أيمن لطفي ومعرض الشَّريان.ريادة وشهادة للفنان المصري.- بقلم فريد ظفور

أيمن لطفي ومعرض الشَّريان

ريادة وشهادة في معرض المعارض ( الشَّريان )

للفنان المصري .. المبدع ( أيمن لطفي )

– بقلم : فريد ظفور

تتوالى أمامنا المعالم الضوئية والحضارية والإنسانية والترفيهية لحظة دخولك ومشاهدتك أعمال لطفي وترافقك حتى تصل الى صرح ضوئي كبير تلفه قاعة مكللة بورود الزوار والمعجبين والمحبين..فتوقن بأنك وصلت إلى المكان المنشود حيث معرض الشريان ..ذلك المعلم الفني الضوئي والنافذة المشرفة على العالم الذي يطل من خلاله الزوار والضيوف على مراحل الفن وعمليات الإبداع عند الفنان لطفي ..
في السنوات الأخيرة برز اسم الفنان أيمن كواحد من المبدعين في عالم الفوتوغرافيا المصرية والعربية…
– وعلينا تقع مسؤلية توجيه الجمهور نحو المسار السليم في كافة مجالات الإبداع حتى يستفيد المشاهدين وأبناء المجتمع بصورة أكبر من طاقات وإبداعات أبنائه.. – أكاليل متوجه على عرش العيون والقلوب وزغردات النسوة محمولة على أكف الخضرة والخصب الضوئي والعطاء الفني..تباشير يحملها آذار على جناحين من نور البعث والأمل.. إنه الربيع الضوئي حزمة من ألق ترصف الأرواح بهجة فتخضر الحياة الفوتوغرافية وتتدفق الأنساغ المعرفية الثقافية بنشوة العطاء وشذى المحبور والمعرفة الفنية ..فيفيض الربيع خصوبة ضوئية ويتناسل الى ربيعات تشير إلى أعز ما في الشيء وأحلاه ..ربيع العمر ..ربيع القلب ..ربيع المعلم ربيع المرأة ربيع الأرض ..ربيع عيد الأم.. ربيع جائزة حمدان ..انه ربيع الأمومة وهو أفضل مايتوج فيه جيد شهر آذار.. شهر الخير والخصب ونبع بعث وعطاء لاينضب.. وقد تعودت فن التصوير أن تغوص عميقاً وراء الدر والنفيس لتواكب ربيع المبدعين والعقول والقلوب وهكذا يأتي آذار مخضلاً بربيع الفن ربيع الإبداع في معرض الشريان للفنان المتألق أيمن..
إنها فوتوغرافيا الفنان أيمن لطفي التي قدمها على مدى الــ 15 عاماً هي عمره الفني في فن التصوير..وتبدو صوره من فرط صدقها أنه ا صورت وأنجزت بشغاف القلب وبالعقل الناقد والمحلل.. إلا أن صوره الفنية الضوئية التي حققها في الواقع من خلال معارضه وصوره المنشوره في اللقاءات وفي مواقع التواصل الإجتماعي ..حملت اسمه وتوقيعه ونبضه ..تكفيه لكي يدخل التاريخ كواحد من كبار المصورين في الفن المفاهيمي والسريالي الضوئي..وهو من القلائل الذين قرروا تحرير المجتمع من التابوهات – المحرمات – التي استسلم لها ..ولاسيما المرأة من الظلم والعبودية الذكورية المتسلطة..ولا نزعم بأن الفنان أيمن قد نجح كلياً في إحداث هذا التغيير بصوره ولكنه لم يلق سلاحه بعد ..فصوره ماتزال قادرة على أن تحرك الجمهور وتشاغب وتعمل تبدلات في ذهن المتلقي وبما أن الشمس تغرب لتشرق فأعمال لطفي تغرب أحياناً عن الساحة الضوئية ولكنها تشرق دوماً في وجدان محبيه وطلابه والمتذوقين للفن الضوئي المفاهيمي..
ولسنا في سعينا هذا إلا جنوداً في خدمة الفن الضوئي والثقافة المعرفية الفنية عند المبدعين ..
لقد كان الفنان المصري يملك قدرة كبيرة على إعطاء الملامح العامة للإنسان أو بالأصح للمرأة في الصورة ..لأن أسلوبه الأكاديمي أعطاه فرصة للتفوق على أقرانه ..وبدأ يشكل لنفسه أسلوباً فنياً ومايميزه عن غيره كفنان قدرته الدائمة على البحث والتغيير والنمو والتطور في عمله ..والتصوير التشكيلي أو المفهوم أو الفكرة أو التجريد الضوئي هو كتلة ومساحة وفراغ وأبعاد وهي من مفردات فن العمارة ..والتصوير كعنصر من عناصر الحركة الفنية التشكيلية الحديثة عليه الإستلهام من تلك الحضارات والإعتماد على قيمها بالشكل الذي يلائم الإمكانات المتاحة في عصرنا الراهن..ولطفي واحد من الذين أعطونا مثلاً طيباً وفناً رائداً متكاملاً وحاول الإرتفاع بالبناء الإنساني المتصل بجذوره الإنسانية الحضارية الفرعونية..وأيضاً إتجاهاته في البحث ومحاولته الإستفادة من التجارب في تاريخ الفن الضوئي ومدارسه الجديدة الناجحة..وتأثيره بها تأثيراً صادقاً زاد غنى شخصيته الفنية وأوسعت مداركه ومنابعه وساعدته على الإستمرار بالخلق والإبداع والتطور بفن التصوير حيث يظهر تأثره بالفن المصري والإسلامي ..وأيضاً تأثره بالفن الإفريقي البسيط والبريء بتعبيره وحيويته الضوئية القريبة من القلب..وأعماله التصويرية التجريدة عن المرأة هي قيم تجريدية لونية تعتبر مثالاً رائعاً بحرارتها وحيويتها التي تصل بدفئها اللى القلوب بسهولة ..على عكس التجريدية البحته التي ألوانها صارخة بنزق ولا تخاطب في المتلقي أو المشاهد سوى عيونه..وقد حدد الفنان أيمن إطاراً يتحرك فيه معتمداً على عنصرين – الأول الناحية التجريدية في مجال بناء شكل الصورة وتحركها في فراغ الصورة بإتزان ملحوظ وفي وحدة فنية متماسكة حية وذلك لأن للفنان أيمن قدرة بارعة بعرض الإنسان أو المرأة معتمداً على حسه بهمسات الحركة المنسجمة في وحدة فنية ..وبذلك وضح أهمية الحركة وديناميكيتها في فراغ الصورة..والشيء الثاني هو الناحية التعبيرية فإختياره لأشخاصه التي يحركها في الفراغ بنسبها الهندسية وتوضح لنا تأثيره بصوفية دينية تصل بنا الى ينابيع الفن القوطي والإسلامي في المساجد والكنائس ..الذي اشتهر بتماثيله وأيقوناته وأيضاً بالدراويش والمولوية والرقص الشيخاني وحلقات الذكر… وغيرها ..
وإذا كان طموح أي فنان هو تحقيق الإنتشار الواسع لأعماله الفنية في مجتمعه وخارجه..وعندما يتذوق الإنسان الفن أو يتعرف عليه فإنه يتعرف على جزء من حياة الفنان وبهذا يعتبر الفن جزءاً أساسياً في بناء الحضارة والرقي..
ستورق أغصان الزيتون وتزهر أشجار الليمون في شطآن الحلم الضوئي وفوق ضفاف العمر الفني..عبرجسور زمانية ومكانية وروحية وثقافية من فوق نهر النيل صار علينا أن نعبرها نحو آفاق أرحب..مسكين من تجول في معرض الشريان ولم يتوقف ملياً ويصفن ويتأمل كل عمل أخذ من الفنان جل وقته وجهده وفكره وتعبه وسهر الليالي ..ففي كل لوحة قصة وحكاية ..تكتشف عبقرية الفكرة والمضمون ..فقد أخذنا برحلة ضوئية ماورائية ..أبطالها المرأة العربية المصرية بتراثها الفرعوني الأصيل..حاول تقديم معاناتها والقيود التي تحيط بها وتمنعها من التحرر ورمز لنا بالكثير من الدلالات عما يجيش في فكره وساحة المنطق ..فتارة تكون المرأة هي التي تؤطر وتقيد ذاتها وأخرى تريد الخروج من تلك القيود والشرنقة وتقول أعطني حريتي أطلق يديَّا ..ولكن عبر شريان الحياة المليء بالأمل وبالمستقبل المشرق..

