الميزانسين ستانيسلافسكيا القاسم المشترك بين البيئه الصوتيه والسينوغرافيا

الميزانسين وببساطه شديده تعني: الوضع في المشهد أو وضع الشيء في المشهد. الحيز(الفضاء (والزمن (الايقاع) والشخصيه (الاداء) الاركان الثلاثة لبناء الميزانسين.علاقة #الميزانسين_بالسينوغرافيا: لو شبهنا المشهد لصوره جماعيه بفضاء ما ضمن برواز.. السينوغرافيا تعني الصوره العامه التي تراها أمامك.. أما الميزانسين فيعني توضع الأشخاص والأشياء ضمن هذه الصوره من حيث جميع حالاتهم وقت التقاط الصوره.فكل تحرّك او صوت أو مؤثر أو إضاءه أو أثاث “ديكور” في المشهد يتبع للصوره الكلية للسينوغرافيا، وعلى البيئة الصوتيه أن تنسجم بقواعد الميزانسين كي ترتقي لسينوغرافيا منتجه. وكذلك التكوين الحركي الذي يعطي الروح للسينوغرافيا، ويُعتبر “أس” الميزانسين. فما المقصود بالتكوين الحركي؟:_التكوين الحركي: الخط البياني لمجموعة النقاط الحركيه للممثلين “فرادى وجماعه” بأوضاع مختلفه.. وارتسام التكوينات التشكيليه للجسد بشكل ينسجم وخشبة المسرح. نابعه من دوافع منطقيه ومنسجمه مع الحوار اللفظي، وتتصف بالتتالي والتتابع كي لا يخرج حتى التوقف عن منهجية الحركه المسرحيه ومنطقيتها. والقاعده لمنطلق ومنطقية أي حركه مسرحيه أن تكون ناتجه عن “باعث وفعل” ينسقان بين الجسد والروح ضمن شروط جاذبيه خلاقّه لأيّ حركه مسرحيه. والحركه المسرحيه تحتاج الى إيقاع وقصّه وفعل، فهي فوق الخشبه وبالتالي ليست واقعيه بل ترتبط بالشعور الدرامي ومنبعها العاطفه والإيقاع والتوصيل. وتتأثر بـ “الزمكان” وباللون والفضاء المحيط بها ويؤطرها الزمن الذي هي ضمنه._ويشمل التركيب الحركي: الايماءات والوضعيات والنظرات وحتى الصمت المنتج. والتخطيط المسبق والتدرّب على حركة الممثل “الشخصيه” ضروره مسرحيه، فالارتجال اللحظوي والآني للحركه يأخذنا في حالات عديده لحركات لا معنى لها وتخلو من التبرير المقنع لارتباطها وتفاعلها مع كيمياء العناصر المرتبطه بها.ويلعب #الميزانسين دوراً مهما في تنظيمه لعناصر السينوغرافيا من اجل خلق التشكيل الحركي التكويني لتأطير موضوع معين مرسوم سلفاً في حدود المشهديه الواحدة. يجري كل ذلك عبر اشتغال واضح للمساحات والفراغات والكتل والوحدات البصرية الأخرى داخل مساحة محدودة هي حدود إطار الكادر. فأي تغير في وضع العناصر البصرية من المؤكد سيؤثر على أحاسيسنا وسلوكنا وانطباعاتنا ويشترط أن تحل سمة التوازن التي تلعب دوراً هاماً في ترسيخ اللقطة والإحساس براحة نفسية حين النظر إليها. ومهمة المخرج تكمن في رسم التوازن وعدم وجود قوانين صارمة او معايير يمكن أن يقاس عليها.ملاحظة #الميزانسين:_صيروره: التطوّر الدرامي للصراع.. جدلية العلائق بين الشخصيات وتفاعلها ضمن الصراع الدرامي، هذا التفاعل المبني والمرتبط بوعي الفعل، وبالتالي مجيء ردّ الفعل منسجما والفعل المسبب. فالتوافق والتعارض والعصبيه والهدوء والمفاجأه والحزن والخوف ووو… الخ. كل ذلك يرتبط بنوع الصراع وخلفيات الشخصيات ومدى علاقتهم بالحدث من حيث تأثيره وتأثرهم وأثرهم فيه. وأثناء معالجتنا لميزانسين عملنا المسرحي يجب الانتباه والاتفاق وتحديد ما يلي:على مستوى الوعي والإدراك:- وعي الحدث والموضوع الذي نعالجه دراميّاً.