مهرجان مغرب الحكايات
مهرجان مغرب الحكايات

* يقدم مهرجان مغرب الحكايات..التراث غير المادي للشعوب والمجتمعات.- مشاركة: إدريس الجاي.

مهرجان مغرب الحكايات

التراث الثقافي غير المادي للشعوب والمجتمعات في «مهرجان مغرب الحكايات»الرباط – «القدس العربي»:

 تحت شعار «الأماكن ذاكرة وطن»

أسدل، مهرجان مغرب الحكايات، الذي تنظمه الأكاديمية الدولية للتراث الثقافي اللامادي

برئاسة الدكتورة نجيمة طايطاي غزالي، ستار نسخته 21.
ثمانية أيام جاب فيها 180 من المشاركين،

قادمين من القارات الأربع، من السنغال، من بنين، من موريتانيا، من المغرب، من تونس، من مصر،

من سلطنة عمان، من السعودية، من تركيا، من إسبانيا، من ألمانيا، من بريطانيا،

من روسيا، من الولايات المتحدة، من الأرجنتين، عشرين من الأمكنة داخل وخارج الرباط.

يجسدون بالكلمة ولغة الجسد شعار:

«التراث الثقافي غير المادي للشعوب والمجتمعات،

وخاصة الحكاية هو أرشيف يحفظ الطريقة التي يدرك بها الإنسان ظواهر بيئته الطبيعية محاولا الحفاظ عليها

أو تحويلها حسب الاحتياجات والظروف». عبارات كتبتها الدكتورة نجيمة طايطاي في كلمتها التقديمية:

«لم يكن هذا التجسيد ليعبر عن نفسه إلا من خلال عروض فنية

حملتها فضاءات مفتوحة شكلت مجالا حيويا،

لإعادة إحياء الموروث الثقافي الشعبي المغربي والعالمي إلى الذاكرة

عبر الحكي والفرجة بأشكالها المتنوعة عبر إمكانيات بسيطة المتوارثة جيلا عن جيل،

والمعتمدة على الكلمة الملقاة، والعبارة المُنتقاة، قدمها حكواتيون وحكواتيات، أكبرهم سنا يبلغ 102 وأصغرهم 10 سنوات.

لقد أكدت هذه الفعاليات على أن فعل الإنتاج الفني، لا يتحقق إلا من خلال التجاوب الفعلي بين الفنان والجمهور.

فكما حمل الحكواتيون على عاتقهم، مهمة البحث عن أساليب التواصل مع المتلقي،

فقد ساهمت الأماكن في خلق مجال تجاوب وتفاعل عفو مباشر بين الجمهور والحكواتيين

وفنون الشارع عموما، من خلال الرقص التعبيري، الموسيقى الشعبية والألعاب النارية والخدع السحرية.

وقد ساهم فعل الإنتاج المتبادل بين الفنانين والفنانات من مختلف الجنسيات وبمختلف اللغات،

في تحويل هذه الأماكن التاريخية، إلى شاهد على ماض ثابث إلى حاضر متحول.

لقد أعطت مواكبة الجمهور المكثفة لهذه العروض،

إضافة نوعية منحت الفضاءات حيوية وديناميكية،

أصبحت تمثل خزانا للذاكرة الوطنية والعالمية.

وبفضل هذه الحيوية اكتست الفضاءات شكل مسرح تزخر بالمشاهد الحكائية والبهلوانية

مجسدة بمصاحبة إيقاعات الطبول الإفريقية والمغربية،

صورة فسيفساء تمازجت فيها الألوان، الألبسة، أشكال الحلي والإكسسوارات،

التي كونت في شموليتها، شبه مشاهد مسرحية،

أبطالها حكواتيون يتقمصون شخصيات طالعة من أسفار الماضي،

تبعث في هذه الشخصيات روح صور تراثية تخترق الذاكرة الشعبية وتسائل الحاضر.
لقد أصبحت العشرة أماكن في الرباط، خلال فترة المهرجان، فضاءات لهذا اللقاء الدولي،

تتصدرها ساحة «بوابة قلعة شالة»، التي شهدت حفل افتتاح فعاليات مهرجان مغرب الحكايات،

حيث استهل الحفل بنوبات من الألة الاندلسية وقدمت فيه كلمات ترحيب بالدولة ضيف الشرف إسبانيا

ووزعت فيه جوائز الفائزين بجائزة أحسن حكواتيات وأحسن حكواتيين الدورة الماضية.

