قبل قرن محاضرات الناقد الإنكليزي :ت. س. اليوت في الشعر الميتافيزيقي.ولا بديل عن المعرفة.. والحكمة والدقة.
ناقد إنكليزي ت. س.إليوت
مقدمة:
– ت. س. اليوت آخر النقاد الشعراء.
لا بديل عن المعرفة .. والحكمة والدقة.
محاضرات «إليوت في الشعر الميتافيزيقي.
قبيل قرابة القرن. القى الشاعر الإنجليزي والناقد اليقظ ت.س. اليوت»
ثلاث محاضرات في كلية ترينتي – جامعة كامبردج موضوعها منوعات من الشعر الميتافيزيقي
وظل اسم هذه المحاضرات يتردد في كتب النقد منذ ذلك الزمن،
ولكن هذه المحاضرات لم تنشر لأن صاحبها لم يكن راضيا عنها تماماً، وظل حتى وفاته في العام ١٩٦٥م.
يعتقد أنه لم يؤد واجبه تماماً كاملاً تجاه الشعراء الذين اختارهم موضوعاً لمحاضراته وهم:
-دانتي الايطالي وجون دن الانجليزي، ولا فورغ الفرنسي.
في مطلع العام الحالي ١٩٩٤م
.أخرجت دار النشر فيبر. البريطانية هذه المحاضرات إلى النور،
فكانت فرصة للتساؤل ما الذي يصنع الناقد الكبير؟ وفرصة لنا للتساؤل:
ما الذي يجعل هذه الثقافة الغربية على هذا القدر الكبير من الوعي بذاكرتها ؟
نشر هذه المحاضرات والاحتفاء بها بعد كل هذا الزمن
لا يعني أن الثقافة الانجليزية تلتقي لأول مرة بمحاضرات هذا الناقد الكبير، ولا يعني أن نصا مجهولا ظهر،
بل يعني بالدرجة الأولى أن هذه الثقافة تقدم دليلا على الاستمرارية والتواصل،
وعلى تلمس ذاكرتها النقدية ومنجزاتها بين فترة وأخرى.
إن جهود «اليوت» النقدية ساهمت في تشكيل هذه الثقافة في القرن الراهن،
ولم تكن محاضراته هذه وحدها في هذه المساهمة، بل شاركتها محاضرات ومقالات أخرى
منذ أول كتبه النقدية” الغابة المقدسة”. في العام ۱۹۲۰ بالإضافة طبعاً
إلى جهوده الشعرية، وهكذا احتل «اليوت» مكانة متميزة في سلسلة الشعراء النقاد في الثقافة الأنجليزية
بدءاً من «درايدن» و جونسون» ووصولاً إلى «كولردج»و ارنولد»
ويرى البعض أنه قد يكون الأخير في هذا التقليد الثقافي، وقد لا يكون في ضوء الأرضية الثقافية الراهنة.
ومهما يكن الأمر، فإن مساهمة هذا الناقد والشاعر المعروف على نطاق عالمي
كانت مساهمة خاصة، فهو لم يسع إلى انشاء مدرسة شعرية وتجميع الأنصار،
ولا احتفى بنفسه وبوظيفته ذلك الاحتفاء المعتاد من قبل الكثيرين، بل كان جاداً إلى أبعد الحدود.
وفي وصفه لمهنته كشاعر لاحظ ذات يوم أن جهوده الشعرية لا تضارع – رغم اجتهاده
سطرين بليدين من سطور دانتي الإيطالية
صاحب «الكوميديا الإلهية وامتدت هذه القسوة المبدئية إلى نقده،
حين احتار أن تكون مقارباته النقدية للنصوص جافة ومحترفة،
وأطلق على نفسه اسم «المهني» أو «الحرفي» في إشارة واضحة إلى رفض الفضفضة الرومانسية.
إن ما يريدنا «اليوت» أن نسمعه ليس صوت المطرب، بل صوت المحترف أو حتى المحاضر.
أن تكون ذكياً:
ما الذي يصنع الناقد الكبير؟
هنالك جواب للناقد جونسون» يقول:
«إن ما يصنع الناقد هو موهبة استخدام الرأي في النطاق المعرفي بالإضافة إلى أشياء كثيرة».
