

وقد حاول الكثير من الدراسات تحديد المقر الأول لمدرسة الفنون الجميلة،

إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل.

وقد انتقلت هذه المدرسة إلى مكان جديد فى شارع خلاط رقم ١١ بشبرا، وفى شهر أغسطس من عام ١٩٣١م. انتقلت إلى ١٦ شارع الجيزة «النيل»،

هذا المكان تشغله بعد ذلك مدرسة قاسم أمين الثانوية للبنات،

ومن بعد انتقلت إلى ٨ شارع إسماعيل محمد بالزمالك،

حيث فيلا عبود باشا المجاورة لمنزل الأديب الدكتور طه حسين،

وسميت «المدرسة العليا للفنون الجميلة»،

وأخيرا كلية الفنون الجميلة وتتبع وزارة التعليم العالى حاليا.

عند تأسيسها كانت المدرسة تتألف من خمسة أقسام هى:

الرسم والتصوير، والنحت، والعمارة، والخط العربى،

وفى السنة التالية قرر لابلانى أن يضيف قسما للزخرفة،

وعن طريقة التدريس يقول لابلانى:

فى الخطوط العريضة هى ذاتها المطبقة فى أشهر مدارس الفنون الجميلة فى أوروبا.

وضمت المدرسة فى ١٩١٠م -١٤٦ طالباً مسجلاً،

منهم حسب تدقيق لابلانى ١٢٤ مصرياً.

وفى ٤ فبراير ١٩١١م وضعت مدرسة الفنون الجميلة تحت ولاية الجامعة المصرية التى ترأسها الأمير فؤاد الأول،

وقد تم هذا النقل بناءً على طلب الأمير يوسف كمال،

الذى منح الجامعة الحق فى إدارة الوقف المخصص للمدرسة فى حين لم يمول المنح الدراسية.

بدأ الترويج لمفهوم الفنون الجميلة، حيث تأسست جمعيات فنية ومجلات متخصصة لنشر مفهوم الفنون الجميلة كمفهوم جديد،

ففى أول يونيو ١٩٠٨م. وقبل نحو أسبوعين من افتتاح المدرسة،

نشر جيوم لابلانى وشكرى صادق مقالا بصحيفة الأهرام أعلنا فيه عن إنشاء نادى الفنون الجميلة،

حددا أهدافه فى ترويج الفنون وعقدت أول اجتماع لها فى إحدى قاعات فندق الكونتينيننتال،

وكان من بين المشاركين أعضاء من الأسرة المالكة وشخصيات من النخبة السياسية،

وانعقد تحت رعاية الأمير حيدر فاضل،

والكاتب والأديب الفرنسى جوستاف فلوبير،

فى حين ألقى أحمد زكى الخطاب الافتتاحى.

وفى مايو ١٩١٣م ظهرت مجلة الفنون الجميلة والتصوير الشمسى الشهرية التى أسسها شكرى صادق وحسن آصف،

ويحمل غلاف العدد الأول صورة فوتوغرافية للخديو الشاب :

عباس حلمى الثانى:

وكانت تنشر المقالات المتعلقة بالفنون الجميلة ولا تتعرض للدين أو السياسة.

وفى سعيهم لترويج الفنون الجميلة، نظم معرضاً لخريجى الدفعة الأولى من مدرسة الفنون الجميلة فى ١٣-٢١ يناير فى بهو نادى السيارات الذى كان الأمير يوسف كمال نائبا لرئيسه.

ومن بين خريجى الدفعة الأولى

النحاتان: محمود مختار وأنطون حجار

والمصورين:

راغب عياد ويوسف كامل ومحمد حسن وعلي الأهواني وعلي حسن.

وندلف أخيرا للقول:

بأن مدرسة الفنون الجميلة بمصر.بذكرى مرور 117 عامًا على تأسيسها من الأمير يوسف كمال.

هي حاضرة فنية وثقافة اثرت المشهد الثقافي العربي عامة والمصري خاصة بكثير من الكوادر والمواعين بشتى أنواع الفنون.

**

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

موقع المصري اليوم

https://www.almasryalyoum.com

fotoartbook

elitephotoart

 

اترك تعليقاً