قصر الزهراوي … يفوح منه عبق التاريخ وأصالة الماضي
تزخر محافظة حمص بالعديد من المواقع الأثرية التي تعود لعصور تاريخية مختلفة ، ومن هذه المواقع التي يفوح منها عبق التاريخ وأصالة الماضي قصر الزهراوي الذي يعد من المعالم الأثرية المهمة في حمص ، وصرحا هاما يحمل طرازا معماريا متفردا بقاعاته وقبابه ومقرنصاته .
وفي هذا الصدد حدثتنا أمينة متحف التقاليد الشعبية (قصر الزهراوي ) رجاء البلال عن الأهمية التاريخية لهذا القصر لافتة أنه يقع في حي الحميدية “منطقة باب تدمر” ضمن أسوار المدينة القديمة، و يتميز بموقعه بالقرب من كتلة الأسواق الأثرية, ومجاورته للعديد من المباني الأثرية والدينية.
وأشارت أنه سمي بقصر الزهراوي نسبة لآخر عائلة استقرت فيه، ويعد أول بناء تجاري ديني في آن واحد بعد القلعة التي كانت مركزا للحكم في العهد الأيوبي وما قبله، شيده (علي بن أبي الفضل الأزهري ) في القرن السابع الهجري .
وأوضحت أن القصر عبارة عن بناء مؤلف من طابقين يطلان على فسحة سماوية تحيط بها أجنحة القصر من جميع الجهات ، يطل الجناح الجنوبي على الفسحة بإيوان مرتفع تعلوه صدفية محاطة بأسفلها بالحنايا والمقرنصات الركنية ، بينما بني الجناح الجنوبي فوق قبوين بيزنطيين.
وأضافت: تم الكشف عن مدفن تحت أحد الأقبية في عام 1990 عثر فيه على لقى أثرية تعود للعهد البيزنطي ، كما عثر على جرن( المعمدان الرخامي ) قدمته أسرة آل الزهراوي هدية لغبطة البطريرك أفرام برصوم وهو موجود حاليا في كنيسة أم الزنار.
مشيرة أنه ألحق بالقصر بناء آخر في القسم الشرقي منه ، حيث أنشأ الشيخ موسى الزهراوي زاوية ومسجدا ، إضافة للملحق الغربي الذي بني في العهد العثماني وكان مضافة لآل الزهراوي .
وبينت أن القصر مسجل ضمن المباني الأثرية لصالح المديرية العامة للآثار والمتاحف عام 1981 ، خصص كمتحف للتقاليد الشعبية في محافظة حمص في عام 2006،و رُقّم القصر في فترات زمنية متعددة ، ونستطيع الاطلاع غلى تاريخيه من خلال ثلاثة مواضع: الأول نقش بسطر واحد موجود على ساكن بالقاعة الشمالية ، الثاني نفش مؤلف من ثلاثة أسطر تعلو(الرنك ) وهو عبارة عن أسدين متقابلين ، والثالث نقش موجود على اللوحة الحجرية التي تعلو(سبيل الماء ) الموجود على يسار مدخل القصر الرئيسي, وهو أقدم السبل في حمص إضافة إلى النقوش الموجودة والتي تعتبر وثائق هامة بين أيدينا لتاريخ القصر.
هيا العلي
***&&&***
من ذكريات حمص القديمة :
قصر عبدالحميد باشا الدروبي – شارع السرايا – ياليتهم ماهدموه .. في كل بلاد الدنيا يحافظون على تراثهم الحضاري إلا في بلادنا فلاتفرق معهم .. جني المال عندهم أهم من التراث الذي لايقدر بثمن ..
من اجمل المعالم التاريخية بحمص وكان مقرا لمديرية التربية ..
هدم يوم وقفة العيد واثناء العيد ( بليلة مافيها ضو قمر ) حتى لايعترض على هدمه أحد .. حيث أنه مسجل – وأعتقد إلى الآن – في دائرة الآثار بأنه أثري لايمكن هدمه .. لكنها : الواسطة والرشى ..
أذكر ذلك اليوم جيدا .. كنا نازلين من المقابر صباح العيد أواخر ثمانينات القرن الماضي ففوجئنا بأعمال الهدم فيه .. ولم يمض العيد حتى سوي القصر الأثري بالأرض ، ليبنى فوقه بناء البلازا الحالي ..
والله إنها لجريمة كبرى يتحمل وزرها كل من وافق على قرار الهدم من كل الجهات ، وخاصة مجلس البلدية آنذاك والمقاولون الذي قاموا بالهدم ليجنوا أرباحا طائلة من بيع بناء بلازا ..
لايوجد مبرر أبدا لتسويغ الموافقة على الهدم لصرح حضاري تراثي كبير لحمص كهذا البناء .. لكنه الفساد المستشري في بلدنا من زمان ..
والآن إلى لمحة تاريخية مختصرة عن هذا القصر المعماري الفريد ..
باني هذا القصر شخصية سياسية مرموقة وذات مكانة عظيمة هو عبد الحميد باشا سليم الدروبي الذي ولد في حمص سنة 1848م وتوفي سنة 1917م. تقلد هذا الرجل مناصب كثيرة، أهمها قائم مقام ورئيس بلدية حمص عدة مرات، ورئيس الغرفة التجارية، وغيرها من المناصب السياسية. وإلى جانب ذلك عُرف عنه اشتغاله بالتجارة، وقد أسهم على نحو فعال في بناء كثير من المشاريع العمرانية، أهمها جامع خالد بن الوليد بحمص ، إذ أوفد المهندس نايف خزام إلى مصر لينقل تصميم جامع محمد علي بالقلعة، فتم بناء جامع خالد بن الوليد بحمص على النسق المعماري لجامع محمد علي المعروف بالقاهرة.
في أواخر القرن 19 أوكل الدروبي بناء قصره إلى أحد المهندسين الأفذاذ وهو المهندس محمد أنيس قاميش الذي قام على هندسة القصر والإشراف على تنفيذه؛ حيث جلب بعض الفنانين والرسامين من خارج البلاد لزخرفة القصر، فجاء نموذجاً معمارياً فريداً بهندسته المتقنة وروعته الزخرفية.
تكمن أهمية هذا القصر من الناحية التاريخية في كونه استقبل شخصيات سياسية مهمة مثل خليل بك العظم ، والأمير محمد علي باشا المصري الذي وصف القصر بأنه بيت مجد وإمارة، والملك فيصل- ملك سورية في ذلك الوقت- إضافة إلى استقبال القصر لبعض المندوبين الفرنسيين زمن الاحتلال الفرنسي لسورية.
زال القصر ولكن ماتزال أطلال بقايا صوره تتحدث عنه ..
ألم يكن بقاؤه أجدى من بناء البلازا الذي أقيم على أرضه ؟؟؟
لكنها الواسطات والرشى .. هي التي دمرت بلدنا وماتزال .. فمتى نتخلص من مرتكبيها ؟؟
****&&**


