قرابة القرن مضى على إكتشاف مدينة أوغاريت ،وما تزال هذه المدينة العظيمة تنبض بكل الحياة والحيوية.- مشاركة:د.غسان القيم.

ستة وتسعون عاماً مرت على أكتشاف مدينة أوغاريت ما تزال هذه المدينة العظيمة تنبض بكل الحياة والحيوية
حيث يصادف اليوم /2/ نيسان ذكرى مرور ستة وتسعون عاماً على اكتشاف وبدء ضربة أول معول على أعمال التنقيب والبحث الأثري في مدينة أوغاريت الأثرية..
أمام خلود الحرف والكلمة وعظمة العطاء. بعد ثلاثون عاما من العشق الاوغاريتي ..
أقول:إنه بالرغم من كثرة وغزارة الآثار المكتشفة والروائع العمرانية وتنوع الأبحاث والدراسات العالمية التي صدرت عنها تبقى معلوماتنا عن أوغاريت غير كاملة ..ويبقى الأمل في اكتشافات جديدة ..أو في ترجمة الألواح الكتابية التي لم يتسنى للعلماء والباحثين من قرائتها وترجمتها جميعا حتى الأن ..
هذا الكم الهائل من الالواح الفخارية الذي تجاوز العشرة آلاف لوح فخاري يحتاج منا تضافر جهود كبيرة وإمكانات لترجمتها وقراءتها..
لذلك فإن محاولة كتابة تاريخ أوغاريت رغم كل ما قدمته عبر تاريخها الطويل من معارف وعلوم وفنون وإبداعات وأول ابجدية وأول لحن موسيقي مدون و تدوين نصوص تضمنت ترجماتها ملاحم وأساطير وتشريع إضافة الى الكثير الكثير من الأفكار و الاحداث التي يصعب الإحاطة بها جميعاً هنا.. وهو برأيي يشبه إعادة تشكيل لوحة من الفسيفساء مشكلة من آلاف القطع الصغيرة متعددة الألوان كل كشف أو ترجمة جديده يضيف جمالا وروعة إلى اللوحة الجميلة
ونحن نقول بأن البحث والتنقيب الأثري في مجال الأوغاريتيات في مدينة أوغاريت الأثرية لم يتوقف ..وهي لاتزال تجري على قدم وساق ولو بوتيرة بطيئة …
لا شك بأن هذه الدراسات سوف تكشف عن حقيقة تاريخية مهمة غافلة عن تاريخ سوريا القديم خاصة في أحداث الربع الأخير من الألف الثاني قبل الميلاد.. وهي لن تخيّب آمالنا و آمال علمائنا الذين استنطقوا أسرارها سابقاً.
هذه المدينة التي أعادت مكتشفاتها رسم الخريطة التاريخية للمنطقة وبينت بالبرهان المادي الملموس عراقة وفرادة وريادة الحضارات التي وجدت على الأرض السورية وكشفت الكثير من التزييف والخداع..مع الأسف الشديد صدقناه ودرجنا على تبنيه يدرس ضمن مناهجنا الدراسية والتعليمية والثقافية وأصبح كأنه دساتير إلهية لا يمكن تغييره او المساس به.. لذلك تستحق منا هذه المدينة العظيمة أن نعطيها ولو جزء بسيط مما اعطتنا واعطت إلى العالم وهي مسؤوليتنا جميعاً..
عاشق أوغاريت ..غسّان القيّم..
الصور المرفقة بعدستي

أخر المقالات

منكم وإليكم