لقد لعبت الصحافة في هذه الفترة، دوارًا محدودًا في تفتيح الأذهان وإنارة العقول، وقبل عام 1908م لم تكن سوى الجريدة الرسمية (سورية) التي تطبع في مطبعة الحكومة الحجرية. وهي باللغتين العربية والتركية.
وقد وجدت الصحف المصرية، وكذلك صحف بيروت والصحف التركية والمجالات الأدبية والتاريخية طريقها إلى دمشق، وقد سمى الدمشقيون الصحفية (كزيطة) وهي تحريف كلمة غازيت الإيطالية .
وبعد عام 1908م فتح باب الصحافة في دمشق، كسائر مدن بلاد الشام، وأصدر محمد كرد علي بعد رجوعه من مصر جريدة المقتبس اليومي السياسي (وكان قد أصدر في مصر مجلة المقتبس للعلوم والآداب).
وقد عاضد كرد علي في المقتبس اليومي بعض العلماء المتنورين والشبان المثقفين . وأصبح لها مكانة لم تحرزها جريدة من جرائد السلطة العثمانية التي تصدر بالعربية لأنها كادت تكون رأيًا عامًا في البلاد، وتعرّضت الجريدة مرارًا للرقابة والإغلاق.
وكان لفخري البارودي تجربة في الصحافة غير ناجحة فقد أصدر جريدة فكاهية في دمشق (حطّ بالخرج) باللهجة العامية مقلدًا الجرائد الفكاهية المصرية
فراجت أعدادها الأولى لتناولها بالنقد والتعليق أمور البلاد. ولكن البارودي انقطع عن الجريدة بعد أن وجد أن الجرائد قد تبذّلت.
وبوجه عام فإنّ الصحافة، كانت لا تلاقي استعدادًا لها ولا تشجيعًا من الحكومة، كما أن الاستعداد في الأمة لم يكن كافيًا لتقبل وتفهم ما كانوا (أهل الصحافة) يسطرون.
انتهى الإقتباس من كتاب خيرية فاسمية .


