Follow @bassem.sulieman
لو كان هناك جائزة أوسكار تُمنح عن فئة “أفضل استخدام للفك السفلي للتعبير عن كافة المشاعر الإنسانية”، لاكتسحت كيرا نايتلي هذه الجائزة عاماً تلو الآخر دون منازع. هناك شيء مثير للدهشة وربما للاستفزاز في مسيرة هذه النجمة البريطانية؛ فهي تبدو وكأنها قررت منذ بدايتها أن التمثيل هو فن “زم الشفتين” وارتداء المشدات (Corsets) التاريخية الضيقة التي تمنع التنفس، وبالتالي تمنع التمثيل الحقيقي.
دعونا نكون صرحاء وقاسيين قليلاً؛ عندما تشاهد فيلماً لكيرا نايتلي، أنت غالباً لا تشاهد الشخصية المكتوبة في السيناريو، بل تشاهد “كيرا نايتلي” وهي تحاول جاهدة أن تخبرك أنها تمثل. في سلسلة “قراصنة الكاريبي”، كانت مجرد وجه جميل يصرخ بحدة تثير الصداع، وفي أفلام مثل “كبرياء وتحامل” (Pride & Prejudice)، قدمت لنا نسخة من إليزابيث بينيت تعتمد على الضحكات المفتعلة والنظرات الهائمة التي تصلح لإعلانات العطور أكثر مما تصلح للدراما الأدبية العميقة. لسنوات طويلة، كانت مشكلتها الأساسية هي “التصنع”؛ تشعر دائماً أن هناك حاجزاً زجاجياً بينها وبين الدور، حاجزاً مصنواً من الغرور أو ربما الخوف من أن تبدو قبيحة على الشاشة.
ولكن… مهلاً. هنا تكمن المعضلة التي تجعل النقد يتلعثم.
في عام 2011، حدث شيء لا يمكن تفسيره إلا بأنه “معجزة فنية” أو ربما “زلة قدم عبقرية”. قررت كيرا أن تعمل مع المخرج ديفيد كروننبرغ في فيلم “طريقة خطرة” (A Dangerous Method)، لتؤدي دور “سابينا سبيلرين”، المريضة النفسية التي تعاني من الهستيريا وتصبح لاحقاً محللة نفسية. فجأة، اختفت الدمية الجميلة.
في هذا الفيلم تحديداً، ولأول مرة، استخدمت كيرا ذلك “الفك المتوتر” الذي طالما سخرنا منه في سياقه الصحيح. لقد قدمت أداءً مرعباً، مشحوناً بطبقات نفسية معقدة، وجسدت الهستيريا والجنون والرغبة المكبوتة ببراعة جعلت النقاد يفركون أعينهم غير مصدقين: “هل هذه حقاً الفتاة نفسها التي كانت تكتفي بالنظر للأفق في الأفلام الرومانسية؟”. لقد شوهت وجهها، وصرخت بصوت يخرج من أمعائها، وتلوت بجسدها؛ لقد كانت ممثلة حقيقية، قوية، خام، ومجردة من أي زينة.
إذن، ما الذي يعنيه هذا؟
هذا الاستثناء اليتيم في مسيرتها يضعنا أمام استنتاج أكثر قسوة من القول بأنها “ممثلة سيئة”. الحقيقة الموجعة هي أن كيرا نايتلي تملك الموهبة، لكنها تملك أيضاً كسلاً فنياً مزمناً أو سوء تقدير كارثي. أداؤها في “A Dangerous Method” يثبت أنها قادرة على الغوص في الوحل وتقديم فن حقيقي، لكنها وبكامل إرادتها تختار العودة إلى “المنطقة الآمنة”:#waiting #الحقيقة #bassem


