المكتبة الثقافية المتنوعة.لماذا لايوجد مكان يحمل رائحة الورق والأفكار

المكتبة الثقافية المتنوعة

“لماذا لا توجد مكتبة تحتوي على كتب متنوعة في مجالات ثقافية مختلفة؟”

مكاناً يحمل رائحة الورق وصدى الأفكار،

صباح الخير،

بقلم : سحر الزارعي

منذ الأمس وأنا أفكر في موقف بسيط لكنه عميق. خلال زيارتي لكلية التقنية العليا فرع العين لإدارة جلسات

برنامج #شورك،

طرح عليّ الطالب محمد حمد سؤالاً أثار داخلي شيئاً لم أكن أتوقعه:
“لماذا لا توجد مكتبة تحتوي على كتب متنوعة في مجالات ثقافية مختلفة؟”

بمنطقية شديدة، وجهته للاستفادة من المكتبات العامة المخصصة لمثل هذه الكتب والروايات التي يرغب في قراءتها.

كما أخبرته أننا في الكلية نوفر بالفعل مكتبة إلكترونية متخصصة تضم مجموعة واسعة من المصادر العلمية والثقافية، يمكن الوصول إليها بسهولة في أي وقت ومن أي مكان.

لكن بينما كنت في طريقي للعودة، تداركت نفسي…

ربما لم يكن يقصد مجرد مكتبة لقراءة الكتب أو الوصول للمعلومات،

فالجميع اليوم يمكنه قراءة الكتب الإلكترونية على أجهزته المحمولة.

ربما كان يبحث عن شيء مختلف – مساحة ينتمي إليها، مكاناً يحمل رائحة الورق وصدى الأفكار، وهدوءًا لا يشبه أي مكان آخر.

ومن هنا بدأت الأفكار تأخذني شرقاً وغرباً، تعود بي إلى ذاكرة طفولتي.

كنت في المرحلة الابتدائية من أصدقاء المكتبة،

وكنت أعتبرها ملاذاً خاصاً بي.

أذكر جيداً ذلك اليوم الذي حصلت فيه على عضوية المكتبة العامة، كانت بالنسبة لي وكأنها عضوية في الكونغرس من شدة الفرح والاعتزاز.

شعرت وكأنني امتلكت شيئاً عظيماً لا يقدر بثمن – مفتاح لعوالم لا نهاية لها.

استمر الحال معي حتى أصبحت ما أنا عليه اليوم: كاتبة وناقدة، أجلس الآن وأكتب لكم هذه السطور.

أدركت أن المكتبة لم تكن مجرد مكان للقراءة، بل كانت بداية الحكاية، نقطة الانطلاق التي ساعدتني على اكتشاف ذاتي وصقل شغفي بالكلمات.

ربما ما كان يبحث عنه محمد حمد ليس مجرد رفوف مكدسة بالكتب،

بل مكان يشعر فيه بانتماء فكري، بوجود مساحة تتسع لأفكاره وأسئلته.

أنا لا أكتب هذه الكلمات ككاتبة فقط، بل كشخص وجد في المكتبة وطنًا صغيرًا. وربما، ليست هذه مجرد كلمات،

بل دعوة لأن نفكر:

المكتبة ليست مكاناً لحفظ الكتب، بل لحفظ الأرواح التي تبحث عن معنى في حرف وكلمة وصفحة.

فهل ما زلنا نمنحها هذا الدور؟ أم أننا نسينا كم من الحكايات تبدأ من هناك؟

#بوح_السحر

*****

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

موقع الجزيرة- مواقع إلكترونية – ويكبيديا

fotoartbook

elitephotoart

اترك تعليقاً