ذاكرة مصر المسرح القومي.مبنى تراثي في قلب القاهرة،إعداد وتصوير :م.إيهاب علي
ذاكرة مصر المسرح القومي
المسرح القومي المصري ليس مجرد مبنى تراثي يقف في قلب القاهرة،
إعداد وتصوير المهندس : إيهاب علي
بل هو معلم ثقافي وتاريخي عريق،
يمثل ذاكرة حية لرحلة المسرح المصري وتطوره عبر الزمن.
تعود أصول موقع المسرح القومي إلى حي الأزبكية،
ذلك الحي الذي لمع نجمه في العصر المملوكي، وبالتحديد سنة 880 هـ (1475م)،
حين أُنشئت الأزبكية على يد الأمير المملوكي:
أزبك بن ططخ الظاهري
في عهد السلطان قايتباي.
كانت المنطقة في الأصل أرضاً منخفضة بها تلال من الأتربة،
ومزارع بسيطة، وبعض مقامات الأولياء،
إلى أن قرر الأمير أزبك أن يعيد إحياء المكان.
بدأ بتسوية الأرض، وحفر بركة وصّلت إليها المياه من الخليج الناصري،
وأنشأ مناخاً للجمال ومجموعة من القصور والمساكن،
ليتحول المكان تدريجياً إلى حي راقٍ يُقبل عليه الأمراء والأعيان.
مع مرور الزمن، أصبحت حديقة الأزبكية مركزاً للترفيه والفنون.
وخلال الحملة الفرنسية (1798م-1801م)،
أقام نابليون مسرحاً هناك للترفيه عن جنوده،
وقد أشار الجبرتي إلى مكان يُعرف بالكوميدي، حيث كانت تُعرض ملاعيب ومشاهد تمثيلية.
ورغم زوال هذا المسرح بعد رحيل الفرنسيين، فقد ترك بصمة مسرحية أولى على المكان.
في عهد محمد علي، جُففت البركة وحُولت إلى حديقة عامة،
ثم جاء الخديوي إسماعيل ليعيد صياغة المكان بروح باريس،
فاستقدم مصمم حديقة لوكسمبورغ لتخطيط حديقة الأزبكية، وزرع فيها نفس أنواع الأشجار،
وأضاف بجوارها دار الأوبرا الملكية ومسرحاً كوميدياً،
في إطار استعداده للاحتفالات الأسطورية لافتتاح قناة السويس عام 1869م.
في عام 1870م، بدأت أولى معالم المسرح الوطني في التشكل عندما أسس يعقوب صنوع أول فرقة مصرية وطنية تعرض أعمالها في مسرح داخل الحديقة،
وكان يقدم عروضاً تعكس واقع المجتمع المصري،
لتكون بداية لمسرح يخاطب الناس بلغتهم وهمومهم.
وفي 1917، تأسست شركة ترقية التمثيل العربي،
التي ضمت عبد الخالق مدكور باشا، وطلعت حرب، وعبد الله عكاشة،
وأسهمت الشركة في إنشاء مسرح جديد داخل حديقة الأزبكية بتصميم معماري حديث. استمر البناء حتى عام 192م.
ليُفتتح المسرح رسمياً في 1 يناير من العام نفسه،
وكان يُعرف حينها باسم :
“تياترو الأزبكية”.
المهندس الإيطالي فيروتشي، مدير المبانى السلطانية آنذاك، هو من وضع تصميم المسرح،
فجاء بنموذج معماري يحاكي مسرح الأوبرا الملكية:
صالة بيضاوية تأخذ شكل حدوة فرس، ومدرجات تستوعب جمهوراً غفيراً،
وزخارف تأخذ من الطراز العربي خطوطها ورموزها.
وكان طلعت حرب هو من أصر على الهوية العربية للمبنى،
كما فعل أيضاً عند تأسيسه لبنك مصر.
تميز المسرح بتفاصيل فنية مذهلة، أبرزها الثريا الرئيسية الضخمة، التي تتدلّى من قلب قبة الصالة، بوزن يزيد عن 1.5 طن،
وقد صممت خصيصًا لتكون مقاومة لصدى الصوت،
ما يجعل التجربة السمعية داخل المسرح نقية وواضحة، دون ارتداد مزعج للصوت.
هذه الثريا ليست مجرد إضاءة فخمة،
بل عنصر معماري وظيفي يُظهر عبقرية الدمج بين الجمال والتقنية.
رغم البداية القوية، إلا أن فرقة عكاشة لم تحقق النجاح المتوقع،
ما أدى إلى تراجع نشاط المسرح فترة من الزمن،
حتى تولت وزارة المعارف إدارته عام 1935م
وأسست الفرقة القومية برئاسة الشاعر خليل مطران،
لتبدأ مرحلة جديدة أكثر نضجاً واحترافية.
لاحقاً، قدم المسرح القومي عروضاً خالدة، منها:
“مجنون ليلى”،
“السلطان الحائر”،
“تاجر البندقية”
و”الملك لير”،
وأصبح بيتاً للمسرح الجاد،
يقف في وجه الموجات التجارية.
وفي 27 سبتمبر 2008م. التهمت النيران خشبة المسرح وصالته الرئيسية،
وهو ما شكّل صدمة كبيرة للوسط الثقافي.
وبعد ست سنوات من أعمال الترميم التي بلغت تكلفتها 104 ملايين جنيه،
عاد المسرح للحياة من جديد عام 2014م، محافظاً على روحه وهويته.
ظل المسرح القومي محطة رئيسية في حياة فنانين كبار مثل:
يوسف وهبي، جورج أبيض، وسهير المرشدي،
وهو حتى اليوم يمثل حجر الزاوية في ذاكرة المسرح المصري.
ومن الكتب المهمة التي وثقت لتاريخه، كتاب “حكاية المسرح القومي..
منارة الفكر والإبداع” للباحث د. عمرو دوارة،
الذي يُعد مرجعاً شاملاً لما يحتويه من توثيق دقيق لعروض المسرح، وتحليل لمسيرته، ولعل أبرز ما جاء فيه:
“أن فرقة المسرح القومي كانت دائماً حائط صد في مواجهة موجات الابتذال،
وحاملة لمشاعل الفكر المستنير والمدارس المسرحية الأصيلة”.
#أعدادوتصويرehabali #EhabAli #المسرح_القومي
***********
المراجع والمصادر:
مواقع إجتماعية- فيس بوك
بالطبع
بصورة شاملة
إما
أينما
حيثما
كيفما
أيما
أيّما
بينما
ألّا
لئلّا
حبّذا
سيّما
لكن
بالتالي
هكذا
أو
أم
لذلك
مثلا
تحديدا
عموما
لاسيما
خصوصا
بالأخص
خاصة
بالمثل
لأن
بسبب
إذا
عندما
حين