قاهرة المعز..مدينة الألف مئذنة..دليل الحائر لزائر القاهرة العابر..- مشاركة بقلم: د. محمد المهدي.
القاهرة مدينة الألف مئذنة
* قاهرة المعز..مدينة الألف مئذنة..دليل الحائر لزائر القاهرة العابر..- مشاركة بقلم: د. محمد المهدي.
*قصة مدينة *بقلم د. محمد المهدي
ا *دليل الحائر لزائر القاهرة العابر..
*مع الإجازات يبدأ موسم الهجرة خارج الكويت.. وضيف الإجازة لأي مدينة هو زائر عابر.
ولا يعني العبور دائماً تحصيل القشور.. فقد تغزو قلبك في أيام مدينة تزورها، بينما لا يحصد مقيم بها
ولسنوات طويلة سوى بقايا صور الصناديق الاسمنتية والواجهات الزجاجية متكررة
في بلاد مزهوة بثروتها،أو بلاد مذهولة لفقرها .. ولن أتحدث عن قاهرة الحر العابر .. ولا قاهرة الازدحام الدائم..
فمن قرأ عن سياحة الغربي في قاهرة القرن الماضي غريباً بملبسه .. غريباً بلونه، غريباً بلغته، غريباً بعادته، غريباً بفضوله، محاطاً بعيون دهشة التوجس يعرف أن ادوارد وليم لين كان لا يحلو له تأمل أهل القاهرة إلا في ساعات الزحام. يلتقط نداءات الباعة مغزولة بالدلال والدلالة.. «عسل يا برتقال عسل .. جميز يا عنب.. يا مسلي الغلبان يالب.. ترمس يغلب اللوز.» يدخل الموالد.. ينحشر بين الحرافيش.. تلتقط أذنه العامية.. يطرب لايقاعاتها..
تبتسم له عيون تفيض بسحر يفوق الكحل قائلة: لا تكبس علي كدة ياروحي… ادوارد وليم لين.
.كان يعرف العربية والعامية.. اندس بين الجماهير باسم منصور افندي التركي.. ولكن ماذا يفعل شغوف آخر بالمعرفة والتعرف من هواة الزحام مكشوف بلونه ولسانه الفرنسي؟ * ماذا يفعل الكاتب جيرار دي نرفال، حينما ينحشر وسط الجماهير في حي شبرا المكتظ .. *لقد نصحوه بأن يقتصر على تلوين نطقه بكلمة «طيب» بدرجات صوتية متنوعة حتى تنفرج الأسارير وتتفتح أبواب القلوب.. وتنجح التجربة
ولا يذكر «نرفال» إلا بعد عودته لباريس كم أجهد نفسه بالمسير في طرقات متعرجة وهضاب ووهاد، وأتربة،
دون أن يشعر بإرهاق، دون أن يتراجع أو يستعلي أو يشمئز، ويعدد الكثير. الكثير مما شاهد وسجل ولاحظ واستمتع واستغرق وتأمل واستنتج وتعجب وأعجب. لكن هذه قصة أخرى.. واحزناه.. فلم بعد يعرفها لا الزائر العابر ولا المقيم القعيد.. إنها تذكرة أو إعلام لمن شاء أن يتعرف على نسيج مدينة عتيقة … أي مدينة عتيقة …
مهمتي هنا إرشادية سياحية لمن يريد زيارة القاهرة بتدرج تاريخي يكشف على الأقل خيوط النسيج الأولية الخفية،
اتسع فيه الثقب على الراقع في غير خطة حديثة وتراكمت طبقات البلدان على جنباتها في تخطيط قديم.. فسبحان الله.
* مقعد بأعلى المقطم:
تعال نصعد إلى قمة جبل المقطم لنرى القاهرة باتساع النظر ونرسم منها خريطة البدء والنهاية..
وأبادر فأقول أن رؤية القاهرة من قمة جبل المقطم ليست من خيالي، فقد سبقني إليها العديد من زوار مصر في القرن الماضي.. ي
قول وليم ستوتزر» وهو مستشرق هولندي معاصر إن أعظم منظر تشهده للقاهرة من قمة المقطم في ساعة الغروب،
إلى يسارك الأهرامات على الضفة الأخرى للنيل يقبع أمامها أبو الهول في نظرة أزلية أبدية لامتداد المدينة على الضفة الأخرى
فيلتقي بالمدينة الأولى التي أنشأها عمرو بن العاص حينما وصل مصر.. مدينة الفسطاط .
