العمارة الإسلامية وفن المقرنصات.حيث يندمج الشكل و المعنى.

العمارة الإسلامية وفن المقرنصات

فن المقرنصات…في قلب العمارة الإسلامية،

حيث يندمج الشكل و المعنى،

ارفع نظرك لتراها في كل جامع…

إعداد وتصوير:م.إيهاب علي

تبرز المقرنصات كأعاجيب بصرية لا تُنسى. تلمحها تتدلى من قبة، تعتلي إيوانًا، أو تتوهج في محراب، فتظنها زخرفة،

وما هي إلا خطوات ومراحل خفية من حجر تنقل البصر والبصيرة من الأرض إلى النور.

المقرنصات……

ليست مجرد تفاصيل معمارية، بل تفاصيل هندسية.

تظهر في الانتقالات من الجدران إلى القباب، من الزوايا إلى الفضاء.

تشبه أعشاشًا هندسية متداخلة، أو كريستالات نُسجت من ظلال ونور.

في إيران، في القرن العاشر، ظهرت متقشفة. ثم المماليك جعلوها وكأنها لسان الحجر.

في الشام ومصر صارت توقيعًا بصريًا لا يُخطئ.

العثمانيون هذّبوا الخطوط، أما الأندلسيون فحولوها إلى قصائد جصية تُطرّز الفراغ.

وظائفها العميقة هندسية خفية تربط المربع بالدائرة، فتبني القبة وتمهد لها.

راحة بصرية تكسر الانتقال الحاد بين المستويات، فتمهد العين للارتفاع والسمو.

رمز صوفي تبدأ بأشكال أرضية، ثم تتصاعد إلى القمة، كرحلة الروح من التراب إلى الحقيقة.

أنواعها وأشكالها بالحجر في المساجد الكبرى، ثقيلة لكنها أبدية.

بالجص في الغرب الإسلامي، رقيقة ودقيقة.

بالخشب نادرة، لكنها تنبض بدفء خاص.

وتتنوع في بنائها مفردة أو مركبة، مستديرة أو مقوسة، داخلية أو تظلل السماء.

جمالها ليس فوضى كأنها شتات…

لكنها شتات مُنظّم. كل قطعة فيها في مكانها، كأنما رُتبت وفق نغمة كونية لا تُسمع بل تُرى.

تُشبه الكون في نظرة المتصوف:

متنوع، لكنه موحَّد، وكل تفصيل فيه يسعى نحو الواحد.

أمثلة لا تُنسى

مدخل السلطان حسن: مقرنصات تبني للهيبة عرشًا.

جامع محمد علي: البساطة تخفي البراعة.

في قلب المعنى في كل مقرنصة، خلية من حجر تسبّح. تقول إن الجمال لم يُخلق للعين وحدها، بل للقلب أيضًا.

تُذكّر أن المعمار المسلم لم يكن يبني سكنًا للجسد فقط، بل درَجًا للروح.

المقرنصات ليست فنًا فقط، بل خطابٌ من الحجر.

كل وحدة فيها تقول شيئًا عن التناسق، عن النور، عن الطريق نحو الأعلى.

وما العمارة هنا إلا محاولة لصياغة المطلق… بحسابات دقيقة و عماله من نور.

#EhabAli #أعدادوتصويرehabali

*********

معرض الصور

بعدسة: م.إيهاب علي

**********************