جارة القمر فيروز أنا وشادي.قصة الاغنية مع الرحابنة
جارة القمر فيروز أنا وشادي
قصة أغنية انا وشادي التي غنتها جارة القمر فيروز والاخوين رحباني
في عام 1968 يقوم الأخوان رحباني بكتابة أغنية جديدة،
لتغنيها فيروز .. كانت الأغنية بعنوان: “أنا وشادي”.
أغنية قصيرة جدًا .. مدتها دقيقتين و36 ثانية، ولكنها في منتهى الجمال والعذوبة.
تبدأ الأغنية بسردية بسيطة .. حيث تترنم فيروز بصيغة الراوي وبطل القصة عن ذكريات تنتزعها من الماضي .. حيث تقول:
مِن زَمان أنا وِصغِيرة.
كَان في صَبي يِجي مِن الأحراش.
العَب أنا وياه.
كَان اسمُّه شَادِي.
بدأت الأغنية بنوستالچيا الطفولة:
.. هي وشادي .. الذين كانوا يلعبون بكل براءة الطفولة ورقتها ونفوسهم الصافية،
التي لا تعرف من الدنيا إلا الطيبة والرحمة واللهو البريء!
مع خلفية موسيقية شجية:
تمهد لعرض عذب بسيط عن قصة أبطالها أطفال ..
ومقام موسيقي وترنم فيروزي بديع يناسب طبيعة الأجواء ..
طفولة ولعب ولهو بريء في بيئة فطرية نقية!
أنا وشَادِي غَنِّينا سَوى.
لعِبنَّا عَلى التَلج.
رَكَضنا بِالهَوا.
كَتَبنَّا عَلى الأحجار قِصَص صغار.
وَلوحنَّا الهَوا.
وصف مكاني وزماني بديع في مفردات بسيطة .. حيث أجواء الشتاء وتساقط ندف الثلوج،
واستشراف العمر وطموح ما بعد الطفولة.
ثم ينقلب الحال .. ويتغير المقام .. ويزداد صوت جارة القمر شجن وحزن:
ويوم من الأيام ولعِتْ الدِّنِي
ناس ضدّ ناس علقوا بْهالدِّنِي
وصارالقتالْ .. يقرّبْ عَ التلالْ
والدِّني دِني
ينقلب الحال .. وتتغير مفردات الزمان والمكان ..
فالدنيا “ولعت” ولم تعد تلك البيئة الفطرية النقية الجميلة، ولم يعد هؤلاء البشر كما كانوا ..
وصار القتال الذي يقترب من التلال ومن شادي وصديقته الطفلة الراوية!
وعلقِتْ عَ أطْراف الوادي
شادي رَكَض يتفرّج
خِفتْ وصرتْ إندهلو:
وينك رايح يا شادي؟
وينجذب شادي إلى الهول الذي يراه .. وبطبيعته الطفولية الفضولية يذهب ليرى القتال .. وهي بخوفها الطفولي الفطري تنادي عليه وتسأله: وينك رايح يا شادي؟
إندهلو وما يسمعني
ويبعَد يبعَد بالوادي
ومن يومِتها ما عِدِتْ شفتو
ضاع شادي
ولا يسمعها شادي .. ولا يكترث لنداءها .. ليذهب عند التلال المحترقة .. التي عندها “ولعت” الدني .. ومن بعدها لم تعد تراه أبدًا !!
والتلج إجا وراح التلجْ
عشرين مرّة إجا وراح التلج
وأنا صرتْ أكبر .. وشادي بَعد صغيَّر
عم يلعب عَ التلج
ومر عشرون عامًا اخرى .. حيث أتى الثلج و “راح” عشرون مرة .. بعشرين شتوية متعاقبة ..
وكبرت الطفلة الراوية .. وظلت تبحث عن شادي الذي “ضاع” .. ولم تعد تراه .. كبرت هي ..
وشادي ظل في مخيلتها ذلك الطفل الصغير الذي ضاع وهو صغير عند التلال المحترقة!!
يُقال أن هذه الأغنية كُتبت وكانت إهداءً إلى أهلنا في فلsطين .. في ذكرى “النكبة” رقم 20 .. والتي كانت عام 1948 ..
وأوضح ذلك بكل بساطة مقطع الأغنية الأخير:
والتلج إجا وراح التلجْ
عشرين مرّة إجا وراح التلج
وأنا صرتْ أكبر .. وشادي بَعد صغيَّر
عم يلعب عَ التلج
كل الجمال والعذوبة دي في دقيقتين و 36 ثانية..
( منقول )
********