ولدى «اليوت» الكثير من هذا ومن هذه الأشياء منشور ومعلن مباشرة
في أول إصداراته النقدية عندما كان قد أتم كتابة قصيدة «بروفروك وملحوظات أخرى
وبدأ يتهيأ لكتابة أشهر قصائده الأرض اليباب» (قرأها جيلنا بعنوان الأرض الخراب
ولكننا اكتشفنا عنوانها الصحيح بعد قراءتها في لغتها الأصلية .
ليست الموهبة، أو القدرة على اظهار الرأي بمظهر الواقعة أو المعرفة الموضوعية فقط هي ما صنع اليوت».
لقد صنعته أشياء كثيرة مثل القدرة على التحليل والتركيب،
والانقضاض بعين النسر على مقارنات غير متوقعة بالإضافة إلى بصيرة نفاذة،
لا تلاحظ الأشياء التي تهرب من ملاحظة الآخرين فقط،
بل تستطيع التقاطها والتجول بها عبر مخيلة مشغولة بملاحظة العلاقات بين الأشياء الملتقطة.
إن روح الشك تحف بهذه القدرات حكماً مثلماً تحف بها القواعد والقوانين والنظم والنظريات.
وماذا عن المناهج المناهج لفظة خرقاء تصلح لطرق التفكير التي تضارعها في الخراقة.
وهكذا يلاحظ اليوت بشكل عابر ليس هنالك منهج نقدي باستثناء أن تكون ذكياً جداً».
الناقد هو الإنسان الذي يستطيع بشكل مدهش قول شيء جديد وصحيح في وقت واحد،
لأن الناقد شأنه في ذلك شأن الشاعر الذي يكرس نفسه لمهمة جليلة يتضاءل مريدوها في هذا العصر،
يعرف أن من أسهل الأمور قول شيء جديد لا نهتم أن يكون صحيحاً،
أو قول شيء صحيح لا نهتم أن يكون جديداً. والفن بمجموعه يقع في قبضة هذين الجانبين.
هنالك أيضاً شعور الناقد، ليس بالكلمات ككائنات حية فقط،
بل بكل الطرق الممكنة لجعل الكلمات تعترف بأن كل شيء في الحياة ليس قضية تلفظ أو كلاما مهما
كان التلفظ والكلام كاملين. ومعنى هذا أنه ليس هناك بديل عن المعرفة.
وأن ناقداً حياً مثل اليوت يؤثر حتى الآن بسبب قوة تصميمه وامتلاكه المعلومات وثيقة الصلة بموضوع حديثه.
فهو يستطيع أن يقول ما قيل من جديد حول ماهو باق ومتواصل في الفن
ونضيف إلى المعرفة الحكمة» فمهما كان من قدم هذه اللفظة وقدم العوالم التي تحمل إليها،
تظل مطلوبة في كل العصور سواء كانت حكمة سياسية أم اجتماعية أم دينية أم علمانية أم أخلاقية أم روحية.
إن كيان العمل النقدي يستمد قوته من التقاليد التي يستند إليها وهي شيء أقل تجريدية وطغياناً من الأيديولوجيا.
*الناقد النادر:
*في العام ۱۹۲۳ عندما افتتح «اليوت» مجلته «المعيار»
أعلن أن وظيفتها تنتمي إلى وظائف المراجعة الأدبية.. أن تحافظ على استقلالية ولها أهمية الأدب،
وتعرض في نفس الوقت علاقات الأدب، ليس بالحياة كشيء يناقض الأدب،
بل بكل النشاطات الأخرى التي تشكل مع الأدب عناصر الحياة».
إنها سلسلة طويلة تكاد تجعل ظهور الناقد حدثاً نادراً.
وتذكر هذه الافتتاحية بمشهد شهير في قصة جونسون» الخرافية «راسيلاس»..
فقد استمع أمير من الأمراء إلى تعريفات دقيقة للشاعر تصفه وتصف شعره من قبل أحد مستشاريه فصرخ «كفى..
