اضاءة على مصطلح الممثل (L’acteur) في المسرح

إن الممثل حين يؤدي دورا و يجسد شخصية، يقع في قلب الحدث المسرحي نفسه. لأنه الرابط الحي بين نص المؤلف و توجيهات المخرج المسرحي و نظر و سمع المتفرج. إلى بداية القرن التاسع عشر، كان مصطلح ممثل يفيد شخصية النص المسرحي، و صار بعد ذلك يعني الذي يأخد دورا، و صانع المشهد و هو ااكوميدي. و في التقليد الغربي، حيث الممثل يجسد شخصيته، هو قبل كل شيء حضور جسدي فوق الخشبة، محافظا على علاقات حقيقية “جسدا لجسد” مع الجمهور، الذي إستدعي لإدراك الجانب المباشر، “مسكون” و مستعار من قبل شخصية آخرى، إنه لم يبق على ذاته كما هي، و لكن قوة تدفعه إلى التصرف و فق ملامح ذات أخرى. إنها أسطورة رومانسية للممثل تلك التي لا تقيم وزنا للفرق بين الخشبة و الحياة . إن هذا، مع ذلك، ليس سوى مظهر ممكن للعلاقة بين الممثل و الشخصية. و يمكن أيضا تسجيل المسافة التي تفصله عن الدور الذي يتولى القيام به مثل الممثل البريشتي. هنا يوجد نقاش قديم بين مناصري مثل “صادق”، يحس و يعيش كل إحساسات الشخصية التي يتقمصها، و بين ممثل يتصنعها. و لمدة طويلة، كان التدريب وفق تقنيات خاصة ممعدما. و كان تكوين الممثل تابعا لحركة تنظيم عمل الإخراج المسرحي. سعى هذا التكوين إلى تطوير الفرد الشامل : صوت، جسد، عقل، شعور، تأمل في الدراماتورجيا و الدور الإجتماعي للمسرح. و قد ترك الممثل المعاصر خلفه معضلات و أساطير الممثل – السيد أو الممثل – العبد. إنه يطمح إلى لعب دور متواضع، و لكنه مشدود شدا إلى أداء لا يقتصر على شخصية واحدة فقط، و لكن يشمل كل النص و إخراجه المسرحي. و يبقى الممثل دائما مؤديا و موضحا للنص أو الفعل. إنه في الوقت ذاته الذي يدل بواسطة النص (حيث الدور يكون بناء نموذجيا إنطلاقا من قراءة)، و كذلك الذي يجعل النص دالا بطريقة جديدة في كل تفسير و تأويل. و الحركة الميمية تسمح للممثل بابتكار كلام و فعل، يكون منطلقهما نص أو أسلوب في اللعب أو في الإرتجال. و هو يلعب مع هذا الكلام مع تنفيذه حسب منطوق معنى الإخراج المسرحي، و يسائل المتفرج دون منحه الحق في الجواب. و هناك إزدواجية : عاش و قدم، يكون(من الكينونة) ذاته و غيره، كائن من ورق و كائن من لحم. تلك هي العلامة الجذابة لوظيفته.

المصدر صفحة المسرح العالمي

أخر المقالات

منكم وإليكم