الموسيقار لیونارد برنشتين
الموسيقار لیونارد برنشتين
الموسيقار لیونارد برنشتين
الموسيقار لیونارد برنشتين

حكاية الحي الغربي .عن مسيرة الموسيقار الأمريكي: لیونارد برنشتين.الذي أبدع الشكل الأوبرالي

الموسيقار لیونارد برنشتين

مسرح غنائي:
حكاية ” قصة الحي الغربي :

كيف ولد الشكل الأوبرالي الجديد الذي أبدعه «برنشتين»:

يوم صدر الجزء الأول من سيرة حياة الموسيقار الأميركي الشهير ليونارد برنشتين

المتوفى في العام ۱۹۹۰ من تأليف همفري بورتون ويصف هذا الجزء حياة هذا الموسيقار

الذي لم ينافسه سوى المايسترو النمساوي هربرت فوت كاراغان في قيادة الفرق الموسيقية الكلاسيكية.

وكيف ظلت حياة مبدع قصة الحي الغربي ممزقة بين رغبته في تأليف الموسيقى

وحاجته لقيادة عزف موسيقى الآخرين.وبغض النظر عن تفاصيل الحياة الخاصة،

فإن ما يبقى من أمثال هذه الكتب هو روايتها للأيام التي شهدت ولادة الأعمال الموسيقية

وما رافقها من آلام وأمال وبخاصة «قصة الحي الغربي الباقية في ذاكرة كل من شاهدها،

سواء على المسرح أم الشاشة السينمائية.

في عام ١٩٥٦ أعلن ليونارد برنشتين وهو بصدد تقديمه لمؤلفه الموسيقى الأوبرالي كانديد»

أن الموسيقى الأميركية ليست سوى الفن الذي يبرز متغذيا على الجذور الأميركية»

الفن الذي يبرز من كلامنا وايقاعنا وسلوكنا الأخلاقى وعصرنا ونوع أحاسيسنا.

وأشار «برنشتين» إلى أن «الناي السحري هي مسرحية غنائية لموزارت،

وما نحتاجه هو أن يكون لدينا موزارت خاص بنا وحين يجيء

هذا لن يكون لدينا «ناي سحري أخر، بل شكل موسيقي جديد وستكون لفظة «أوبرا»

ربما وصفاً خاطئا له. وسيحتاج إلى لفظة أكثر إثاره لوصفه..

‏إن مثل هذا الحادث – ميلاد أوبرا بالمعنى الأميركي – يمكن أن يحدث في أي لحظة،

وهي لحظة تبدو وكأنها لحظتنا في التاريخ، كما لو أن هنالك ضرورة تاريخية

ستمنحنا مثل هذه الموهبة الفتية، في هذا الوقت تحديداً».

كان هذا التقديم لأوبرا «كانديد» محيراً، مع أنه حمل طابع النبوءة

فقد كان برنشتين ومعاونوه يقتربون من لحظتهم في التاريخ ليس عبر كانديد»

التي ستحتل مكانها في تاريخ الأوبرا كأوبرا ساخرة، ولكن عبر شيء آخر.

 

كان «برنشتين» مصيباً حول الشكل الجديد الذي كان يعمل على تأليفه:

عمل موسيقي أصيل لا يمكن أن ندعوه أوبرا، لأنه يستند إلى عنصر لم يشر إليه في حديثه إلا تلميحاً..

إنه الرقص حين يستخدم بشكل إبداعي ليروي قصة.

كان هذا العمل .. قصة الحي الغربي تراجيديا معاصرة وكان عام انتاجه ١٩٥٧

هو العام الذي اقترب فيه «برنشتين» من
ذروة حياته الأميركية الفنية:

بدأت فكرة هذا العمل بمكالمة هاتفية. كتب «برنشتين» في دفتر ‏مذكراته أنه في ٦ يناير ۱۹٤٩م

اتصل به «جيري روبنز» وأعطاه فكرة نبيلة نسخة معاصرة عن روميو وجولييت

تقع أحداثها في أحد أحياء العاصمة وتترافق مع احتفالات عيد الفصح حيث يسود التوتر بين اليهود والكاثوليك،

وهو ما يقابل عائلتي «كابيلوت» و «مونتاجيو» في مسرحية شكسبير

وتكون «جولييت» هنا يهودية والراهب لورنس صيدلي في الجوار،

وتكون هنالك معارك شوارع وموت للاثنين، وكل هذا ملائم، وطلب «برنشتين» من أرثر لورنتس كتابة القصة.

