
مجلة فن التصوير:
الفنان السوري المبدع #أحمد_ الإبراهيم Ahmad Alebrahim..أعماله أسطورة منحوته بالخشب والحجر..- بقلم المصور: فريد ظفور..
..الرابط..
ـــــــــــــــــــــ
الفنان السوري المبدع #أحمد_ الإبراهيم Ahmad Alebrahim..
أعماله أسطورة منحوته بالخشب والحجر..
بقلم المصور: فريد ظفور..
يواصل رحلته الفنية ..والظلام يشّبُ ..ويلتهم الأنجم البارقة..يمهد عرشاً ثقافياً ..يضيء الشموع ..يفتح أعين كل الورود ..ويطلق من شرفة قلبه عصفورة رائقة لمنحوتاته الفنية..إن النار تبتكر الغمام من الظلام..وقيامة الأشجار تحتضن التخوم ببرقها..والصخر يبسط كفه للرعد والإبداع..تلد الحجارة حين تصطلك الأزاميل بين يديه..هي ومضة تألقت منازلها وخرجت من العدم ومن اليأس الجميل..إلى مشارفها..الفجر ثم الشفع ثم الوتر ..تكتبها القناديل ..بيدين من مطر..والنور من حجر ..وسنحب الفن والأدب ماشاء الندى ..ويجترح المكان بها حفاوته..ليزدان بالفل والعنبر والياسمين والجوري لنرحب بضيفنا الكبير الفنان السوري التشكيلي النحات أحمد الإبراهيم..
النحات السوري أحمد الإبراهيم ..يتشكل الإنعكاس المعرفي عنده على سطح البحر الفني ..عندما تميل الشمس للغروب ..فتندفع الألوان من الأفق البحري نحو الشاطيء..بقعة لونية براقة مؤلفة من كثير من التلألؤات الثقافية التي تتماوج ما بين بريق ووميض ..ما بين الأبيض والأسود وتدرجاتهما..ما بين تدرجات ألوان الطيف السبعة..وتُعتم زرقة البحر شبكتها وتبدو المراكب البيضاء في النور المعاكس سوداء تفقد معه تماسكها وإمتدادها الفني والأدبي..وكأنما إستهلكتها تلك البقع المتألقة ..إنها الساعة التي يقوم بها الفنان أحمد الإبراهيم..بطقوسه اليومية بإستخدامه أدوات النحت وما أن يلج الورقة ورسوماته التأسيسية حتى يصبح إنعكاس فكره حساماً لامعاً على المادة الخشبية أو الجصية أو الصخرية التي يشكل منها نموذجه وتمثاله الفني..وفجأة تصدت الأنا الأنانية الفردية المتكبرة وقالت هذه هدية خاصة صنعتها الشمس من أجلها..ولكن الأنا الإكتئابية أو المازوخية المتعايشة مع الأنا الأخرى في نفس ذات الوعاء عارضتها ..إن جميع أولئك الناس الذين لهم عيون يرون الإنعكاس الذي يتبعهم وإن وهم الأحاسيس والعقل يجعلنا سجناءه دائماً..ثم مالبثت أن تدخلت ساكنة أخرى هي الأنان الثالثة الأكثر إنصافاً..قائلة إنني جزء من الأشخاص ذوي الأحاسيس والتفكير القادرين على إقامة علاقة مع الأشعة الشمسية المعرفية وتفسير وتقييم الأحاسيس والأوهام..وأدركت بأن لكل شخص واحد إنعكاس النور الخاص به والذي له إتجاهه ذاك ..من أجله وحده يتنقل معه..