مدينة الفسطاط ستكون الخطوة الأولى في زيارتنا للقاهرة
بمصطلحها الحديث وليس التاريخي.. ننتقل بعدها إلى مدينة العسكر، فالقطائع،
ثم إلى القاهرة المعزية الفسطاط نسبت إلى فسطاط عمرو أي خيمته التي تركها بهذا الموقع
وذهب إلى الاسكندرية لاستكمال الفتح عام ٢٠ هـ. ٦٤١م وعاد ليجد يمامة قد عششت
وأفرخت بفسطاطه وكان الموقع قد حدد من قبل ليكون نواة العاصمة الجديدة.
* فقرر عمرو أن تقام الأبنية حول فسطاطه حتى لا يهدمه على رمز السلام وأفراخه والفسطاط
عند المؤرخين قيمة تاريخية أعمق، فقد جمعت الصدفة التاريخية في موقعها بين أول معبد يهودي في مصر بن عذرة،
وأول كنيسة «أبي سرجة إلى جوار جامع عمرو، أول جامع أنشئ في مصر،
أو غابة الأعمدة كما يسميه رجال الآثار.
والفسطاط طرقات قبطية الجدران والسكان،
تدخل بك تحت الأرض وتوصلك إلى حارة مجهولة يقف على رأسها حارس المعبد اليهودي
رجل عجوز كان لا يزال حياً منذ عشر سنوات، وكان في الستينات اليهودي الوحيد الباقي في المنطقة.. ولكن هذه أيضاً قصة أخرى.
* العسكر والطولونية:
ونخرج من تحت الأرض ونسير متقدمين باتجاه الشمال، نمر بأسوار القاهرة،
ولكن لندع الحديث عنها الآن فما زلنا في ذكريات عصر الخلفاء الراشدين بمدينة الفسطاط.
لقد بدأنا ندخل إلى ذكريات الأمويين.. ذكريات كانت بعمر الزهور بمقياس الزمن التاريخي فسريعاً ما سنصل إلى العصر العباسي،
سنصل مدينة العسكر ٣٣ هـ ٧٥١م أنشأها أبو عون عبد الملك بن يزيد والي مصر من قبل الخليفة العباسي
السفاح أول الخلفاء العباسيين. وسميت العسكر لأن الجند عسكروا في الشمال من مدينة الفسطاط..
وبدأ الامتداد الطبيعي للمدينة.
نحن نقارب الآن أسوارا هائلة على مساحة واسعة ١٦٢,٥٠ في ١٦١,٧٣ متراً،
إنه جامع أحمد بن طولون الذي استقل بحكم مصر عن الدولة العباسية
وأنشأ عاصمة جديدة هي مدينة القطائع ٢٥٦هـ – ٨٧٠م
وظلت عاصمة طوال عصر الطولونيين والأخشيديين يجاور هذا الجامع مهيب الطلعة في هندسة بنائه متحفا صغيرا
يعرف بمتحف أندرسون اشتراه ضابط انجليزي يحمل هذا الاسم عام ١٩٣٥م .
وجمع فيه نماذج من بدائع الفن الإسلامي كان في الأصل منزلاً من منازل القرن السابع عشر عرف باسم منزل «الجريدلية»
ولا أنصحك بالانتباه كثيراً لهذه الفروع التاريخية لهذا المنزل
بقدر ملاحظة قيمة المعمار الإسلامي المتسق في شكله ومضمونه مع طبيعة القاهرة الجغرافية والتاريخية.
نخرج من مدينة أحمد بن طولون ونترك في جولتنا التاريخية مؤقتاً القلعة فهي في تقدمنا إلى اليمين لنتجه إلى أبواب القاهرة المعزية.
متحف العمارة الحية:
المدخل الأول يعرفه أهل القاهرة ببوابة المتولي، وأصله التاريخي باب زويلة عندما تعبره
تذكر أن بأعلاه علق آخر حكام المماليك في مصر من رقبته مشنوقاً في عام ٩٢٢هـ – ١٥١٧ م
ليبدأ العصر التركي أو العثماني للقاهرة:
ولكن هذه أيضاً تذكرة قبل الأون التاريخي فزمنيا نحن الآن في عام ٣٥٨هـ – ٩٦٩م
حيث يتقدم المعز لدين الله الفاطمي من شمال افريقيا يسبقه القائد جوهر الصقلي
ويتم تأسيس مدينة القاهرة. وتقول رواية تارخية أن المعز سمى المدينة
باسم القاهرة نسبة إلى النجم القاهر المريخ الذي ظهر في السماء ليلة بدء العمل المهم
لقد انتقل إلى العاصمة الجديدة ملك الفاطميين وصارت مركزا لسيادتهم بشمال أفريقيا.
