يا مقصوفة الرقبة”
كثيرًا ما تتردد هذه المقولة على ألسنة الأمهات في البيوت العربية، حينما يريدن أن يوبخن بناتهن على أمر ما
فما اصلها❓ومن هى مقصوفه الرقبه❓
عباره شهيره وفي الغالب تطلق على الفتيات على سبيل الذم، فهي تعد وصم اجتماعي في الثقافات الشعبية المصرية، وهي تعود إلى حملة نابليون بونابرت في مصر في القرن الثامن عشر، وبطلته فتاة تدعى زينب.
ونقول حكايه زينب اول مقصوفه رقبه
حدثت هذه الواقعة الشهيرة في مصر المحروسة خلال الحملة الفرنسية على مصر
وتبدا الحكايه عندما سعى نابليون إلى السيطرة على رجال الدين وقربهم إليه
وكان الشيخ خليل البكري من أعيان القاهرة الطامعين في الحكم والجاه، والفوز بالمراكز المرموقة في الدولة، وتحالف مع نابليون بعد أ منحه لقب “نقيب الأشراف”، ففتح له الشيخ أبواب بيته
وبطلة هذه الواقعه كانت فتاة اسمها زينب البكرى ابنة الشيخ خليل البكرى وكان عمرها 16 عامًا آنذاك، والتي خرجت عن أعراف وتقاليد المجتمع حينما قررت اعتناق نمط الحياة الفرنسية، فارتدت الفساتين وخالطت الشباب بحرية تامة، وقيلت إنها شوهدت هي ورفيقاتها يضحكن بصوت عالي في الطرقات.
و حسب وصف الجبرتي، المؤرخ الشهير، أطلق عليهن لقب المتفرجنات.
وحيكت حولهم الإشاعات وأنها تتردد على بيوت الفرنسيين ووصل الأمر أنها أقامت علاقة مع نابليون، ولم يتوفر دليلًا تاريخًا على حقيقة الأمر وكل ما تردد كانت إشاعات وأقاويل، غير إنه لم يكن هناك أي شهود، وما يضعف من القصة أن نابيلون نفسه كان يتحدث عن عشيقاته في التجمعات، وكانت له عشيقة مشهورة ولكنها كانت فرنسية “مدام بولين”- وفق ما نشرته “هيئة الإذاعة البريطانية BBC”.
وفي أغسطس، حيثُ موعد القدر، ومع إعلان رجال الحملة الفرنسية انسحابهم من مصر. عاد البكري وهو بمثابة طاغية وعميل للحملة الفرنسية، قرر المشايخ عقد مُحاكمة له مع مُمثلي الدولة العثمانية، وألصقوا له تُهم كثيرة كان أكبرها سفور ابنته زينب، ومُرافقتها لرجال الحملة. حيثُ كانت تُهمة “زينب” هي إقامة علاقة غير شرعية بينها وبين نابليون بونابرت بسبب قُرب أبيها منه، وبسبب تبرجها المُلفت لنظر الكثيرين وقتها متأثرة بنساء الحملة قرروا مُحاكمتها.
وفي أحد أيام الثلاثاء، طلب المشايخ احضار ابنة البكري، فذهبوا إلى دار أمها بالجودرية بعد المغرب وأحضروها ووالدها فسألوها عما كانت تفعله فقالت: إني تبت من ذلك فقالوا لوالدها: ما تقول أنت؛ فقال: أقول إني بريء منها فاكسروا رقبتها.
إلا أن البعض شكك في صحة الرواية، وذهبوا إلى أن بعض خصوم والدها المتنافسين على منصب نقيب الشرفاء، كادوا لابنته بإشاعة علاقتها مع نابليون، لكن يقال أن زينب قتلت وبقي نعت “مقصوفة الرقبة” مقترنا بالفتيات اللاتي يجلبن العار لذويهم.
وهذا كان على عكس الشائع في ذلك الزمان وهو عدم تعرض النساء إلى عقوبة الإعدام حكم عليها بقصف الرقبة لتصبح أول مقصوفة رقبة في تاريخا المعاصر.


