لماذا تحطمت”أجندة الترفيه”أمام كبرياء الست أم كلثوم.. الهرم الذي استعصى على التفكيك.

أم كلثوم.. الهرم الذي استعصى على التفكيك: لماذا تحطمت “أجندة الترفيه” أمام كبرياء الست؟ 🎻🇪🇬

​بصفتي واحداً ممن تربوا على صوتها، ومن الذين يدركون أن “الست” ليست مجرد مطربة، بل هي صوت مصر الذي عبّر عن وجدانها، ونسمة من روحها انطلقت من المنصورة إلى القاهرة لتملأ البيوت والمقاهي من بحر الإسكندرية حتى بحيرة أسوان، ومازال يتردد صداها في عواصم الشرق وحاراتها العتيقة.. في بغداد و دمشق وتونس والجزائر والرباط.. وجدت نفسي مضطراً لمحاولة تشريح هذا الغضب الشعبي الجارف الصادق تجاه الفيلم الأخير.

​هذا الغضب ليس “تزمتاً” ولا هجوماً على الفنانة منى زكي من تيار يحمل أفكارا ضد الفن كما يحاول البعض تصويره ، بل هو “فعل مقاومة” وطني بامتياز!

لقد انقسم المعترضون إلى جبهات، وأهمها جبهتان يجمعهما العشق لهذا الرمز الفني والتاريخي الذي استمد عظمته من عظمة الأرض التي أنجبته:

​1️⃣ جبهة “حراس القيمة” (المحاكمة الفنية):
هؤلاء لم يغضبوا لأنهم ضد الفن، بل لأنهم وجدوا “تسطيحاً” لأسطورة بُنيت عبر عقود. غضبوا أمام سيناريو جاف مصنوع على طريقة الوجبات السريعة يعتمد عرضاً إخبارياً ولقطات تناسب الأفلام التسجيلية ، وتوثيقاً انتقائياً يضخم السلبيات الهامشية ويتجاهل البناء الدرامي لشخصية “الست” في محطاتها التفاعلية مع عباقرة وعمالقة الفن الذين اثروا وتأثروا وشاركوا في خطوات صعودها الإعجازية نحو القمة!

غضبوا من موسيقى تجاهلت البيئة الزمنية والاجتماعية التي احتضنت عبقرية الست .. سيدة الغناء “الشرقي”!

غضبوا من ال miscasting في اختيار من ستقوم بدور الست ففشلوا في محاكاة تلك “الكاريزما” التي كانت تهز مسارح العالم بكلمة “آه”!

​2️⃣ جبهة “السيادة واليقظة الوطنية” (المعركة الكبرى):
وهي الجبهة التي تدرك أننا أمام محاولة “استلاب ثقافي” مخطط لها ، نتاج تراكم مرير.
لقد عمل المال السعودي، في غفلة من حراس الهوية المصرية، على جمع واكتناز تراثنا السينمائي والغنائي “المصري” حصيلة الابداع الذهبي في زمن العمالقة منذ الثلاثينات وحتى الستينات..
شاهدنا كيف تم التعامل مع هذا الإرث الابداعي الذهبي في زمن “الفكر الوهابي” بالقص والمنع والاحتجاز خلف جدران الاحتكار.!
واليوم، نرى الوجه الآخر للعملة؛ محاولة إعادة صياغة رموزنا بذهنية “هيئة الترفيه” التي لا ترى في تاريخنا سوى سلع سياحية قابلة للاستحواذ والتفكيك.

​وهنا ننصف التاريخ؛ فالمشكلة ليست في التمويل الخليجي بحد ذاته، فقد شارك هذا المال سابقاً في محطات إبداعنا، كـ “استوديوهات عجمان” التي كانت قناة تصب في مياه الإبداع المصري لا ضده. لكننا اليوم أمام محاولة “تأميم” خارجي للوجدان المصري بذهنية يُعرف عنها العداء الصريح لقوتنا الناعمة.

​⚠️ يا سادة.. تجاهل هؤلاء الغيورين على “الفن” و على “الوطن” خطأ جسيم. هؤلاء ليسوا ضد الإبداع، بل هم في صف أم كلثوم، وفي صف الفن الحقيقي، وفي صف كرامة مصر التي ترفض الوصاية! 🇪🇬

​نحن لا نطالب بمنع الأفلام، نحن نطالب بالارتقاء لمقام العظماء. فمن يجرؤ على لمس تاريخ الست، يجب أن تكون يداه مغسولة بماء الفن والانتماء، لا بماء الحسابات والأجندات التي لا ترى في فننا سوى “أصل تجاري” يمكن الإستيلاء عليه.

​إن أم كلثوم بالنسبة لنا ليست مجرد تراث من زمن قديم، بل هي حاضر حي لوطن يتجدد بهاؤه جيلاً بعد جيل.. تماماً كما تظهر في طلتها في صورتها المرفقة ، التي تجدد بهاؤها بعد أن قمنا بترميمها وإعادة تلوينها لتبقى كما كانت دائماً: هيبة مصرية أصيلة لا تشيخ.

​#أمكلثوم #الست #مصر #السيادةالثقافية #الهويةالمصرية #هيئةالترفيه #لالتشويهالرموز #القوةالناعمة #الفنالمصري

hisham_altoukhi

أخر المقالات

منكم وإليكم