لقد اقنعتني بأن الإنسان لن يستطيع أن يكون شاعراً أبداً أحد الكتاب
وعلى غرار هذه القصة اقتنع بأن هنالك فرصة أقل من هذه بكثير لكي يصبح الإنسان ناقداً.
وكان «أ. أي ها وسمان» قد قال في محاضرته الافتتاحية حين شغل مقعد أستاذ اللغة تامة. في العام ۱۹۱۱م.
«إنني لا أستطيع الإجابة عن سؤال عما إذا كانت موهبة النقد الأدبي
هي أفضل هبة تختزنها السماء بين كنوزها،
ولكن يبدو أن السماء تعتقد هذا لأن هذه الهبة هي التي تقتصد في منحها بالتأكيد،
وإذا كان الخطباء والشعراء والقديسون والأبطال نادرين،
فإن ظهورهم يتكرر أكثر قليلاً من المرات التي يتكرر فيها ظهور المذنب هالي،
أما نقاد الأدب ففرصة ظهورهم أقل من ذلك بكثير …!
في هذا المناخ جاء «ت. س. اليوت» وفي هذا المناخ لم يندهش أحد حين دعي «ها وسمان»
لالقاء محاضرة في النقد في العام ١٩٢٦م
فرفض وجلس بدلاً من المخاطرة في الصف الأمامي يستمع إلى المحاضرات
التي ألقاها شاعر أميركي شاب في أواخر الثلاثينات من عمره:
إنه «اليوت» الأديب والشاعر الذي كانت الآراء حوله مختلفة إلا أن تجاهله لم يكن ممكناً.
وكانت المحاضرات تحمل عنوان منوعات من الشعر الميتافيزيقي».
في هذه المحاضرات عرض الشاعر برهافة تأملية،
وبقوة ثلاثة عوالم شعرية عالم دانتي في ايطاليا القرن الثالث عشر وما تلاه،
وعالم جون دن والميتافيزيقية الانجليزية في انجلترا مطلع القرن السابع عشر،
وعالم «لا فورغ» الفرنسي في أواخر القرن التاسع عشر.
وكلها مراحل وعصور شعرية شغلت «اليوت» كثيراً ودفعة ممثلوها الشعراء
إلى شكل نقدي أعمق تأثيراً وأطول عمراً .. إلى الخلق الشعري.
فبدون هؤلاء الشعراء وبدون مخيلة «إليوت» في تأمل تجاربهم
ما كان ممكناً أن تحظى الثقافة الانجليزية بقصائده الكبيرة.
في هذه المحاضرات استشهادات شعرية ومحاكمات صارمة، ولطافة وما هو أكثر من مجرد عرض هذه العوالم الشعرية..
كان يقدم نوعاً من التماهي بينه وبين هؤلاء الشعراء، وخلال كل هذا كانت تشغله قضية مركزية اهتم بجلائها وتنقيتها..
طبيعة الشعر الميتافيزيقي ويقظة هؤلاء الشعراء وأساليبهم على
ماهو بالنسبة لإليوت وظيفة الشعر الحاسمة تجسيد الأفكار بمصطلحات الحواس.
*لم يكن يتحدث عن المعنى التقليدي أي وحدة الشعور والفكر، بل عن الإدراكات في أعلى ذرى حسيتها.
وهو أمر يتطلب، وفق «اليوت» أخذ الفكر الديني بجدية تامة.
وليس من المصادفة أن تكون هذه المحاضرات تلميحاً
بطريقة خاصة إلى العمل الكبير لوليم جيمس المسمى تنويعات التجربة الدينية.
بعد ذلك أعاد اليوت» مراجعة هذه المحاضرات لإلقائها في جامعة أخرى في العام ۱۹۳۳م ،
إلا أنه رغم هذه العناية الكبيرة بهذا الموضع، لم يفكر بنشرها أبداً.
وظل يعتقد أنه لم يؤد واجبه كاملاً تجاه الشعراء الذين اختارهم بالمعنى الأكاديمي وبمعنى الاقتناع الذاتي.
