🍫 شيكولاتة كورونا Corona
والغزالة البرية في ..”خلطة خريستو”..
🍫 تومي خريستو صانع سعادة أطفال مصر ..
- أول من أدخل صناعة الشيكولاتة إلى مصر منذ عام ١٩١٩ عبر مصنع ” رويال ” الذي أقامه في مدينة الإسماعيلية ثم انتقل به إلى مدينة الإسكندرية باسم جديد هو “كورونا” Corona .
- تدين أجيال كثيرة من أطفال المصريين لهذا الرجل السويسري بالسعادة، عموما كانت البهجة كاملة تتجلى في الغزالة النحيلة الموجودة على غلاف الشيكولاتة، كانت رمزا للسعادة، وفى الوقت نفسه رمز شركة كورونا الذى اختاره الخواجة تومى خريستو.
- عرف المصريون ثلاثة أنواع من شيكولاتة كورونا..
١- ذات الغلاف التركواز المخطط بالأصفر بالحليب.
٢- ذات الغلاف الأحمر بالبندق.
٣- ذات الغلاف الأزرق سادة.
٤- ذات الغلاف البني دارك - يقول عقد شراء الأرض التي أقيم عليها المصنع عام ١٩١٩ أن المشتري (تومى خريستو إبن ايفن غيبور) مولود و مقيم بالإسكندرية، وانه دفع ثمناً لقطعة الأرض الموجودة في محرم بك ما يقرب من ألفى جنيه..
- لكنها ليست البداية، بدأ خريستو نشاطه بمصنع صغير في الإسماعيلية أطلق على منتجاته إسم (شيكولاتة رويال)، ثم انتقل إلى الإسكندرية و بدأ بقطعة أرض صغيرة ،كان خريستو ينتقى العاملين بعناية، لأن الماكينات التي استوردها من أوروبا لعمل عجينة الشيكولاتة تحتاج لمهارة ما، وكانت البداية بعدد قليل من اليونانيين والمصريين..
- مزاج الصانع.
- كان خريستو يؤمن بشرط مهم لصناعة الشيكولاتة، وهو أهمية ان يكون صانع كل هذه السعادة سعيداً ، فاختار قطعة أرض قريبة من المصنع و أعدها كملعب كرة قدم، كان تقام عليه مباريات بين العاملين يديرها بنفسه..
- في الوقت نفسه كان يرى السينما وهي تدخل إلى مصر ببطء لكن بثقة، وقع في غرامها و أراد ان يشارك في التجربة، فبنى دارى عرض هما الأشهر في الإسكندرية حتى الآن ( سينما ستراند، و سينما رويال)، وكانت مكافاة نهاية الأسبوع للعاملين هي دعوات مجانية لإصطحاب عائلاتهم لمشاهدة الأفلام، عهد إلى شقيقه ديمى خريستو بإدارة العمل معظم الوقت و كانت وصيته هي حالتهم النفسية، فعجينة الشيكولاتة حساسة جداً ،وتلتقط بسهولة مزاج من يطبخها.
- كان «خريستو» يقضي معظم وقته في سويسرا، لكن الصورة الجماعية الوحيدة المتاحة له مع عمال المصنع في الأربعينيات، تظهر بشدة ما أسسه في وجدان عمال مصنعه، إبتسامة عريضة صادقة إرتسمت على وجه كل من كان في تلك اللقطة سواء كان يرتدى جلبابا أو عفريتة الشغل.
🦌سر شعار “غزالة كورونا ” ..
ولكن ما سر اتخاذ الغزالة شعاراً لشيكولاتة خريستو.. ؟
- كان ملعب الكرة الذي اختاره «خريستو» بالقرب من مصنعه عندما كان إسمه «رويال» ملعباً ترابياً مشهوراً بوجود غزال بري شارد يظهر فيها كثيراً، وكان العمال يعتنون به ويدللونه، وذات يوم، وعلى هامش إحدى المباريات، انطلقت قذيفة كروية اصطدمت برأس الغزال، فمات في التو.
