كتب الشاعر: عابد النحّاس.من الديوان الاول.

بَيْنٌ قَضَيْتِ بهِ منْ غَيْرِ مَظْلَمَةٍ
بِئسَ القضاءُ و تبَّت يدُّ مَنْ كتَبا
ماتَ الكلامُ و جاءَ الصمت ُيبلغني
حُكماً بقتليَ لا أدري له سببا
شهْرٌ كعمريَ لا تمضي نوائبهُ
أمسيتُ فيه كما أصبحت ُمُرتَقِبا
و اليومَ أسأل يا حسناءُ مسألتي
هل ضلَّ عنكِ قديم الحبِّ أم هربا
أدمَى غيابُكِ يا حسناءُ أوردتي
شوقاً إليكِ فسال الدمعُ مُختضبا
إن كانَ حبُّكِ جُرماً قد أُخذتُ بهِ
هلْ كانَ دونَكِ هذا الجرمُ مرتَكَبا؟
أقبلتُ أرجو منكِ الرِّىَّ من عطشٍ
طال المسير و بئرُ الحبِّ قد نضبا
ظُلماً نُفيتُ و ظلِّي كاد ينكرني
ما غبتُ عنكِ و عنِّي صرتُ مغتربا
بئسَ المساقيَ وِرْدٌ ساءَ واردَهُ
ناداه ثمَّ تجافى عنهُ ثمَّ أبى
كُنَّا و كان الشِّعرُ يُتلى فى محبَّتنا
بِنَّا و صارَ لنا راثٍ و منتحبا
كانَ الوجودُ ربيعاً في مجالسنا
أضحى الوجودُ كئيبا ضيّقاً خَرِبا
شرُّ الأماكن أرضٌ لا نكونُ بها
و شرُّ خِلِّكَ من أدناكَ ثمَّ نبا
جسمي ينوءُ بحاليَ ليسَ منْ هِرَمٍ
بلْ منْ تثاقُلِ همٍّ أشْعَلَ الشِّيَبا
ما غيرُ ذكرِكِ في الخلْواتِ يجعلني
أرضى مرارةَ هذا الصّبرِ مُحتَسِبا
ما غيرُ وجهِكِ في الأطيافِ يؤنِسُنِي
ما غيرُ عشقِكِ لي في الأرضِ مُنقَلَبا
مالَ الزّمانُ على عبدٍ فجرَّدَهُ
منْ كلِّ راجِحِ عقلٍ فيهِ قدْ ذَهَبا
و هَوَى عليْه بسوطٍ ليس يعدِلُهُ
إلَّا المَنِيَّةَ إن شاءت لهُ طَلَبا
ذاقَ التنائيَ حتّى ضلَّ قِبلَتَهُ
ما عادَ يُبْصِرُ شرْقاً راحَ أو غَرَبا
سالت مدامعهُ من بردِ وِحدتِهِ
أو منْ لهيبِ تَمادٍ أشْعلَ الغَضَبا
يسْعى وراء سرابٍ لا يفارقهُ
إنْ يمشِ دهراً حتْماً يخطئُ الأرَبَا
جابَ المشارقَ و الآفاقَ منتصراً
أرداه قهرُكِ حانِ الرأسِ مغتَصَبَا
هجْر الأحِبَّةِ كَسْرٌ ليْسَ يَجبُرَهُ
كلُّ العطاءِ و إن قايضتَهُ ذهبا
جاوزتِ جُرْمَ بَنِي يعقوبَ سيّدتي
لمّا بللتِ قَميصيَ من دمٍ كَذِبا
لا تدّعي نَدَمَ الأطفالِ فى خَجَلٍ
إنَّ البراءَ تَوارى عنك واحتجبا
ثوبُ البراءةِ لم يُغزَل لقاتلةٍ
تلهو و ترقصُ فوقَ ذبيحِها طربا
سطرُ النهايةِ لن يرثي تباعدنا
إنّي رهينُكِ طال الوقتُ أم قَرُبا

عابد_النحّاس

اليوم العالمي للغة_العربية

أخر المقالات

منكم وإليكم