فريد حسن وروادع الانتحار.من مشروع كتابه كيف ينتحرون

قصاصة رقم 74 في مشروع كتاب كيف ينتحرون :
روادع الانتحار :

الخوف من الم وسيلة الانتحار : في القصاصة الماضية تحدثنا عن الخوف من الموت انطلاقا من غريزة حب البقاء الموجودة في كل الكائنات الحية ؟

واليوم نتحدث عن الخوف من الوسيلة التي ستوصل المنتحر إلى إنهاء حياته بنفسه :

ووسائط الانتحار تختلف من مكان لمكان آخر – ومن زمان لآخر -كما سيلي ذكره وجميعها تتسبب بألم –

وكما أن هناك خوفا فطريا من الموت فإن هناك خوفا فطريا أيضا من الألم –

والانتحار قديم قدم البشر والدليل على ذلك حديث الرسول القدسي (صلى الله عليه وسلم) الذي يقول فيه:

من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا -ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبداً

ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا .

صدق رسول الله – وهذه كانت الوسائط المعروفة إلى ذلك الوقت – وجميعها يرافق فعلها ويعقبه آلام تخيف الأشخاص وتردعهم عن فعلها !

وفي زمان التطور المتسارع للعلم زادت أعداد الوسائط : بدءا الأسلحة النارية – واستخدام الكهرباء –

ورمي النفس أمام القطارات بأنواعها أو المركبات السريعة – واستخدام المواد المخدرة كالمسكنات الأفيونية بكمية كبيرة – والأدوية النفسية –

وشرب المواد الكيمياوية الصناعية – والغاز المنزلي أو غازات أخرى – وكذلك الشنق – القفز من أماكن عالية غير الجبال أسطح البنايات وشرفاتها والجسور – والغرق – والحرق ..الخ ؟

والوسائط القديمة والحديثة تتفاوت في مدى تسببها بالألم – وتتفاوت في مدى توفرها وانتشار استعمالها من بيئة لأخرى !

لكنها جميعا تسبب كثيرا من الألم – وكثيرا من الخوف المتوقع لما قد تسببه من ألم عند القيام بالتنفيذ ؟

وهذا يشكل رادعا كبيرا يتصارع في حيز افتراضي بين خليط : من إمكانات (عقلية – وعصبية – ونفسية – وجينية فردية للشخص )– ومستوى الضغط الحاصل على الشخص – ومدى انسداد الطريق وعدم توفر الأمل في الخلاص !

وعلى كل حال : ومع علم النفس المعتمد بشكل أساسي على مبدأ

الفروق الفردية بين الأشخاص في الاحتمال – وأسلوب التفكير –

وأسلوب التنفيذ –

يتفاوت قدْرُ الخوف من الألم وقدْرُ تصوره المسبق والرادع عن الانتحار عند الأشخاص – لينتج الخليط بين كل المكونات المذكورة ناتجا يخص شخصا بعينه –

يختلف عن ناتج عند شخص آخر ؟

وهكذا تتنوع الوسائط – وتتنوع الأساليب من مكان لآخر ومن زمان لآخر – ومن شخص لآخر – من حيث كونها رادعا من روادع الانتحار !

وإلى اللقاء في قصاصة قادمة – دمتم لفنانكم الباحث في التربية وعلم النفس – فريد حسن

*******

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

fotoartbook

elitephotoart

 

اترك تعليقاً