ولا يذكر الفاطميون إلا بذكر الجامع الأزهر.
قيل أن اسمه منسوب إلى فاطمة الزهراء ابنة الرسول
(صلى الله عليه وسلم وقيل لأن جدرانه طليت باللون الأبيض المزهر كعادة الفاطميين.
وشهرة الأزهر لا تحتاج منا إلى توضيح يكفي أنه صار مركزاً دينياً وثقافيا واجتماعيا وسياسيا خاصة
خلال الفترة الحرجة من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. .
نستعيد هذه الذكريات بعد عبورنا لباب زويلة وسيرنا في شارع المعز
متحف العمارة الحية كما يقول المستشرف أولغ غرابار».
أو التركيبة الهندسية التي تقود رغم كل شيء إلى الهدوء والسكون الداخلى
كما يقول المستشرق غاستون فييت» على جانبي الشارع
مازالت رائحة القاهرة الإسلامية تفوح من الأبنية المتلاصقة في إلفة مع رحابة وارتفاع في الداخل يحدثان دورة للهواء الرطب
تغني عن أجهزة التكييف في عز حر صيف القاهرة ويلتقط أنفك رائحة المسك والعنبر.
و بخور الشرق الأصيل منه أو المصنع بمواد النصب الحديثة.
على جانبي هذا الطريق تلتقي بالعديد من المساجد تعود لعصور مختلفة
أبعد بكثير من العصر الفاطمي منها مسجد مدرسة الغوري ٩٠٩ هـ – ١٥٠٣ م
أو مسجد مدرسة محمد بن قلاوون أوائل القرن الرابع عشر الميلادي.
وفي النهاية ندخل إلى مسجد الحاكم بأمر الله بجدرانه المرتفعة كالحصون.
وقد كان فعلاً يعد جزءا من تحصين القاهرة عند هذا الموقع فإلى يمينك باب النصر وإلى يسارك باب الفتوح.
وبذلك تغلق القاهرة المعزية بحدودها القديمة بثلاث بوابات.. باب زويلة وباب النصر وباب الفتوح.
عودة إلى مقعد المقطم:
ولدينا فرصة لاسترجاع الشريط التاريخي أو المعماري معكوساً عندما نعود إلى شارع المعز
لنخرج من باب زويلة كما دخلنا أول مرة نصل بعد جهد إلى سور القاهرة الذي تركنا قصته سابقاً
لقد جاء دوره تاريخياً في جولتنا – سنصل بمحاذاته إلى القلعة، فبعد الدولة الفاطمية قامت الدولة الأيوبية.
وجمع صلاح الدين مسجد السلطان حسن وأمامه مسجد الرفاعي الأيوبي العواصم الأربع؛
الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة عام ٥٧٢هـ – ١١٧٦م
في صعيد واحد وأحاطها بسور عظيم يبدأ من جنوب الفسطاط إلى قلعته الشهيرة.
إذن سنصعد مرة أخرى إلى جبل المقطم حيث أقيمت القلعة.
قد يبهر نظرك الى جوارها مسجد له قباب عظيمة عديدة
ومآذن عالية مدببة كأقلام الرصاص. إنه مسجد محمد علي عمره التاريخي ليس ببعيد قياساً بعمر القاهرة العتيقة.
يرجع فقط لأكثر من قرن ونصف القرن تقريباً …
أتريد توضيحاً ومقارنة؟
تعال نعاود معاً إلقاء نظرة أخرى على القاهرة
من أعلى فعند السفح يتواجه مسجدان.. السلطان حسن ٧٦٢ هـ – ١٣٦١ م عمارته من الخارج
وفي الداخل مهيبة فيما تعطيك من إحساس بالاحترام المشوب بقدسية الاتزان والهدوء الجواني
دون أدنى تدخل من زخارف كثيرة وألوان متعددة صحبت بها بعض المساجد الإسلامية. * مسجد السلطان حسن المعادل الإسلامي الموضوعي لعمارة الأهرام الفرعونية
كما يقول د. حسين فوزي سيمفونية متكاملة مدروسة نسجت فيها بعناية كل عناصر الأوركسترا.
كما يقول جاستون فييت….
وفي مواجهة مسجد الرفاعي ۱۹۱۲م تنبهر عند الولوج الداخله كانبهارك بمسجد محمد علي..
زخارف عديدة متنوعة الأشكال والخامات ولكن بعد فترة ستكتشف أنك مأخوذ فيه بالأبهة أكثر من الرسوخ والثقة
وأين منه عمارة التكامل تحيط بك بعناصر متجاورة الألحان دون تلصيق كقطع الأرابيسك الخشبية
إذا نزعت منها أصغر الوحدات انهارات المنظومة بأكبر الوحدات.