..فقد كان للخيط الأحمر دلالاته وللصوف ترميزه وكانت الدائرة رمز الكمال والإكتمال الكوني حاضرة في الكثير من أعماله..فمن دائرة الحظ الى دائرة الزمن ( الساعة ) ..ثم دائرة الأبراج وتقسيمات السنة والبروج وخطوط الطول والعرض ..والحق نقول بأننا أمام تحدي للذات وللظروف والعلاقات الإجتماعية من عادات وتقاليد ومن صراع بين الأجيال القديمة والحديثة..بين الماضي والحاضر ..التحديث والجمود..الضوء والظل ..الأبيض والأسود ..بين الملون وألوانه الطيفية السبعة..وبين الكتله والفراغ وبين البحر والصحراء والماء والسماء والغيوم ..بين الذاتي والموضوعي ..بأطر فنية جديدة تنم عن وعي وتقدم فني إبداعي قلما نجد مثيلاً له عند الكثير من الفنانين الضوئيين العرب..

تتنوع اللقطات الفنية مابين عامة وخاصة لتقترب من جموع المشاهدين وجمهور عشاق الفن تارة ومن الشخصصيات التاريخية تارة أخرى وكل ذلك في لقطات معبرة بالفكرة وغنية باللون وبحركة ولباس الكادر وبإختيار مناسب لزاوية التصوير ولتجميع الأفكار في الصورة وإعطاء الإضاءة حقها في العمل المنجز..وينجح الفنان أيمن في معالجته قصة المرأة العربية ذات الأبعاد الملحمية والجذور الشرقية والفرعونية الحضارية دون أن تفقد دفء الإتصال مع الشخصية المصورة والمقدمة للمشاهدين.. ومع المنظومة البصرية التي هو خيالها ويجيدها الفنان أيمن نسج خيوطها من خلال تجميع وتقطيع صوري يتلاءم مع التاريخ والحدث والأصول الحضارية المتجذرة ..وعلى الرغم من بطء إيقاع بعض الصور إلا أن تلك القيم الروحية المغلفة بلغة ضوئية بديعة ..كانت كفبلة بجذب عيون المشاهد تجاه تلك العلاقة الحميمة مع المرأة وعذاباتها وتجاه ربط المصور للعناصر البشرية في صوره بعناصر الطبيعة مسقطاً عليها رموزه التعبيرية ولغته التشكيلية برؤى سريالية ومشاهد مفاهيمية..ويحق لنا بأن نستقريء بأن هذا المعرض سيكون معرض المعارض لهذه السنة إلا إذا جاء عمل جديد وحطم كل المقاييس والتوقعات..
لأن الفنان أيمن لطفي هو من أكثر المدافعين عن حق المرأة بلغته المفاهيمية التجريدية..

********

معرض الصور:

************

المراجع والمصادر:

مواقع إجتماعية- فيس بوك

fotoartbook

elitephotoart

اترك تعليقاً