قصيدة: إستنطاق تل الورد**
شعر: مسلم الطعان
الإهداء: الى روح شكسبير الشعر الشعبي العراقي الشاعر الكبير الراحل عريان السيد خلف ( رحمه الله)
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أبكي شعراً
كي أستنطقَ تلَّ الوردِ
وتكونُ جراحي
مشبعةً بأريجِ الحزن
تأخذُني يا عريان
نحوَ عراةِ الغرّاف الفقراء
تركبُ أغنيتي مركبَ ايقاعٍ
جمريَّ الحسرات
أستنطقُ تلَّ الوردِ
أحبو طفلاً في بستانِ الجّدِ
أشجارُ الرّمانِ تغازلُني
والكسرُ القادمُ من أحشاءِ الغرّاف
كالتينِ يعلّمُني سرَّ الشعرِ
أستنطقُ تلَّ الوردِ
يبكي الغرّافُ وتسكنُني
ورداتُ الهّمِ اليوميِّ
ودمي
تبزغُ شمسٌ للعفّةِ من دفقِ ضياه
يا تلَّ الورد
أنت حفظتَ العهد
المنسوجَ بدمعِ الغرّاف
أستنطقُ تلَّ الورد
والكسرُ يحاورُني من بين زحامِ الأعوامِ
يمنحُني حشدَ أبوذيّاتٍ
غنّتها حوريّاتُ الريف
أتذكرُها وأغنّي في قاربِ حلمٍ مذبوح
وتكونُ جراحي:
مسبحةً بأصابع أيّامي
يطربُها فيضُ حكاياتِ الربعَةِ
والرّبعُ يحجّونَ الليلَ
وفناجينُ القهوةِ
تُحسنُ فنَّ الإمساكِ بخيطِ شفاهٍ
غازلَها تبغٌ حار
يا تلَّ الورد
حَلُمنا أن نزرَعَ أعوامَ الورد
قروناً من عطرٍ تأخذُها الريحُ
لسومرنا المرميَّةِ
خلفَ ركاماتِ النسيانْ
يا تلَّ الورد
سكبنا فيضَ مسافاتِ الذكرى
وسرنا بجحافلنا المنكوبةِ نبني
أسوارَ نهارٍ لا يتسلّقُها الليلُ
فتسلّقَها حَشدُ جيوشِ الأحزانْ
أستنطقُ تلَّ الورد
وأبكي طويلاً بينَ يديك
عَلّي أسترجعُ حلماً غادرَني:
منذُ ذهابِ الطوفانْ
عَلّي أبصرُ كوّةَ صبرٍ تنقذُني:
من خوفٍ رافقَني
يا عريانْ….!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- (تل الورد): عنوان مجموعة شعرية للشاعر الراحل عريان السيد خلف
- قصيدتي أعلاه منشورة في ديواني الموسوم (جنوب المراثي) الحائز على ثلاث جوائز عالمية: الأمم المتحدة ، منظمة Care الأسترالية، والوكالة السويسرية لحصوله على المرتبة الأولى في مسابقة أدب المنفى في2004 وترجم للغة الإنجليزية ونسخته الإنجليزية حصلت على منحة الحكومة الأسترالية لإكمال الدكتوراه في الكتابة الإبداعية في جامعة سيدني الغربية، و صدر الديوان بنسختيه العربية و الإنجليزية عن دار الكرمل في عمان-الأردن في عام 2004.