ثم كانت «ساحة الوداية»، وحدائقها، فساحة «مولاي الحسن»،

وساحة «مني بارك»، و»ساحة محطة القطار أكدال»، فساحة «محج الرياض»،

فساحة «متحف محمد الخامس للفن المعاصر» وأخيرا «ساحة المنال وباب الحد».

كانت الأماكن تمثل شهودا تستعيد ماضيها، ترسم حاضرها وتتخيل مستقبلها،

من خلال إرث شفوي وفنون لا مادية، من خلال أساطير، تفشي سحرها،

تجعله نقط تلاقح للثقافات، مسربلة في سر الحكاية ومضامين أحجيات، تعود إلى ماض عميق.

تعيد بناءه لحظة بلحظة، تجعل منه جسر تأمل، تبعثه من طيات رقاده، تنفض عن سجلاته غبار الزمن،

تضخ فيه دم جاذبية جديدة، توقض من خلاله في ذاكرة المتلقي، توقا دفينا إلى زمن الطفولة،

زمن دغدغت فيه الأمهات والجدات مخيلة الصغار، بسحر عوالم قائمة على الخيال والتصورات البريئة.

«لا يمكن أنكار، البعد الإنساني والعالمي للتراث اللامادي،» تقول السيدة نجمية،

«انه يحتوي على ما هو إنساني ومشترك بين الإنسانية جمعاء مهما اختلفت الأصول والثقافات

واللغات أو الديانات أو أي جانب أخر من هوياتنا المتعددة والمتفردة».

كانت الأماكن تلقي بظلال سحرها على نسيج الحكايات، على القصائد الزجلية، على الموسيقى،

الإيقاعات الوطنية والدولية، كانت الساحات رُكح، تحلق حولها الجمهور، المتعطش إلى فرجة تلقائية،

تنبع من وحي اللحظة الأنية، وكانت الأسوار التاريخية امتداد لها، تشكل خلفية فنية،

مناظر أسطورية لفرجة عفوية، فرجة يتحرك فيها الجمهور طليقا غير مقيد الاستجابة.

كان الارتجال سيد المواقف، التي شملت مشاهد وليدة الحاضر،

وليدة اللحظة الانية التي لا يحتويها إطار زماني ولا يحدها مكان.

لقد كان اختيار الأماكن فرصة للقادمين من بعيد، للتأمل في كنوز المدينة الأثرية، المتعددة الوجوه،

والعودة منها بنبذة عن تاريخ إنشائها وتطورها عبر العصور.

فكانت ساحة باب لحد، (الأحد) :

كأحد فضاءات عروض مهرجان مغرب الحكايات، تقص سجلا من تاريخ المدينة.

إنها من أهم بوابات مدينة الرباط. ففضاءها يحكي عن ساحة كان يعقد فيها سوق كل يوم أحد،

وباب الحد هو الباب الوحيد في السور الموحدي الذي لا يزال يشكل

نقطة عبور إلى الجهة الجنوبية للمدينة إضافة إلى باب العلو.

لقد شيد هذا الباب في القرن الثاني عشر الميلادي، في فترة حكم الخليفة الموحدي يعقوب المنصور.

ثم أعيد تجديده في عهد السلطان العلوي مولاي سليمان سنة 1814 م.

كان هذا الباب فضاء للحكواتيين، وفرجة فنون الشارع، قبل الغزو الحداثي لمدينة الرباط وتحويلها إلى مدينة إدارية.

******

المصادر: مواقع تواصل إجتماعي -ادريس الجاي

fotoartbook

elitephotoart

بالطبع
بصورة شاملة
إما
أينما
حيثما
كيفما
أيما
أيّما
بينما
ألّا
لئلّا
حبّذا
سيّما
لكن
بالتالي
هكذا
أو
أم
لذلك
مثلا
تحديدا
عموما
لاسيما
خصوصا
بالأخص
خاصة
بالمثل
لأن
بسبب
إذا
عندما
حين
متى
قبل

اترك تعليقاً