هل تكفى جولتنا هذه :
* لا يمكن لقد أغفلت مضطراً مئات الآثار والأماكن يكفي أن أقول لك أن كل حي من أحياء القاهرة يمثل مرحلة تاريخية.
الأزبكية حي الارستقراطية في القرنين السابع عشر والثامن عشر..
بولاق حي البطولة والمقاومة أيام حملة نابليون الاسماعيلية أو سط القاهرة الآن
حي الانجليز والمظاهرات وحريق القاهرة أيام الاحتلال..
الزمالك حي الارستقراطية في زماننا ومعناها بالتركية العشيش.. كان مزبلة القاهرة أيام محمد علي..
وسبحان الله مغير الأحوال….. على أية حال في زيارتك المقاهرة وفي حدود جولتنا المتواضعة هذه ستكون
قد وفيت نفسك بعض حقها في المعرفة ووفيت القاهرة القليل القليل من حقها في التقدير
ووصلت إلى جذور الرابطة الخفية بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه أسدلت بين أجزائه ستائر مصطنعة بأهداف مقصودة أو لجهل بتراث.
حقيقة بسيطة معروفة… ولكني أذكر ببدء حديثناً فأقول أنها جاءت متأخرة بأكثر من قرن كامل عن الزائر الأوروبي الغريب.
بطاقة تعريف بالقاهرة:
القاهرة هي عاصمة جمهورية مصر العربية وأكبر وأهم مدنها على الإطلاق،
وتعد أكبر مدينة عربية من حيث تعداد السكان والمساحة،
وتحتل المركز الثاني أفريقيًا والسابع عشر عالميًا من حيث التعداد السكاني،
يبلغ عدد سكانها 21,322,750 مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2021.
يمثلون 20% من إجمالي تعداد سكان مصر أكثر من (107 مليون نسمة).
تعد مدينة القاهرة من أكثر المدن تنوعاً ثقافياً وحضارياً، حيث شهدت العديد من الحقب التاريخية المختلفة على مر العصور،
وتوجد فيها العديد من المعالم القديمة والحديثة، فأصبحت متحفاً مفتوحاً يضم آثاراً فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية وإسلامية.
يعود تاريخ المدينة إلى نشأة مدينة أون الفرعونية أو هليوبوليس «عين شمس حالياً»
والتي تعد واحدة من أقدم مدن العالم القديم. أما القاهرة بطرازها الحالي
فيعود تاريخ إنشائها إلى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص عام 641 م
وإنشائه مدينة الفسطاط، ثم إنشاء العباسيين لمدينة العسكر،
فبناء أحمد بن طولون لمدينة القطائع، ومع دخول الفاطميين مصر قادمين من إفريقية (تونس حالياً)
بدأ القائد جوهر الصقلي في بناء العاصمة الجديدة للدولة الفاطمية بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله
وذلك في عام 969م، وأطلق عليها الخليفة اسم «القاهرة».
وأطلق على القاهرة- على مر العصور- العديد من الأسماء، *فهي مدينة الألف مئذنة ومصر المحروسة وقاهرة المعز.
شهدت القاهرة خلال العصر الإسلامي أرقى فنون العمارة التي تمثلت
في بناء القلاع والحصون والأسوار والمدارس والمساجد،
مما منحها لمحةً جماليةً لا زالت موجودة بأحيائها القديمة حتى الآن..
معرض الصور:
المراجع: مجلة الكويت عام ١٩٩٤م- ويكيبيديا- مواقع تواصل إجتماعي
المصدر
بما فيه
حتى لا
حتى لو
عليك أن
علينا أن
عليه أن
عليكم أن
فيما بعد
لا أحد
بين
إلا
إذا
إلا أن
إلى آخره
لا غير
لا هذا ولا ذاك
منذ ذلك الحين
بالإضافة إلى ذلك
في نهاية المطاف
في الوقت الحالي
علاوة على ذلك
في الواقع
بناء على ذلك
ومع ذلك
في الحقيقة
من ناحية أخرى
لا يزال
وفي الوقت نفسه
بدلا من ذلك
زيادة على ذلك
زيادة على
علاوة على
ما عدا
مع ذلك
غير أن
من جهة أخرى
على عكس ذلك
نتيجة لذلك
من ثم
بصفة عامة
قبل كل شيء
بصورة شاملة
من أجل أن
مع ذلك
مع هذا
ما لم
من دون
بدون