- كان خريستو حاضراً وحزن بشدة، ثم قرر بعدها أن يجعل هذا الغزال رمزاً لما يقدمه من منتجات، فوضع صورته على أغلفة الشيكولاتة ليخلده، ثم بنى له تمثالاً في مدخل المصنع، وأغلب الظن أن «كورونا» كان إسم الغزال.
🍡* الشراكة مع ” نادلر” ..
- على مقربة منه قام رجل يوناني يهودي إسمه بولين موريس نادلر، بإقامة مصنع آخر للحلويات، لكنه تخصص في البونبون والأرواح، وكان مصنعاً صغيراً، ولسبب ما حدث ما يشبه الشراكة بينه و بين مصنع خريستو، كان خريستو يستخدم حلويات نادلر لخلطها بالشيكولاتة و تقديم أنواع جديدة، وكانت شراكة ناجحة، وبالرغم من أنها لم تكن شراكة رسمية .إلاَّ أن الحكومة المصرية اعتبرت مصنع حلويات نادلر جزءاََ من كورونا في وقت ما.
- إستقرت شيكولاتة خريستو في تفاصيل حياة المصريين، وكان الجميع يعرفون الشعار المميز لإعلاناتها التي حملت شعار “لنأكلها سوياً” وذيُلت بجملة “كورونا.. حلم جميل يداعب طفلك” مع صورة لطفل نائم نوماً عميقاً.
- ظهرت أنواع أخرى قادمة من الخارج، إلى جانب محاولات غير ناجحة للتصنيع في مصر، لكن الوجدان العام ظل مديناً جيلاً بعد جيل لمن فتح الباب أمام البهجة. كان مصنع خريستو يعرف بالوقت النقطة التي ارتبط بها من خلاله المصريون فكان يذيل إعلاناته بجملة «كورونا .. حلم جميل يداعب طفلك» مع صورة لطفل نائم بعمق، وبهذا الشعار إنطلقت هذه الجملة في الأربعينيات.
- التأميم
- عام ١٩٦٣ أصدرت الحكومة المصرية قراراً بتأميم شركة “كورونا”، وضمت إليها أيضاً شركة “نادلر” ، وتم اعتبارهما كياناً واحداً تحت مسمى شركة “الإسكندرية للحلويات والشيكولاتة”. وأصبحت شركة قطاع عام ، وأسندت إدارة الشركة إلى أحد اللواءات (اللواء علي نقطة)، ومهندس مصري (محمد رشاد زكي).
- مصير خريستو ونادلر
- عقب التأميم إستقر تومي في سويسرا إلى الأبد، أما شقيقه (ديمى) فقد توفي وأوصى بدفنه في الأسكندرية، بعدها حولت الدولة منزله إلى مقر تابع للأمن.
- أما (نادلر) فلا أخبار عنه سوى أن إبنته الكبرى (ليا) تزوجت من دبلوماسي صغير صار أميناً للأمم المتحدة إسمه (بطرس بطرس غالى)، وتزوجت شقيقتها (شيلا) من وزير إسرائيلي ، ويقال أن الأختين كان لهما دور ما في بدايات معاهدة السلام.
- زكي المصري ” المنقذ “
- بعد التأميم كان انهيار التجربة وشيكاً لولا زكي المصري، فقد كان قريباً من ” آل خريستو”، وأسموه زملاؤه ” زكي المصري” لأنه قاهري، لكن بحثه عن الرزق جعله يستقر في الإسكندرية.
- كان زكي المصري ماهراً وكان المصنع كله يعرف أنه ” العجّان ” الأهم، الذي يمتلك سر الخلطة بعد أن التقطها بسبب قربه من الخواجة خريستو .
- بعد التأميم كان زكي المصري هو الأمل الوحيد الذي قد ينقذ صناعة مهمة من إنهيار كان يتوقعه كثيرون.
- حافظ “زكي المصري” على سر الخواجة وصنعته، وبالرغم من أن المصنع تحول إلى قطاع عام إلاَّ أن الإدارة ظلت تكافح عاماً بعد عام لاستثناء زكي المصري من المعاش بعد أن بلغ سنه القانونية، وظلت تستصدر له قرارات بالمد إلى أن توفى.