الفنون التشكيليّة المرئيّة..يعتبر النحت واحد منها..وقد عرف الإنسان النحت منذ قديم الزمان قبل ما يزيد عن الـ 35 ألف سنةٍ..عبر مجسمات ثلاثية بأبعادها..تمثل الإنسان والحيوان والنبات..والنّحت هو أحد الفنون التشكيليّة المرئيّة والنحت يعتمد على خيال الفنانين وقدرة المتخيل على تحويل الخيال إلى مجسم أو تمثال..وتعدد فن النحت بالحضارات الفينيقية والأوغاريتية والآرامية والآشورية والبابلية والتدمرية والفرعونية والفارسية والرومانية واليونانية..وكان الدافع بالبداية ديني وكانت غاية النحت تخليد الآله والملوك والأباطرة والقادة..ومن المنحوتات.. منحوتة قبر الشاعر البولنديّ سيبريان كامل نورفيد، والتمثال النصفيّ للإمبراطور تيبريوس..ولعل أشهر التماثيل في العالم:تمثال الحرية في نيويورك بأمريكا …تمثال المسيح في ريو دي جانيرو بالبرازيل …أبو الهول في الجيزة بمصر …موي – جزيرة الفصح …تمثال ديفيد بإيطاليا …تمثال رأس أولمك الضخم بالمكسيك …تمثال الوطن الأم في فولغوغراد بروسيا …تمثال المُفكّر ..وتمثال فينوس ويليندورف الشهيرة: والتي نُحتت قبل أكثر من 28 ألف سنة قبل الميلاد ..ولعل بعض الأعمال قد خلدت المرأة منها:تمثال نفرتيتي..تمثال فينوس..تمثال نهضة مصر..تمثال افروديت..تمثال الحرية..وأما أدوات النحت فتعتبر الأدوات في أي حِرفة او مهنة حجر الأساس في الإنتاج..كذلك أدوات النحات هي المهماز الذي يساعد في خلق العمل الفني..
لا معنى للحياة الفنية من دونك..نحن نعشق فنك ونعشق المجد..و نعشق الغناء..ونعشق النحت والتشكيل..نفتقد حبك..ونعدك بأن نغني من أجلك..فلا الذهب ولا الفضة تغنينا عن التمتع بمباهج فنك..نحن نحب الفن والأغاني..والرقص والأماني ..في حياتنا ذكرياتك لقاءاتنا وأعمالك ومعارضك تعود كلها أمام ناظرينا متسارعة في شريط سينمائي..وقد نسينا كل أحزاننا من أجل أن نكمل معك مسيرة إبداعك وتألقك.. مع ومضة من فنك..فأنا وحيد وأنت وحيد والعالم كله وحيد متفرد منعزل تحاصره أعراض مرض العصر الكورونا..ورغم ذلك لم يبق لنا سوى الرقص والغناء..فلا الليل ولا النهار ..لا النور ولا الظلمة ..العالم لا ينتمي إلى الأنانية..نحن نحب فنك ونحب الأغاني والرقص..ونعيش ونموت ونبتسم ..فتذكر تماماً مشاعر الحب الأبدية..نحن قتلى الحب والوهم ..شوقنا لفّته الغيوم المعرفية لثوان..أسلوبك الفني أفقدنا صوابنا..هيا بنا لنعلن حبنا للفن أمام الجميع..قلبي نجمة مشاكسة تريد البحث عن الحقيقة.. مع الفنان أحمد الإبراهيم ..نداور الزوايا..نبحث عن بصيص الأمل الضائع..عن معنى الوجود ..عن رقصات أنامله المرصعة بدفء تميزه وتفرده..نحن أمام شخصية تشربت من لبن الفن الأصيل في مدينة ابن الوليد..تعلم وعلم نفسه..وإجتهد وأمضى الليالي الطوال ليخلد فكرة أو ومضة إبداعة داعبت مشاعره وخياله وليحولها إلى تحفة فنية وعمل نحتوي له دلالته وبعده الميثيولوجي..
الفنان أحمد الإبراهيم ..ناطق لو تكلم نطق الحجر والشجر نيابة عنه ..هاديء يفكر أكثر مما يتكلم..معطاء ونبيل بعلاقاته مع زملائه..وهو حجر الرحى في مشروع خوابي الذي له أصابع بيضاء في نمائه وتطوره فنياً ..مع لفيف من الفنانين والفنانات والأدباء والإداريين الذين قدموا أنفسهم ووقتهم نذراً للوطن في زمان كان الشباب غايته وهمه الهروب من الوطن..في تلك اللحظة كانت خوابي تجمع بيادق جنود الشباب على رقعة جفرافيا الوطن الجريح..ورغم النزيف والدمار والقهر والموت والدماء..كانت طيورالفينيق في فريق خوابي ومشروعه الثقافي الفني والأدبي..تنتفض من تحت الرماد ..لتكتب سفراً من التكوين والتشكيل المعرفي الثقافي الجديد..زارعاً الأمل في حقول وطرقات الشباب والشابات..فمرحى لكل الأيادي التي بنت صرحاً حضارياً ومعرفياً وثقافياً ..كان بمثابة أنشودة أمل لشباب وشابات الوطن..فقد كان الجميع واحد والواحد منهم جماعة..تركوا بصماتهم في العديد من المحافظات وبالكثير من مشارب الحياة من حفلات موسيقية ومسرحية ورياضية ومعارض تشكيلية وضوئية متعددة وأيضاً أصدروا عدة أعداد من مجلة خوابي الثقافية التي كانت لها نكهة خاصة وشذى عطر مضمخ بالعطاء والعبقرية في الإختيار ..كانت لأصابع ولمسات المبدعة الراحلة روز طعمة ووالدها أبو روز قصي طعمه ومعهم بقية فريق خوابي من تشكيليين ومصورين وأدباء ومفكرين ..أمثال : رامز الحسين وعيسى زيدان وسامر السباعي واروى صالح والمرحوم نبيه الحسن..وغيرهم الكثير والكثير ..فقد كانت مجلة خوابي مرجعاً فنياً وأدبياً وموسوعة ثقافية للأجيال الحاضرة والقادمة..وقد بدأت براعم أزهار خوابي تزهر في الفن والأدب وفي كافة مرافق وميادين الحياة في حمص وغيرها من المدن السورية..