هل كانت هذه المحاضرات رديئة؟
جواب ذلك عند ها وسمان» الذي سأله أحد أصدقائه عما إذا كان إصراره على عدم نشر مقاله عن سوينبرت»
يعني أنه مقال رديء..
فأجاب بحسم « لا .. لا أعتقد أنه مقال رديء.. ولكن كل ما في الأمر إنني لست راضياً عنه! …
– ت. س. اليوت:
آخر النقاد الشعراء:
(سأُريك الخوف بحفنة من رماد
ت. س. إليوت (1888 – 1965)
ترجمة وتقديم: شريف بقنه الشهراني.
كيف كانت البداية:
ت. س. إليوت ..ولد توماس ستيرنز إليوت في سانت لويس بميزوري العام 1888م.
من عائلة سكنت منطقة نيوانغلاند منذ القدم. درس في جامعة هارفارد
وتخرّج منها بإجازة في الفلسفة، ثم تابع دراسته في السوربون، وهارفارد، وكلِّيتَي ميرتو وأكسفورد. استقرّ في إنكلترا،
حيث كان لفترة من الوقت يعمل كمدرّس وموظّفاً في البنك، بعد ذلك عمل محرّراً أدبياً في دار نشر «فابر آند فابر»،
وأصبح مديراً لها في وقت لاحق. أسَّس وحرّر مجلة «كريتيريون» الأدبية لفترة سبعة عشر عاماً (1922 – 1939).
وفي العام 1927 نال الجنسية البريطانية، بينما حصل في العام 1948 على «جائزة نوبل».
كان إليوت واحداً من أكثر الشعراء جرأة وإبداعاً في القرن العشرين.
سار وفق منهج شعري رصين يتمثّل في رؤيته إلى أن الشعر ينبغي أن يستهدف تمثيلاً حقيقياً لتعقيدات الحضارة الحديثة في اللغة،
وهذا التمثيل بالضرورة يؤدي إلى صعوبة الشعر. وبالرغم من صعوبة رؤيته
إلا أن تأثيرها على الحركة الشعرية اكتسح جميع التوقّعات وقتها وحتى اليوم.
شعره بدءاً من «بروفروك» وصولاً إلى «أربع رباعيات» يعكس نضجاً متسارعاً لشاعر شاب:
أعماله المبكرة، وخصوصاً «الأرض اليباب» (1922) التي تصوّر عالماً تشاؤمياً
وتنقل تعبيراً عن رعب مذهل يصاحب البحث عن عوالم أخرى بعيدة.
في «أربعاء الرماد» و«الرباعيات» يصبح هذا العالم أكثر وضوحاً،
ونرى إليوت بنكهة مسيحية في بعض أعماله مثل «إعادة شمل العائلة»
رغم أنه غالباً ما نأى بنفسه عن أن يكون شاعراً دينياً. في مقالاته،
لا سيما المتأخّرة منها يدعو كثيراً إلى الحفاظ على التقليد في المجتمع وكذلك في الأدب؛
الأمر الذي يتناقض مع كتابته الأدبية الجريئة الرائدة في الخلق والتجديد.
أما في «ملاحظات حول تعريف الثقافة» فنرى رجلاً أكبر من الشاب شاعر «الأرض اليباب»،
غير أننا لا يجب أن ننسى أن تقليدية إليوت هي كائن حيّ يضمّ في داخله الماضي والحاضر في تفاعل مستمرّ ومتبادل.
الرجال الجوف:
الرجال الجوف (1925) إحدى أهم قصائد إليوت، موضوعها كما الكثير من قصائده متداخل ومتفرِّع،
لكن من المتفق عليه أنها تتحدّث عن حقبة ما بعد الحرب العالمية الأولى في أوروبا و«معاهدة فرساي» (التي يحتقرها إليوت)،
كما تتحدّث عن صعوبة الحفاظ على الأمل، ناقلةً أجواء من تحوّلات دينية وفلسفية ونفسيّة عميقة،
وبحسب بعض النقّاد هي تنقل كذلك طقوساً من زواجه الفاشل.