- وعي الفعل المسرحي والواجب المُلقى على الشخصيه التي نجسدها.- وعي حيثيات ومتطلبات اللحظه التي نوجد بفضائها. وإيجاد “التبرير” أي إيجاد سبب كل فعل، موقف، حاله.- وعي فضاء المكان المحيط من تأثيث وإضاءه وديكور ووسائل معينه.- وعي متطلبات صيرورة الصراع من الجزئي والمرحلي إلى الكلّي ضمن معادلة التتالي بسيروره منطقيه لصيرورة للصراع.- وعي موضوع الانتباه بالعين المدركة المركّزه التي تجذب انتباه المشاهدين, أما العين الفارغة فعلى العكس من ذلك تشتت انتباه المشاهد وتصرفه عن الخشبه.- وعي حالات الاتصال الوجداني المباشر للممثل بنفسه وبالشخص الشريك وبالحدث وغير المباشر بالجمهور وبشخص غائب أو بشخص من صنع الخيال.- فهم أن الواجب على المسرح سيصبح “وعياً” في الوعي (بمعنى أنك تستحضر شعورك بملء إرادتك وكامل وعيك). بينما هو في الحياة يكون في “اللاوعي” /بمعنى أنه رد فعل شعوري لا إرادي/.- وعي وتيرة الفعل ومقابلتها بردّ فعل متوافق ويتضمّن الوتيره المطلوبه والمناسبه بحيث لا تكون مرتفعه فوق المطلوب “أُوفر” ولا أدنى “هبوط”.على مستوى اللاوعي والإبداع:ما قمنا بتعداده سابقاً على مستوى الوعي الإدراكي للواجب الذي نحن بصدده، حيث سنعمل إراديا (بالوعي) على استحضار الشعور والمعاناة. من خلال الذاكره الانفعاليه (لاوعي) لنصل النتيجة المتوخاة في الخلق والإبداع. فالتكيّف أو شكل التنفيذ: هو ما يظهر من اللاوعي أو العقل الباطن.- كلمة “إذا” أو “لو” (بمعنى “لو أو إذا” كان الواجب المسرحي حقيقي) حيث تعمل “لو” السحريه كرافعة تخرج بنا من العالم الواقعي وتنقلنا إلى عالم الخيال.- إن أي تناول صادر عن وعي وتفكير منطقي لموضوع الخيال كثيرا ما يعطي للحياة صورة زائفة لا حرارة فيها. وهذا شيء لا ينفعنا في المسرح.- لو قابلنا وعينا للحظات الصراع ضمن الدراما بتصرفات واعيه لن نكون امام دراما أبداً بل سنكون أمام تصرفات واعيه واقعيه منطقيه نمطيه لا تشبه المسرح في شيء.- لو قابلنا “الزميل” الممثل الذي أمامنا بوعينا أنه يجسّد “يمثّل” شخصيه لا تمت لحقيقته بصله، فلن نصدّق ولن نتكيّف ولن نتخيّل ولن نقابله بسذاجة التصديق ووو.. وسنكون أمام مشهد فاشل تماماً- أنا لا أثق لأني ساذج. بل واجبي المسرحي يتطلّب كوني ساذجاً ولذلك أثق.فتوضعك وحالتك ضمن اللحظه او اللقطه المشهديه فوق المنصّه (ميزانسين)، يعتمد على وعيك التام لكل ما يدور من حولك ومتطلبات الصراع الدرامي.. لكن صيرورة فعلك “ردّ الفعل” تعتمد على الشعور اللاواعي لمتطلبات سيرورة البناء الدرامي..جدليه “وعي اللحظه والواجب المسرحي كمفرده حياتيه، ومعالجتها بمعاناة وشعور المخزون اللاواعي تضعنا أمام حاله ما.. من الخلق والإبداع”.انضباط البيئه الصوتيه لتلك الحالات وسيرورتها بإطارٍ سينوغرافي يلتزم الصيروره المشهديه التي يحكمها الميزانسين.. ذلك ما يُنتج “الصراع الدرامي”…..

بقلم طائر الفينيق المسرحي- فؤاد معنَّــا

أخر المقالات

منكم وإليكم