أوبرايم وتافراوت أو قلب الأطلس الصغير من منظور صخري-قراءة: الحسن الگامَح

أوبرايم وتافراوت أو قلب الأطلس

نافذة على تافراوت أو قلب الأطلس الصغير من منظور صخري

بعدسة الفنان الفوتوغرافي: سعيد أوبرايم

قراءة: الحسن الگامَح

بدء ي بدء:

إن الرسالة الفوتوغرافية تتجاوز مجرد التسجيل البصري للواقع.

إنها لغة بصرية قادرة على نقل المشاعر والأفكار والرؤى، وتوثيق اللحظات التاريخية والثقافية والإنسانية.

تحمل اللوحة الفوتوغرافية قوة إيحائية هائلة،

تختزل قصصًا وحكايات في إطار واحد،

وتثير التساؤلات وتقدم وجهات نظر مختلفة للعالم من حولنا.
إنها وسيلة للتعبير الفني والتواصل الإنساني،

تتحدى حدود اللغة اللفظية وتخاطب الوجدان بشكل مباشر،

وتساهم في تشكيل الذاكرة الفردية والجمعية،

واللوحة التي لا تحمل رسالة بين ثناياها فهي جامدة ولأقل: ميتة.

نافذة على تافراوت أو قلب الأطلس الصغير من منظور صخري

العناصر البصرية:

الموضوع الرئيسي: يبرز في مركز اللوحة تكوين صخري ضخم ومذهل،
يبدو وكأنه قلعة طبيعية متراصة الطبقات. تحيط به منازل طينية تقليدية متناثرة على سفوحه وفي الوادي المنخفض،

مما يخلق تباينًا بين صلابة الطبيعة وبساطة العمران البشري.

التكوين:

اعتمد سعيد أوبرايم على تكوين فريد

من خلال تأطير المشهد بعنصرين صخريين كبيرين في المقدمة، على اليمين واليسار.

يخلق هذا التأطير الطبيعي ما يشبه “نافذة” تطل على قلب تافراوت،
ويوجه عين المشاهد نحو الموضوع الرئيسي في المنتصف.
كما أن الخطوط المنحنية للصخور في المقدمة تخلق ديناميكية بصرية وتدعونا للدخول إلى عمق الصورة.

الإضاءة:

تبدو الإضاءة منتشرة وناعمة،
ربما تم التقاط الصورة في وقت الظهيرة أو في يوم ملبد بالغيوم جزئيًا.

هذا النوع من الإضاءة يقلل من الظلال القاسية ويكشف عن تفاصيل السطوح المختلفة،
من texture الصخور الوعرة إلى نعومة جدران المنازل الطينية. الألوان تبدو طبيعية وهادئة.

الألوان:

تهيمن على اللوحة الألوان الترابية الدافئة:

البني المحمر للصخور في المقدمة والخلفية، والبيج والرملي للمنازل الطينية.
تضفي بعض البقع الخضراء لأشجار النخيل والنباتات القليلة لمسة من الحياة والانتعاش على المشهد القاحل نسبيًا.

زرقة السماء الشاحبة في الأعلى تكمل هذه اللوحة اللونية الهادئة.

المنظور:

يقع الفنان الفوتوغرافي في موقع مرتفع نسبيًا،
ربما فوق صخرة أخرى،
مما يمنحنا منظورًا واسعًا يشمل التكوين الصخري المهيب والقرية الممتدة أسفله.
التأطير بالصخور في المقدمة يضيق مجال الرؤية قليلًا،
ولكنه يركز الانتباه بشكل فعال على الجزء المركزي من المشهد.

التفاصيل:

يمكن ملاحظة تفاصيل دقيقة مثل شكل الطبقات الصخرية المتراكمة،
وبساطة تصميم المنازل الطينية المسقوفة بشكل مسطح،

والغطاء النباتي المتناثر الذي يكافح من أجل البقاء في هذه البيئة.
هذه التفاصيل الصغيرة تساهم في خلق شعور أصيل بالمكان.

التحليل والتفسير:

منظور فريد: اختيار سعيد أوبرايم لتأطير المشهد بالصخور في المقدمة يمنح اللوحة منظورًا فريدًا وشخصيًا.

يبدو وكأننا ننظر إلى تافراوت من مخبأ طبيعي، مما يخلق شعورًا بالاكتشاف والتأمل.

توازن بين الطبيعة والبشر:

تبرز اللوحة التوازن الدقيق بين قوة وجمال الطبيعة القاسية
(التكوينات الصخرية الضخمة)
‏ وبين قدرة الإنسان على التكيف والعيش في هذا المحيط (المنازل الطينية المتواضعة).
هناك حوار صامت بين صلابة الصخور وهشاشة البناء البشري.

عزلة وسلام:

الألوان الهادئة والإضاءة الناعمة،
بالإضافة إلى الموقع المنعزل للقرية بين الصخور،
‏ قد توحي بشعور من الهدوء والعزلة والسلام الذي يميز المناطق الأمازيغية التقليدية.

هوية المكان:

تصور اللوحة بوضوح الهوية الجيولوجية والمعمارية المميزة لتافراوت. التكوينات الصخرية الوردية
(رغم أنها لا تبدو وردية بشكل واضح في هذه الإضاءة)

هي علامة مميزة للمنطقة، وكذلك أسلوب البناء الطيني البسيط والعملي.

دعوة للتأمل:

التكوين المؤطر يدعو المشاهد للتوقف والتأمل في هذا المشهد الطبيعي والثقافي الفريد.