ولكن بمجيء ربيع ذلك العام كان معاونوه يعانون مأزقاً إبداعياً،

وهو أمر القى فيه باللوم على عمله هو وجدول تنقلاته، والواقع أن غيابه لم يكن المشكلة.

فقد كان الكاتب «لورنتس» يعيش مشاعر متضاربة،

وكان موزعاً بين رغبته في كتابة كلمات الأوبرا وبين كاليفورنيا حيث يتوق للذهاب إلى هناك.

وضعت «قصة الحي الشرقي – وهذا اسمها الأول – على الرف بهدوء.

لم يعلن شيء عن موضوعها. ومضى كل من الثلاثة… لورنتس وروبنز وبرنشتين في طريقه واهتماماته.

بين أوائل نوفمبر وأواخر ديسمبر من العام ١٩٥٢ أتم «برنشتين»

تأليف موسيقى مدينة رائعة» التي استقبلت بحماس وبدأ بعد ذلك العمل في «كانديد»

عن رواية الفرنسي فولتير» باقتراح من ليليان هيلمات ووضعها «برنشتين»

في ثلاثة فصول أوبرالية كبيرة، *ووافق أيضاً على تأليف موسيقى المسرحية غنائية،

أعدها «لورنتس» عن رواية لجيمس قايين تسمى سير نادة».

وبعد ستة أيام وضعت «سير نادة» على الرف واحتلت مكانها

«قصة الحي الشرقي بالتعاون بين برنشتين ولورنتس الكاتب وروبنز مصمم الرقصات.

من الشرقي إلى الغرب:

«روبنز» هو الذي اقنع أصدقاءه بالعودة إلى فكرة روميو وجولييت»

والتقى بالموسيقار في صباح اليوم الذي أعلن فيه نية العمل في «سير نادة»

وفي أكتوبر تم اختيار «ستيفن سوند هايم» ليكتب أغاني ما أصبح الآن

قصة الحي الغربي فقد اكتشف الأصدقاء أن مساكن الحي الشرقي في مانهاتن

تم هدمها وانتقلت عصابات الأحياء إلى غرب العاصمة.. فغيروا العنوان

و عمل سوند هایم» و «برنشتين معاً طوال شتاء ١٩٥٥ ١٩٥٦».

وقال «برنشتين» فيما بعد عن هذه التجربة أن تفاهمهما كان تاما.

وكان سوند هايم يستوعب المشاكل الموسيقية التي يشرحها له زميله، مما جعل عملهما ممتعا. ومضى العمل قدماً

وبثقة عالية، إلى درجة أن صحيفة البوست قالت في يناير ١٩٥٦ أن المسرحية الغنائية قد تعرض في خريف ذلك العام.

في هذه الأثناء اكتلمت كانديد» قبل «قصة الحي الغربي» وعرضت لأول مرة في نيويورك

وواجهت تقييمات متضاربة تراوحت بين العدوانية المفرطة،والتحفظ البارد.

ولكن بضعة تقييمات سيئة لم تستطع قتل مسرحية استعراضية

في جودة كانديد وعرضت ۷۳ مرة بتكلفة ٣٤٠ ألف دولار.

ولكن لم يتجاوز مكسب برنشتين من هذا العمل ١٠ آلاف دولار بعد أن أعده خلال ثلاث سنوات.

وهرب «برنشتين» إلى «ناسو» ليتخلص من العمل كله.

ولم يكلم أحدا طوال ثلاثة أيام.

وخلال عودته من بوسطن» إلى نيويورك عبر الطريق المتعرج القي بالكثير من حمولته الموسيقية

ليرتاح من مهنة التأليف ويتفرغ لقيادة الفرق الموسيقية، والبرامج التلفزيونية.

في أواخر ربيع عام ١٩٥٧م جاء أوان قصة الحي الغربي.
وجاءت معها الأزمة،

فقد تركت منتجة العمل شيريل كراوفورد» عملها وأصاب «برنشتين» اليأس.

ولكن شريك «كراوفورد» الح عليه أن يستمر وحظي سوند هايم بمساندة صديقه المنتج «هارولد برنس».

واقتربت اللحظة الفاصلة بسرعة، وكان على «برنشتين» أن يسافر في سبتمبر

لتقديم حلفات موسيقية في بعض الولايات. ومع ذلك استمر العمل في النص الموسيقي في أوائل الصيف.

وتم اسقاط دور «الكورس» المفتوح والأغاني لصالح الرقص المعبر، وكانت الأصوات الوحيدة التي يصدرها الكورس

في الدقائق الافتتاحية الأولى الخمس صغيراً وقرعا بالأصابع.