ميستاه كورتز – بين الموتى(*)
I
نحن الرجال الجوف
نحن الرجال المحشورون
نترنّح سويّة
مثل رؤوس من القشّ.
واحسرتاه
عندما نهسهس لبعضنا
بأصوات قاحلة
نبدو بلا جدوى مدجّجين بالصمت
كريح تهبّ على عشب يابس
أو كأرجل فئران تسير على زجاج مكسور…
في قبونا اليابس.
أشكالٌ بلا هيئة، وظلالٌ بلا لون
قوى مشلولة تومئ بلا أدنى حركة.
أولئك الذين عبروا
صوب مملكة الموت بجسارة
والأعين لا تنام،
يتذكّروننا بعد ذلك
لكنهم لا يتذكّروننا كأرواح متوهّجة
ضلّت عن الطريق
وإنّما كرجال جوف
كرجال محشورين.
II
العيون التي لا أجرؤ على التحديق فيها في الأحلام…
في مملكة أحلام الموت
هي ذاتها التي تغيب:
هناك، العيون
ضوء شمس ينسكبُ على عمود مكسور
هناك، الأشجار تتراقص
وثمة أصوات في الريح تغنّي…
أصوات أكثر بُعداً وأكثر وقاراً
من نجم يغيب
لا تدعني أقترب أكثر،
في مملكة حلم الموت
دعني أرتدي أيضاً
تلك الأقنعة التكهّنية
من جلود الفئران وريش البوم وفزّاعات الحقول
دعني أحاكي الريح في حركتها
ولا أقترب أكثر…
وذلك ليس آخر اللقاءات
في مملكة الشفق الأحمر.
III
هذه هي الأرض الميّتة
هذه أرض الصبّار
هنا صُوَر الحجر
تضرُّع كفَّي رجل ميّت
تحت بريق نجمٍ آفل…
هل هي كذلك…
في مملكة الموت الأخرى
نسير فرادى
في تلك الساعة
وعندما نرتعش من الوجع الرقراق
الشفاه التي تُقبِّل
تجعلُ من المصلّين حجراً مهشّماً.
IV
العيون ليست هنا…
لا توجد عيون هنا
في وادي النجوم الهالكة
في هذا الوادي الأجوف
هذا الفكّ المهشّم لممالكنا الضائعة.
في آخر ﺃماكن اللقاء
نجتمع سوية
نتجنّب الحديث
نجتمع على شاطئ النهر المتورّم.
العمى…
إلا ﺃن تعود العيون إلى الظهور
كنجم سرمدي
كزهرة أورقت
في مملكة شفق الموت
لمجرّد ﺃمل
لرجال فارغين.
V
ها نحن نحوم حول التين الشوكيّ
تين شوكيّ… أيها التين
ها نحن نحوم حول التين الشوكيّ
منذ الخامسة فجراً
ما بين الفكرة والحقيقة
ما بين الحركة والفعل
يسقط الظلّ…
ملكوتك مملكتك.
ما بين التصوّر والخلق
ما بين الشعور وما بعد الشعور
يسقط الظلّ…
حياةٌ ذات ﺃمد طويل…
ما بين الرغبة والتشنُّج
*ما بين القدرة والوجود…
ما بين الجوهر والانحدار
يسقط الظلّ
لملكوتك مملكتك.
لملكوتك
حياة ناجزة
ولملكوتك…
*على هذه الطريقة ينتهي العالم
-على هذه الطريقة ينتهي العالم
على هذه الطريقة ينتهي العالم
ليس بصيحة مدوّية
وإنما بالأنين.
(*) اقتباس من رواية «قلب الظلام» للبولندي البريطاني جوزيف كونراد.
*استهلالات:
I
المساءُ الشتائيّ يسترخي
برائحةِ شرائح اللحم في الممرَّاتِ.
الساعة السادسة.
أعقاب مُحترقة من أيام مُدخّنة
والآن ينهمر دُشٌّ عاصف
النفاياتُ الوسخة
للأوراق الذاوية حول قدمَيكَ
وصُحُف عن أقدار خاوية؛
زخّات العاصفة تُرذرِذُ
الستائرَ المهترئة وقدورَ المدخنةِ،
وفي زاويةِ الشارعِ
حصان أجرة وحيد يتململ وينفثُ البخار.
