شموس الغجر لحيدر حيدر.الروائي السوري

شموس الغجر لحيدر حيدر

رواية ” شموس الغجر” للأديب السوري ” حيدر حيدر” .

المثقف العضوي يكتب أدبا…

نشرت هذه الرواية سنة 2000 للميلاد، معبرة عن حالة البؤس و الفوضى المنهجية

و الاغتراب الذاتي للإنسان العربي عن مقارعة الحضارة مع ضياعه في جدلية التاريخ و الواقع.

رواية جريئة الطرح ، عميقة النقد، أسقطت الرؤيا المادية الجدلية على المخيال العربي الحاضر،

متسائلة عن أسباب عزوف العقل العربي على صنع التاريخ و اكتفاءه بالجمود و التبعية و رفضه المساهمة في صناعة الحضارة

تتبع هذه الرواية عدة مسارات معرفية ،

فهي تقتفي خطوات ” راوية نبهان” بنت مثقفة من بنات لبنان، تنشأ في كنف والد ذا فكر تقدمي و أملاك واسعة،

تتأثر به لحدث الانصهار في ذاته، تنقلب حياتها من يوم اعتقاله القسري بتهمة المشاركة في تنظيم شيوعي،

يخرج الأب من المعتقل ليعلن توبته عن الذنب و رجوعه إلى التدين عبر ” المذهب الشيعي”

الأمر الذي يقلب حياة ” راوية” فكريا و وجدانيا ،

يضاف إليها علاقتها الغرامية ب ” ماجد زهوان” الطالب الفلسطيني، الذي يشاركها نفس الرؤى الأيديولوجية و التطلعات التقدمية ،

وان الواقع العربي موبوء بفعل تعطيل العقل و الإنكباب على الماضي بالرغم من عجز هذا الماضي عن مجابهة الحاضر.

في الرواية تساءل فلسفي عميق عن السبب الذي جعل الوالد ” بدر نبهان” يتخلى عن الفكر اليساري الذي تبناه عن قناعة ،

راجعا الى التدين ، كحال العدين من ابناء العرب ، وهل يصلح الدين بمفهومه المختزل في طقوس و لحى في بلورة فكر تقدمي بعيد عن الجوهر الحقيقي للإسلام؟

أم ان القفول الى التدين يعد من الاسباب المباشرة لنكسةالحضارة العربية و ضياعها تاريخيا؟

في الرواية رؤية ناقدة للواقع العربي و للعقلية الشرقية التي تحكمه، بالأخص في حرية الأنثى ،

أين يتجلى في علاقة ” راوية” بأخيها ” الملازم نذير” ، الذي ينته به الامر الى اطلاق النار عليها لوأد ثورتها الأنثوية

و رفضها لان يكون ” نذير” وصيا عليها..فهجرتها بعيدا الى قبرص للحاق بحبيبها الفلسطيني .

هذا الرواية تجلد التاريخ العربي، و تجلدا أكثر إصرار العربي حاليا باعتبار هذا التاريخ

بكل ما يحمل منطلقا لتأسيس رؤية حضارية تقدمية، و قد استبان عجزه حضاريا،

داعيا للحد من الاتكالية اللاهوتية و البحث عن بديل حضاري يحقق الطموح العربي

و ينتشله مما ران عليه من جهل/ تخلف/ تبعية…و هو السبيل الأوحد لتحرير فلسطين

و باقي الأوطان بعيد عن التملقات العربية الراهنة.

ان الانسان العربي وفق مقاربة ” حيدر حيدر

” لايزال يقبع في ” كهف أفلاطون”

ولم يهتدي بعد للإهتداء للمخرج.

********

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

fotoartbook

elitephotoart

 

اترك تعليقاً