مشهد طقسي ليلي من أوغاريت — ساعة مخاطبة جبل صفون لاستنزال المطر..
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
حين يهبط الليل على أوغاريت لا يُطفئ المدينة بل يكشفها.
القمر نصفه مخبوء في عباءة غيمٍ خفيف والبحر أسفل الأسوار يتهجّى اسمه بصوتٍ منخفض كمن يتدرّب على صلاة. في هذه الساعة، لا يُسمَع وقعُ خطواتٍ عادية؛ كلُّ خطوةٍ محسوبة كأن الأرض نفسها تُنصت.
تُفتح أبواب المعبد ببطء. لا صرير. الزيت دُهِن منذ الغروب كي لا يُفزع الظل. المشاعل مصطفّة كنجومٍ قريبة، ونارها لا ترقص بل تنتظر. الكهنة حفاة لأن الحجر في هذه الليلة كائنٌ حيّ، ولأن القدم إذا صدقت عرفت أين تضع نفسها. رائحة البخور تتقدّمهم سحابة صغيرة تُرسَل أولاً لتُخبر صفن أننا قادمون بلا صخب.
في الساحة، دائرةٌ تُرسَم بالملح والقمح. الملح للبحر. والقمح للأرض. وبينهما إناء ماءٍ صامت شاهِدٌ على العهد. ترتفع اليد الأولى لا بالدعاء بل بالإنصات. فالطقس هنا لا يبدأ بالكلام.. يبدأ حين يتوقّف الكلام.
من بعيد فوق الجبل يتحرّك الغيم كقطيعٍ يعرف طريقه. لا برق بعد، لكن الهواء تغيّر. هذه العلامة يعرفها الجميع: بعل اقترب. يُشعَل البخور الثاني أعمق رائحةً تُشبه خشباً ابتلّ بالمطر قبل أن يولد المطر. يعلو نشيدٌ منخفض.
مقاطع قصيرة.
تُعاد وتُترك ناقصة عمداً.
كي يُكملها الرعد.
تُقرَع الصفيحة النحاسية مرةً واحدة. ليس إيقاعاً، بل نداء. عندها فقط، يجيء الصوت من صفن: هديرٌ بعيد، لا يُرعب، بل يُثبّت الأقدام. الأطفال في البيوت لا يبكون؛ الأمهات يبتسمن. هذه الليلة ليست ليلة خوف بل ليلة عودة.
يُسكَب الماء على الحجر. قطرة قطرة. وكل قطرة تُسمّى باسم حقل. حين تُذكر الأسماء يلمع البرق ومضة لا تشق السماء بل توقّعها. يهتزّ المعبد هزّة خفيفة كمن يومىء برأسه موافقاً. الكهنة لا ينظرون إلى الأعلى يعرفون أن النظر الآن يُكسر العهد. يكفي أن يُشمّ المطر قبل أن يسقط.
وفجأة أول قطرة. تقع في الدائرة. تُطفئ مشعلاً واحداً فقط إشارة الاكتمال. يهمس كبير الكهنة:
“عاد راكب الغيوم.”
لا تصفيق .
لا هتاف.
الطقس يكتمل بالصمت.
فبعل لا يحتاج ضجيجاً.
يحتاج ذاكرة.
حين ينفضّ الجمع يبقى الجبل مستيقظاً. وأوغاريت تنام وهي مطمئنّة .
لأن صفن وعد
والوعد إذا قيل على هذه الأرض لا يُخلف..
سرد تاريخي
“””””””””””””””””
عاشق اوغاريت.. غسان القيم..
𐎂𐎎𐎐 𐎍𐎖𐎊𐎎
الصورة المرفقة بعدستي منظر عام لمدينة اوغاريت الأثرية يظهر فيها القصر الملكي الكبير ومنازل سكانها وشوارعها
******
المصادر:
الزمان
– موقع «الشرق الأوسط»
– موقع تلفزيون سورية
– موقع (اليوم السابع)
– موقع: الرأي ميديا
– موقع صحيفة عكاظ
– موقع : العربية .نت
– موقع الجزيرة .نت
– موقع النهار العربي
– دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)
– موقع القدس العربي
– موقع الشرق الاوسط
– مجلة الحرف والكلمة
– الإتحاد العربي للثقافة
– موقع :صحيفة سبق الإلكترونية.
– دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN
.bbc /arabic
– موقع موزاييك
– جريدة الدستور
– موقع العربي الجديد
– سكاي نيوز عربية – أبوظبي
– موقع سبق- اليوم السابع
– الإمارات اليوم
– العربية .نت – الرياض
-صحيفة الثورة السورية
– موقع المصرى اليوم
– مواقع تواصل إجتماعي – فيس بوك – ويكبيديا
– مجلة فن التصوير
– إيليت فوتو آرت: https://elitephotoart.net
***********