بعد ذلك تضيءُ المصابيحِ.
II
الصباحُ يستعيد وعيه
روائح البيرة تفوحُ شاحبة موهنة
من شارع مغطّى بنشارة الخشب
وبتلك القدم الموحلة التي تطأُ
حتّى طاولات القهوة في الصباح الباكر
وبالتنكّر للآخر
ذاك الذي يستهلّه الوقت،
أحدُنا يتأمّل كلّ تلك الكفوف
التي ترفع ظلالاً قذرة
في ألف غُرفة مُؤثَّثة.
III
رَميتِ بطّانيةً من السرير،
واتكأتِ على خاصرتك،
وانتظرت؛
نعستِ، وشاهدتِ الليلَ يُفشي
ألفَ صورة قذرة
لما تقمَّصته روحك سَلَفاً؛
خفقتِ باتجاه السقف.
وعندما عاد العالمُ أجمع
وانسلَّ الضوءُ من بين الدرفات
وسمعتِ الزقزقات في البالوعات،
بات لديك الآن تلك الرؤية عن الشارع
بينما الشارع بالكاد يستوعب؛
جلوسكِ على حافّةِ السرير،
لتضفري الأوراق من شَعرك،
أو تتحسّسي قَدَمك الحافية الصفراء
بيدَيكِ الملطَّختَين.
IV
تعلّقت روحه بشدّة عبر السماءِ
تلك التي تَخفُت خلف كتلةِ مدينة،
أو لعلّها سُحِقَت بأقدامِ فظَّة
عند الرابعة والخامسة أو الساعة السادسة؛
وأصابع قصيرة تحشو الأنابيب،
وصُحُف مسائية، وعيون
متيقِّنة من افتراضات محدَّدة،
الضمير لشارع ينفُدُ من القنوط
لن يتريّث ويتوقّع العالم.
إنني أحومُ بالصخب الذي ينفتل
حول هذه الصورِ، ويتدلَّى:
النزوةُ لسرمديّة رقيقة
سرمديّة عناء لن يفنى.
غطِّ فمك براحةِ يدَيك، واضحك؛
تدورُ العوالمُ مثل امرأة أزليّة
تكوّم الوقود في القدور الخاوية.
*قبل قرن محاضرات الناقد الإنكليزي :ت. س. اليوت في الشعر الميتافيزيقي.ولا بديل عن المعرفة.. والحكمة والدقة
*معرض الصور:
*قبل قرن محاضرات الناقد الإنكليزي :ت. س. اليوت في الشعر الميتافيزيقي.ولا بديل عن المعرفة.. والحكمة والدقة.
******
*المراجع:
– مختارات من الشعر الأمريكي، اختارها وترجمها: شريف بقنه الشهراني- دار الغاوون (بيروت) – موقع: جهات.
– مجلة الكويت – ع ١٣٠- عام ١٩٩٤م- ويكيبيديا- مواقع تواصل إجتماعي.
فيس بوك- ويكيبيديا.
- fotoartbook
-
المصدر
بما فيه
حتى لا
حتى لو
عليك أن
علينا أن
عليه أن
عليكم أن
فيما بعد
لا أحدبين
إلا
إذا
إلا أن
إلى آخرهلا غير
لا هذا ولا ذاك
منذ ذلك الحين
بالإضافة إلى ذلك
في نهاية المطاف
في الوقت الحالي
علاوة على ذلك
في الواقع
بناء على ذلك
ومع ذلك
في الحقيقة
من ناحية أخرى
لا يزال
وفي الوقت نفسه
بدلا من ذلك
زيادة على ذلك
زيادة على
علاوة على
ما عدا
مع ذلك
غير أن
من جهة أخرى
على عكس ذلك
نتيجة لذلك
من ثمبصفة عامة
قبل كل شيء
بصورة شاملة
من أجل أن
مع ذلك
مع هذا
ما لم
من دون
بدونمنذ ذلك الحين