📖 الحكاية — “أسطورة الشارع الذي لم ينام”

يُروى أن القاهرة حين وُلدت قبل أكثر من ألف عام، لم تكن سوى مدينة صغيرة تحيطها الأسوار، لكن في قلبها شريان واحد نابض…
شارع طويل، مستقيم، يقطع المدينة نصفين كأنه حدّ فاصل بين زمنين.
أسموه يومها الشارع الأعظم… ثم صار قصبة القاهرة… حتى انتهى بنا الاسم اليوم:
شارع المعز لدين الله الفاطمي.

لكن الحكاية ليست في الاسم…
الحكاية في الأرواح التي مرّت من هنا.

في صباح سنة 969م، حين خطّ الفاطميون أول خطوط القاهرة، كان هذا الشارع هو الطريق الذي يسير فيه الخليفة، وجنده، وأعيانه، والعلماء، والتجار…
وكانت قصوره تمتد من باب الفتوح شمالًا إلى باب زويلة جنوبًا، في موازاة الخليج.
كان الشارع ليس مجرد طريق، بل ساحة السياسة والروح والتجارة.

ثم جاءت المماليك…
وكان الشرق يشتعل بلهيب التتار، فهرب العلماء والكتّاب والصناع إلى مصر.
امتلأت القاهرة بالناس، وطفح عمرانها من أسوارها، وتحوّل شارع المعز إلى قلب العالم الإسلامي…
في الليل، تنطفئ البيوت… لكن هذا الشارع لا ينام.

على جانبيه ارتفعت مساجد ومدارس وقصور، كأن كل سلطان يمر يريد أن يترك اسمه على حجر من أحجاره:
مسجد الأقمر… مدرسة الظاهر برقوق… سبيل عبدالرحمن كتخدا… قصر بشتاك…
ومبانٍ أخرى تخفي أسرارًا لا يعرفها إلا من سار وحده بعد الغروب.

وفي النهار، كان صخب النحاسين يدقّ مثل نبضات قلب المدينة، والصاغة يلمّعون الذهب تحت ضوء الشمس، والخيامية تطرّز ألوان القاهرة، والعقادين والمغربلين والمناخلية… كل حارة تحكي مهنة، وكل مهنة تحكي عمرًا كاملًا.

حتى قيل:
“من لم يعرف شارع المعز… لم يعرف القاهرة الحقيقية.”

واليوم، بعد قرون من الصمت والضجيج، لا يزال الشارع واقفًا كأن الزمن يخشى الاقتراب منه.
تحوّل إلى أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم… 29 أثرًا مسجلًا عالميًا، ومسارًا يمشي فيه السائح والزائر كأنه يفتح كتابًا من ألف صفحة، كل صفحة منها مدينة كاملة.

وفي كل خطوة…
تلمح ظلّ خليفة فاطمي، وصوت مؤذن مملوكي، ورائحة خبز قديم من فرن صغير في الأزقة…
وتدرك أن هذا الشارع ليس طريقًا، بل حياة ممتدة، لم تنتهِ بعد.

شارعالمعز #قاهرةالزمان

روحالقاهرة #القصبةالعظمى

IslamicCairo #CairoHeritage

OpenMuseum #EgyptHistory

أثروعدسة #HagerRamadan

spc_framingpeople_2025

📸 Hager Ramadan
By: ViVo Y33A