صابر حجازي في نصه الشعري (العودة): الصخرة تعاند سيزيف في وطنه، وتدفعه الى دحرجتها من جديد.
مجدالدين سعودي. المغرب
استهلال
صابر حجازي أديب مصري متميز، فالكلمة عنده مقدسة، والشعر عنده التزام، والأدب عنده خدمة لقضايا الانسان.
في نصه الشعري (العودة)، يعيد قراءة أسطورة سيزيف اليونانية، فسيزيف (صابر حجازي) هو سيزيف الحاضر الذي يعاني ويكابد ويقاسي….
ان هذه العودة هي بعبارة وجودية: (العبث)، حيث يعود لقريته فرحا ليواصل رحلة (المعنى) والحياة، لكنه يصطدم بواقع مؤلم ومرير، فيعود من جديد الى صخرته عن وعي ومواجهة وتمرد…
1 سيزيف الجديد
سيزيف (العودة) يستعمل عقله ويفكر بجد، وينظر الى الصخرة بدهشة توازيها دهشة عدم سقوط الصخرة من يده، كأن تلك الصخرة تخبره بأنه قادر على لعبة التحدي والمغامرة ومواجهة الصعاب:
(سيزيف
يعاود كرّته
لكن
في تلك المرّة
لم تسقط من يدِهِ الصّخرة
سيزيف، تُساوِرهُ الدهشة
يتحسس في عينيه النظرة
“الصخرة قد سكنت حقا !!!”
سيزيف تراوده الفرحة
يرقص طربا
يشكر ربه)
ان عدم سقوط الصخرة، هي أمله لتغيير الواقع الأليم والعودة بأمل.
2 عودة سيزيف لأرضه
هي عودة ملغومة، لأن زمن سيزيف الحر لم يعد موجودا، ان استعمال الشاعر صابر حجازي لفعل (كان)، وهي في اللغة العربية تشير إلى الفعل الماضي الناقص الذي يدخل على الجملة الاسمية فيرفع المبتدأ ويسمى اسمها، وينصب الخبر ويسمى خبرها، وبهذا يؤكد سيزيف عن نقص حاصل في زمنه الجميل وقريته الطيبة وأرضه المباركة:
(سيزيفْ …
يعود لقريته
قد كانت مهد طفولته
يعرفها شبرا..
شبرا
قد كانت تكسوها الخضرة
قد كانت دنياه حُرّة
لا يخْشَى أَن يعلن رَأيَه)
ان الماضي يشكل لسيزيف (صابر حجازي) الأمان والعطاء والحياة معا.
3 سيزيف المعذب
سيزيف يعيش مأساته بوعي كامل، فصخرته المحملة بالبحث عن لقمة العيش وحب آمن، لكنه يكتشف تبدل الأحوال وتغير العقليات في مجتمع ، عملته هي الخوف والكذب والزيف:
(سيزيفْ …
يفتش عن
لقمة عيشه
عن حبّ
يَرْوي
روحه
لكن الحال تبدل
ما أحَد
يهتم بغيره
فالخوف سراح
الكـذب مباح
الزيف متاح)
4 زمن اللازمن
ان زمن سيزيف العائد الى أرضه، هو زمن قد ولى بدون رجعة، وأن مكانه لم يعد موجودا، وأن رجوعه لم يعد له معنى:
(صادفه شيخ.. ..
حدثه ..:- “
قد وَلّى زمنك” “..
“من زمن
..فلماذا ترجع ؟؟)
5 عودة سيزيف الى الصخرة
ان قدر سيزيف قدر إلهي محتوم، فالأرض لم تعد تتسع لأمثاله الذي يفكر ويتأمل ويحاول العيش بكرامة دون خوف في مجتمع الأمن والعدل:
(يصمت سيزيفْ
ويعود
تَسَلَّق إِعْياءْ
جبلهْ
سيزيفْ..
يدحرج صخرته ويعود..
يباشر كَرّته)
خاتمة
يبقى سيزيف صابر حجازي في عودته المجازية يجسد رمزا للكفاح والعمل الشاق، ورغم قبوله بمصيره المأساوي ورفضه لليأس والاستسلام، فهو على الأقل حمل جينات التمرد والمواجهة.
مجدالدين سعودي. المغرب
النص الشعري (العـــــــــودة) للأديب المصري صابر حجازي
(سيزيف
يعاود كرّته
لكن
في تلك المرّة
لم تسقط من يدِهِ الصّخرة
سيزيف، تُساوِرهُ الدهشة
يتحسس في عينيه النظرة
“الصخرة قد سكنت حقا !!!”
سيزيف تراوده الفرحة
يرقص طربا
يشكر ربه * * **
سيزيفْ …
يعود لقريته
قد كانت مهد طفولته
يعرفها شبرا..
شبرا
قد كانت تكسوها الخضرة
قد كانت دنياه حُرّة
لا يخْشَى أَن يعلن رَأيَه
* * **
سيزيفْ …
يفتش عن
لقمة عيشه
عن حبّ
يَرْوي
روحه
لكن الحال تبدل
ما أحَد
يهتم بغيره
فالخوف سراح
الكـذب مباح
الزيف متاح
.. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
صادفه شيخ.. ..
حدثه ..:- “
قد وَلّى زمنك” “..
“من زمن
..فلماذا ترجع ؟؟
” .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
يصمت سيزيفْ
ويعود
تَسَلَّق إِعْياءْ
جبلهْ
سيزيفْ..
يدحرج صخرته ويعود..
يباشر كَرّته)
(سيزيف شخصية أسطورية حكمت عليه الآلهة حكما أزليا يتمثل في أن يرفع صخرة ثقيلة إلى أعلى جبل، ثم لا تلبث هذه الصخرة أن تنحدر لتسقط إلى أسفل الجبل لكي يعود لرفعها إلى أعلى الجبل ولتسقط ثانية وثالثة في دورة لا نهائية من الصعود والسقوط).
***********
المصادر:
– موقع البيان
– موقع سبق- اليوم السابع
– الإمارات اليوم –
– العربية .نت
-صحيفة الثورة السورية
– موقع المصرى اليوم – موقع عكاظ
– مواقع تواصل إجتماعي – فيس بوك – ويكبيديا
– مجلة فن التصوير
– إيليت فوتو آرت: https://elitephotoart.net
********


