الموناليزا الأفغانية.صورة للشابة (شاربات جولا) للمصور الأمريكي: ستيف ماكاري. الملتقطة في عام 1984م.- مشاركة : طه كريوي.

أعتقد أن معظم المهتمين بالصحافة التصويرية، أو حتى التصوير الفوتوغرافي، يعرفون صورة الشابة الأفغانية، الملقبة بـ “الموناليزا الأفغانية. “

هل أنت على دراية جيدة بهذه الصورة وهويتها؟

هل سبق لك أن رأيت هذه الصورة التي التقطت في عام 1984؟

هذه صورة لشاربات جولا، شاب أفغاني بمظهر يمزج العجب والفخر والشجاعة. هذه اللقطة التقطها المصور الأمريكي ستيف ماكاري الذي التقى به صدفة خلال رحلة إلى أفغانستان.

لقد سافرت الصورة حول العالم بفضل شدة المشاعر التي تنقلها في لحظة: النظرة الآسرة للفتاة الصغيرة والتباين الملفت بين لون عينيها وبشرتها، ضد الصور النمطية في الزمن.

بالإضافة إلى أن أحد أهم عوامل شعبيته كان ظهوره على غلاف عدد من مجلة ناشيونال جيوغرافيك في ذلك العام.

مرت عدة سنوات قبل أن يبدأ المصور ستيف ماكاري بحثه عن العثور على الفتاة الصغيرة في عام 1990. ثبت أن العثور عليها ورؤيتها مرة أخرى شبه مستحيل، لأنه لم يكتب اسمها أو أي تفاصيل عنها عندما قام بتصويرها لأول مرة.

بعد عدة محاولات فاشلة، وجدها أخيرا في عام 2002 وصورها مرة أخرى. كانت في الثلاثينات من عمرها متزوجة وأم لأربعة أطفال توفي أحدهم وتركها أرملة. تغيرت ملامحه؛ أصبح الحزن يملأ نظراته، ويستبدل إشعاع شبابه بتعبير عن اللامبالاة، أو حتى الارتباك.

المزيد من الصور لنفس المرأة (شربت) ظهرت على السطح خلال مقابلة تلفزيونية بي بي سي 2016. كان الفرق أكثر ملفتاً، خاصة في التغيير في مظهره، بالإضافة إلى التحولات الجسدية بسبب الزمن. في ذلك الوقت كانت تبلغ من العمر 44 عامًا فقط. على الرغم من كل هذه التغيرات الفسيولوجية، أظهرت عيناها علامات الشيخوخة أكثر أهمية بكثير من عمرها الفعلي. كانوا يسلطون الضوء على آثار الطقس على وجهها.

“صفاتنا تعكس أعمق مشاعرنا؛ فالعواطف لا تظل محصورة في قلوبنا، بل تترك بصمتها في وجوهنا، شهود على تجاربنا”، كما يدعي بعض علماء النفس، بينما ينكرها آخرون بشكل قاطع. من تجربتي كمصور وصحفي، ونظراً لتفاعلاتي مع الناس من جميع مناحي الحياة والجنس والأعمار والخلفيات الثقافية والدينية، يمكنني تأكيد ذلك دون تحفظ.

تأثيرات الزمن واضحة من الناحية الفسيولوجية، وتظهر بوضوح من خلال التغييرات التي تحدث في مستوى البشرة، على سبيل المثال، وخاصة وجهنا. وبالمثل، يمكن أن تخون العيون علامات المرض والتعب بسرعة. ومع ذلك، لا تقرأ هذه الآثار دائمًا في المظهر، ولا فيما يمكن خصمه دون نطق كلمة واحدة.

لقد رسمت العديد من الصور على مر السنين، وفي معظم الأحيان أفهم ما تعبر عنه العيون من خلال نظرتها. عشان كده بحاول في صوري اطلعها تمام واترجمها لكلمات من غير ما حد يسمعها.

كمثال بسيط، يمكنك رؤية هذه الصورة:
https://bit.ly/48IhfOQ

Taha Krewi
06 ديسمبر 2025

أخر المقالات

منكم وإليكم