إنه يشجع على التفكير في العلاقة بين الإنسان والبيئة، وفي جمال البساطة والأصالة.

أسلوب سعيد أوبرايم:

يتضح من هذه اللوحة أن سعيد أوبرايم يتمتع بحس فني دقيق في اختيار التكوين والزاوية التي ينظر من خلالها إلى المشهد.

لديه القدرة على تحويل لقطة تبدو بسيطة إلى عمل فني يثير التساؤلات وينقل إحساسًا عميقًا بالمكان.

اهتمامه بالتفاصيل الطبيعية والمعمارية،

واستخدامه الهادئ للألوان والإضاءة،

يشير إلى أسلوب يجمع بين الوثائقية والشعرية البصرية.

في المجمل، هذه اللوحة الفوتوغرافية لسعيد أوبرايم هي عمل فني مؤثري capture جمال وروح تافراوت من منظور مميز،

ويدعونا للتفكير في العلاقة بين الإنسان والطبيعة في هذه المنطقة الأمازيغية الساحرة.

رسالة هذه اللوحة الفوتوغرافية لسعيد أوبرايم لتافراوت يمكن أن تكون متعددة الأوجه وغنية بالمعاني:

تقدير التناغم بين الطبيعة والثقافة:

إبراز التعايش:

تُظهر اللوحة كيف استطاع الإنسان الأمازيغي أن يبني مجتمعه وحضارته في قلب بيئة طبيعية فريدة وقاسية.

المنازل الطينية المتواضعة تتناغم مع التكوينات الصخرية الضخمة، مما يوحي بوجود علاقة متوازنة ومستدامة بين الإنسان والأرض.

جمال البساطة:

قد تكون الرسالة هي تقدير جمال البساطة في العمارة التقليدية التي تتكيف مع البيئة المحلية، في مقابل عظمة التكوينات الصخرية الطبيعية.

الاحتفاء بهوية المكان وفرادته:

تسليط الضوء على الخصوصية:

تُبرز اللوحة العناصر البصرية المميزة لتافراوت، مثل التكوينات الصخرية الفريدة والنمط المعماري التقليدي. قد تكون الرسالة هي الاحتفاء بالهوية الثقافية والجغرافية المتفردة لهذه المنطقة الأمازيغية.

الحفاظ على التراث:

من خلال تصوير هذا المشهد، قد يدعونا الفنان إلى التفكير في أهمية الحفاظ على هذا التراث الطبيعي والمعماري للأجيال القادمة.

التأمل في عظمة الطبيعة وقوة الزمن:

قوة التكوينات الصخرية:

التكوين الصخري المهيب في مركز الصورة يمثل قوة الطبيعة وعظمة التكوينات الجيولوجية التي تشكلت عبر ملايين السنين. قد تكون الرسالة هي تذكيرنا بقوة الطبيعة وتأثير الزمن.

صمود واستمرارية:

ربما تحمل اللوحة رسالة عن صمود هذه المنطقة وسكانها عبر التاريخ، حيث استطاعوا البقاء والازدهار في هذا المحيط الطبيعي الصعب.

دعوة إلى التأمل والهدوء:

المنظور الهادئ:

اختيار زاوية التصويرالمؤطرة بالصخور يضفي على المشهد شعورًا بالعزلة والهدوء. قد تكون الرسالة هي دعوة المشاهد للتوقف عن صخب الحياة وفوضى المدينة والتأمل في جمال هذا المشهد الساكن الناطق الذي يمنحنا حق الارتياح الروحي.

البحث عن الجمال في البساطة:

الألوان الترابية الهادئة والإضاءة الناعمة قد تنقل رسالة عن إيجاد الجمال في البساطة والتواضع، وهذا ما يضفي على اللوحة جمالا يجعلنا نتساءل:

كيف الجمال الطبيعي لا يفنى في اللوحات الفنية المتميزة مثل هاته، التي تقدم رسالة بسيطة البحث عن الهدوء والتأمل في ملكوت الله.

نافذة على عالم آخر:

استكشاف ثقافات مختلفة: بالنسبة للمشاهدين من خارج المغرب، اللوحة بمثابة نافذة تطل على عالم ثقافي مختلف،

وتدعونا إلى استكشاف جمال وتنوع الحضارات الإنسانية.

وجمال الجنوب المغربي المتنوع بثقافته الأمازيغية الغنية والمتميزة.

ختاما:

يمكن القول أن رسالة هذه اللوحة الفوتوغرافية للفنان الفوتوغرافي سعيد أوبرايم هي مزيج من هذه العناصر:

تقدير العلاقة بين الإنسان والطبيعة،
الاحتفاء بالهوية الفريدة لتافراوت،
التأمل في عظمة الطبيعة،
الدعوة إلى الهدوء والتفكير.

إنها تحتفي بجمال الأصالة والارتباط بالأرض، وتدعونا لتقدير التنوع الثقافي والطبيعي لعالمنا.

يبقى أن التفسير النهائي للرسالة قد يختلف من شخص لآخر بناءً على خلفيته وتجاربه ومشاعره عند مشاهدة اللوحة. الفن غالبًا ما يكون مفتوحًا للتأويل.

وندلف للقول بأن الزمان والمكان إختزلهم الفنان سعد أوبرايم وتافراوت أو قلب الأطلس.الصغير من منظور صخري.قراءة: الحسن الگامَح

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

الموقع والمصدر :

مجلة مدارات ثقافية

fotoartbook

elitephotoart

 

اترك تعليقاً