النحات أحمد الإبراهيم ..فنان يشكل ركن مهم في الواقع الفني السوري الحمصي..لدوره البارز على الساحة التشكيلية الفنية ولتجاربه العديدة والمتميزة..حيث لايمكن التحدث عن النحت من دون التطرق لإسمه كعلامة فنية بارزة لا يمكن إغفالها..فقد إستطاع بفنه الرفيع الإستحواذ على قلوب الملايين من المتابعين لأعماله على الشبكة العنكبوتية وعبر الفضاء ومواقع التواصل الإجتماعية..غير أن ذلك لم يأت من فراغ بل جاء مؤسساً على تراكم تجربته التي أخذت من عمره الشيء الكثير..وكان لصبره والمثابرة مع الموهبة دوراً في صقل موهبته الفنية التشكيلية البصرية..ولعل النحت موهبة قبل كل شيء والموهبة تصقلها الثقافة والتجربة..
وندلف أخيراً للوصول إلى محطتنا الأخيرة مع الفنان أحمد الإبراهيم..لعينيك في عيدهما ..باقة من الكلمات التي لا تذبل ولا تموت..ولا تقوى على رفضها ولا نقدر على إستردادها ..أبداً فتعال نبتسم نحن وعيناك..فالمنحوتة..تعبير عن الوجود ورمز له في آن واحد..وهي محاكاة للطبيعة ورموز دالة على أفعالها..تتشكل تشكيلاً فنياً يتوافق وحركية هذا الواقع وخيال الفنان أحمد الإبراهيم..لأنها طاقة حيوية وحركية وإيقاعية وإيحائية تتجدد بتجدد الأفكار والمواقف وهي تمثل الأشياء لا كما هي ..بل كما يكون وقعها في مخيلة ونفس الفنان أحمد الإبراهيم..وما أروعك أيتها الأشجار وأيها الصلصال وأنت أبداً تحبلين وأبداً تلدين..تماثيل أخرجتها للوجود يد الفنان أحمد..لأن الشعور والإحساس عنده لا يموت والنار الإبداعية في قلبه لا تخبو ..وتستحيل الزمردة صدفة خضراء في قلبها بحور لا ترىو أجيال من عشاق الحياة من الشباب والشابات لا تعد..من هنا وجب علينا تقديم التحية والتقدير والإحترام لما قدمه ويقدمه الفنان أحمد الإبراهيم من مساهمات تشكيلية وتماثيل جميلة في قلبها أغصان من المحبة وفي قلب الأغصان ورد ..وفي الورد بذور للحياة الأبدية والخلود الفني..وكانت بحق أعماله أسطورة منحوته بالخشب والحجر..تمثلت بأخلاق وبمباديء وبخيال وقيم صاحبها الفنان أحمد الإبراهيم..الطيب القلب الرقيق العاطفة..متمنين له أن يبقى ذخراً للفن التشكيلي وعشاقه الكثر في شتى أصقاع المعمورة..
المصور: فريد ظفور – 13-8-2020م
المراجع والمصادر:
bahibmasr
مواقع إجتماعية- فيس بوك
بالطبع
بصورة شاملة
إما
أينما
حيثما
كيفما
أيما
أيّما
بينما
ألّا
لئلّا
حبّذا
سيّما
لكن
بالتالي
هكذا
أو
أم
لذلك
مثلا
تحديدا
عموما
لاسيما
خصوصا
بالأخص
خاصة
بالمثل
لأن
بسبب
إذا
عندما
حين