القصبة العظمى ( شارع المعز ) فى القاهرة الفاطمية والقاهرة المملوكية من خلال لوحات المستشرقين
شارع المعز أو القصبة العظمى كان يخترق القاهرة الفاطمية ويقسمها إلى قسمين وهو الشارع الممتد بين بوابتى زويلة فى الجنوب والفتوح فى الشمال
كيف كان حال شارع المعز فى القاهرة الفاطمية وكيف أصبح حاله فى القاهرة المملوكية
شارع المعز القصبة العظمى كان أهم شارع فى القاهرة الفاطمية المدينة الملكية التى كانت عبارة عن حصن تحيط به الأسوار الضخمة التى تتخللها ثمانية أبواب يقف عليها حراس أقوياء أشداء والقاهرة الفاطمية كان يسكنها الخليفة وأسرته وحاشيته وجنده وكبار رجال الدولة
وكان الشارع الأعظم أو القصبة العظمى ألذى أصبح يعرف بشارع المعز فى العصر الحديث كان هذا الشارع هو قلب القاهرة النابض بالحياة فى وسطه يوجد قصر الرئاسة والحكم ويعرف بالقصر الشرقى وكانت مساحته كبيرة جدا وهو فى الواقع عدة قصور وفيه يسكن الخليفة وهو مقر الحكم طوال العصر الفاطمى
ويقابل هذا القصر القصر الغربى وفيه يسكن جماعات من أسرة الخلفاء الفاطميين والمساحة المحصورة بين القصرين التى عرفت ببين القصرين كانت تستعرض فيها الجيوش وتقام فيها الاحتفالات المختلفة
لم يكن دخول مدينة القاهرة أو بالاصح شارع المعز متاحا للعامة إلا بتصريح وإذن مسبق وبجانب القصرين الشرقى والغربى كان يوجد بالشارع الجامع الأقمر ومسجد الحاكم الذى كان خارج سور القاهرة الشمالى وبعد عمارة بدر الجمالى أصبح داخل القاهرة والدواوين المختلفة ودار الضرب والسجون كان ذلك كله بشارع المعز
وكان يتفرع من شارع المعز بعض الحارات التى سكنها جنود الجيش الفاطمى
هذا حال شارع المعز فى العصر الفاطمى فكيف تغيرت أحوال الشارع فى العصر المملوكى
بعد سقوط الدولة الفاطمية أصبحت القاهرة مدينة سكنية أصبح يسكنها التجار والصناع والحرفيين وفى العصر المملوكى استمر شارع المعز أو القصبة العظمى يتصدر المشهد بالقاهرة فأصبح الشارع مركز النشاط الاقتصادى حيث شيدت به الكثير من الوكالات والحوانيت ( الدكاكين ) وتركز به الحرفيين وانتشرت به الكثير من الأسواق منها سوق الشماعين وسوق الشوايين وسوق النحاسين وأسواق بيع الرقيق وغيرها من الأسواق التى تكلم عنها شيخ المؤرخين المقريزى بالتفصيل
وشيدت بشارع المعز الكثير من العمائر فى العصر المملوكى وغيرت هذة العمائر من شكل الشارع تماما
حتى باب زويلة الفاطمى تغير شكله بعد بناء مئذنتى باب زويلة فوق الباب كنا شيد الأمراء والسلاطين المساجد الجميلة بالشارع حيث شيد المنصور قلاوون مجموعته المعمارية الجميلة فى مكان القصر الغربى الفاطنى الصغير وشيد الظاهر بيبرس مدرسته على جزء من أرض القصر الشرقى وشيد الناصر محمد مدرسته الجميلة وشيد برقوق مسجده الفخم وشيد برسباى مسجده الجميل بالأشرفية بالشارع وكذلك السلطان المؤيد شيخ الذى شيد مسجدا بالقرب من باب زويلة يعد من أجمل مساجد العصر المملوكى
ثم جاء السلطان الغورى فى أواخر العصر المملوكى ليشيد مجموعته المعمارية الجميلة بالغورية
وبذلك نجد أن شارع المعز أو القصبة العظمى تغير تماما فى العصر المملوكى وأصبح من أجمل شوارع القاهرة وأصبح متحفا مفتوحا على جانبيه المساجد والمجموعات المعمارية الجميلة التى شملت أيضا قصر بشتاك وغيره من العمائر
ولقد أردت الحديث عن القصبة العظمى فى عصر المماليك وكيف رسم المستشرقون عمائر العصر المملوكى بالشارع وبعد مشاهدة هذة اللوحات الجميلة ستعرف قيمة ما شيده وأضافه المماليك لشارع المعز حتى أصبح أغنى شوارع العالم بالعمائر الجميلة
بقلم : رمضان رشدان