وفي الأصل قصد «برنشتين» أن تكون أغنية مكان ما بمثابة موسيقى حب المشهد الشرفة بين توني و «ماريا».

ولم يقتنع لورنتس وروبنز، ولهذا وضع برنشتين» أغنية جديدة يؤديها الثنائي ونقلت أغنية «مكان ما»

إلى الفصل الثاني كمقدمة لباليه الحلم.

تدريبات حتى اللحظة الأخيرة:

وقبل أن يتم الافتتاح في واشنطن في ١٩ أغسطس، طالب روبنز بإجراء تدريبات نهائية عصر ذلك اليوم.

وحدثت صدامات بين روبنز – مصمم الرقصات – وبرنشتين – الموسيقار  وظل برنشتين يهابه.

وحينما كان الأمر يصل إلى حد المواجهة بينهما حول ما يجب حذفه من مقاطع موسيقية

أو تغيير عملية التوليف الأوركسترالي كان «برنشتين» يتراجع.

وأصيب «سوندهايم» بالذعر حين هبط روبنز إلى منصة المايسترو

وبدأ يصدر أوامره بإضافة نبضات ايقاعية إلى أغنية «مكان ما». وبدلاً من الاعتراض انسحب برنشتين وغادر المسرح.

كانت التدريبات الأخيرة محفوفة بالخطر، إلا أنها جاءت بنتيجة باهرة،

فقد نجح العرض المسائي نجاحا منقطع النظير، وباع الشباك كل تذاكر الدخول.

ومع ذلك فحين جاء العرض الأول في نيويورك لم يكن النجاح كاملاً.

وعلق بعض النقاد بقولهم إن الغناء لم يكن جيدا بمستوى الاستعراض..

وكان الأداء سريعاً. إلا أن نقاداً آخرين كانوا ايجابيين أكثر.

وظل عرض «قصة الحي الغربي متواصلاً طوال سنتين ۷۷۲ عرضاً،

ثم عرضت في جولة طوال عام كامل قبل أن تعود إلى نيويورك وتعرض حوالي ۲۵۳ مرة.

وأخرج روبرت وايز» نسخة سينمائية عن هذا الاستعراض في فيلم شهير عرض لأول مرة في أكتوبر ١٩٦١م.

وسخرت بولين كيل مما سمته «عصابتان من الراقصين واتهمت التايمز الفيلم

بأنه متوحش وغير اخلاقي يمجد قبضايات الأزقة».. ولكن نقادا أخرين أشادوا بالفيلم ووصفوه بالعمل الكبير.

وأخيراً حظي الفيلم بجائزة الأوسكار بوصفه أفضل أفلام العام.
* قصة الحي الغربي»

و «كانديد» تمثلان الذروة الإبداعية لسنوات «برنشتين» كمؤلف موسيقى

ولكنهما لم تكونا لا نهاية مرحلة ولا بداية جديدة بالنسبة لبرودواي.

لقد كانت الحي الغربي عملاً مفرداً من إبداع مجموعة من الناس المتفوقين. ومن الصعب تكراره..

وتكرار هذا التجمع الذي لم يكن فريقاً دائماً. لقد أضيفت إلى الأعمال الكلاسيكية، أي الأعمال التي تمتلك شحنة لا تستنفد…

‏مسيرة وحكاية:..ليونارد برنستاين:

حياته:

ولد برنشتاين باسم لويس برنشتاين من عائلة ذات أصول أوكرانية يهودية،

وعند بلوغه سن السادسة عشر غير اسمه إلى ليونارد وهي الكنية التي بقي بها منذ ذلك الحين.

المهنة:

درس التلحين والعزف على البيانو في جامعة هارفارد.

أصبح عام 1943 مساعد قائد في أوركسترا فيلهارومينك في نيويورك تحت قيادة آرثر رودزينسكي.

حصل على ميدالية جورج بيبودي عام 1980م.


الموسيقار لیونارد برنشتين
الموسيقار لیونارد برنشتين
الموسيقار لیونارد برنشتين
الموسيقار لیونارد برنشتين

حكاية الحي الغربي .عن مسيرة الموسيقار الأمريكي: لیونارد برنشتين.الذي أبدع الشكل الأوبرالي.

***********

* المراجع:
– مجلة الكويت – ع ١٣٠- عام ١٩٩٤م- ويكيبيديا- مواقع تواصل إجتماعي.

.

اترك تعليقاً