انبعاث زيوس من رماد الماضي
مجدالدين سعودي. المغرب
استهلال
(قطرة الندى) تخرج من جلباب الماضي وتحضن الحاضر…
وتغامر…
ثم تسافر..
تعانق القادم…
زيوس خرج من عباءة التاريخ ومن العشق الممنوع…
ها هو زيوس بجبروت السيف يحضن (قطرة الندى) …
1 (قطرة الندى) في حديقة العشق
ها هي (قطرة الندى) تمتص الرحيق…
في عينيها البريق…
تتجنب الحريق…
تنتقل من زهرة الليلك الى زهرة بيضاء الى أخرى…
قطرة الندى ترى ما لا يرى…
يعلق المبدع البهي (عبد العزيز برعود) سيد البورتريهات والابداعات الصادقة:
(يا له من نصٍّ يوقظ الأسطورة من سباتها، ويعيد لزيوس مجده لا كإله للرعد، بل ككائنٍ هشٍّ يحنّ إلى دفء الندى.
كتابتك، يا مجدالدين، ليست سطورًا بل طقوسُ عبورٍ بين المطر والذاكرة؛ بين العشق حين يشتعل، والغياب حين يلتهم الكلام.
لقد جعلتَ من الندى معبدًا، ومن زيوس مسافرًا يجرُّ خلفه صواعق القلب لا صواعق السماء.
نصٌّ مأهول بالبهاء، تتجاور فيه الحكمة مع الشعر، وتتمازج فيه الأسطورة مع نبض الإنسان.
هذا عمل لا يُقرأ… بل يُتنفّس.)
2 قطرة الندى تعشق الأرض الطيبة
قطرة الندى تعيش في الأرض الطيبة، تمشي بثقة في هذه الأرض…
ترى السماء بعيدة، تحجبها جبال عالية ورياح عاتية، لهذا تحصر تفكيرها في الأرض الطيبة…
فتقرر أن تبقى في الأرض منتظرة زوال الغيوم والسراب…
يلتقط الصديق والأخ أحمد السليماني، الإشارات، فيكتب: (أرى أن هذه القصيدة الشبه نثرية تتناول عبر مقاطعها العلاقة الروحية والعاطفية والصراع المحتدم بين قوتين متناقضين ومتكاملتين في نفس الوقت لا تستغني احداها عن الأخرى: زيوس رمز الأبوة والقوة الأسطورة، والندى يمثل الرقة والعاطفة والعطاء والحكمة والعشق.
من هنا نجد أن الشاعر توسل الى اقتباسات وحكم وأمثال وأقوال لأدباء وفلاسفة مشهورين للتدليل على صراع وجودي مابين القوة والسلم، والكره والحب والعشق، في علاقة مبنية على الانتظار الذي لا يمل مع الإيمان والصبر، فقيمة الشيء بأثره لا بفقده) …
3 العزيز يبارك ل (قطرة الندى) عشق الأرض
ها هو عزيز العشق والعناد، يلتقط الإشارات، يسافر بين (الحنين والأنين)، يهتم بزهر الرمان ويفتح صدره للأمان، يحيط (قطرة الندى) الحاضر بعناية فائقة، يبارك لها الأرض الطيبة التي تتنعم بخيراتها وتهوى فراشات الربيع وقطوف أعياد الميلاد..
يكتب بموضوعية عبد العزيز برعود: )نصّك ليس حكاية عن زيوس…
إنه مرآةٌ كُسرت، فتبعثرت فيها الأسطورة، وتحوّلت الشظايا إلى ضوء.
جعلتَ من الندى كائنًا يتجاوز رقّة الماء إلى لاهوتٍ خفيّ،
ومن زيوس قوةً تتعرّى من جبروتها،
فتصير هشاشته أعمق من عرشه،
وأصدق من صواعقه.
في كل مقطع، كنتَ تُنزِل اللغة من برجها،
لتغتسل بالمطر،
وتقف عارية أمام العشق،
حيث لا يبقى من الإله إلا قلبٌ يخاف الغياب،
ولا يبقى من الإنسان إلا انتظارٌ يتّسع مثل ليل جبلي لا نهاية له.
هذا نصٌّ يكتب الأسطورة من الداخل،
ويعيد تعريف البطولة:
فالانتصار هنا ليس في هزم العواصف،
بل في القدرة على الإصغاء لارتعاشة ندى
تتدلّى من طرف ورقة.
لقد خلقتَ عالمًا حيث يصبح المطر كتابًا،
والغياب جرحًا،
والانتظار طقسًا وجوديًا،
وحيث لا ينجو القارئ إلا إذا صدّق
أن أعظم الآلهة
لا تنقذه السماء…
بل قطرة ندى.)
فأتت المبدعة أمينة الناجي، وكتبت هذا التعليق الجميل، ردا على تعليق الأديب عبد العزيز برعود:
(عبد العزيز برعود، تعليق راقي وقراءة عميقة سبرت أغوار قصيد فلسفي يجسد صراع قوتين متناقضتين لكن احداهما تكمل الأخرى وهذا هو الجميل في هذا الصراع الوجودي الذي يعطي معنى للحب والحياة بانتظار لا يمل وشغف بعمق البحر وجمال السحر).
4 (قطرة الندى) تعشق المواجهة والمكاشفة
(قطرة الندى) تعشق العسل وتنحني لخلية النحل المجاهدة والمثابرة…
تهدم (الجبال العالية) وتحطم الأسلاك الشائكة، وتلتقي مع زيوس في عناق أبدي…
خاتمة
قال العزيز: (شمعة تنير الطريق أفضل من الظلام)…
ابتسمت (قطرة الندى)..
ابتسم زيوس…
فكتبا معا ملحمة الانبعاث…
مجدالدين سعودي. المغرب
******
المصادر:
– مواقع تواصل إجتماعي – فيس بوك – ويكبيديا
– موقع المصرى اليوم – موقع عكاظ
– مجلة فن التصوير
– إيليت فوتو آرت: https://elitephotoart.net
********


