الفنان:عبدالفتاح القصري..كوميدي مصري عمل بفرقة الريحاني.وقام بدور شخصية ابن البلد بالسينما..
المصري عبدالفتاح القصري
تخيل معايا أن الراجل المسن مطاطيء الرأس واللي يكاد يكون لا يعي ولا يفهم ما يقال حوله
هو الفنان الراحل عبدالفتاح القصري بس ايه اللي وصله للحالة ديه فديه حكايتنا النهاردة.
*عبدالفتاح القصري نشأ في أسرة ثرية تتاجر بالذهب وتلقى تعليمه في مدارس الفرير الفرنسية
وكان والده متوقع أنه يمسك تجارتهم بعد تخرجه ولكن الفن ضر ب عقله تماماً وجعل كل اهتمامه به
وعشان كده بيقرر القصري أنه يتمرد علي العائلة وينضم الي مسارح الفرق الخاصة المختلفة
ولكن اطول فرقة عمل بها كانت فرقة الريحاني واللي كانت بتضم وقتها عمالقة الفن امثال ماري منيب وعدلي كاسب
وعادل خيري ونجوى سالم واسماء لا تعد ولا تحصى عملت بفرقة الريحاني.
*لغة الجسد عند القصري:
*موهبة القصري الطاغية وحضوره التلقائي فرضه علي السينما فقد مثل في عشرات الأعمال السينمائية
واللي جسد فيها شخصية ابن البلد ببراعة شديدة رغم إنه أصلا من اولاد الذوات
لكن تكوينه الجسماني وملامح وجهه اهلته أنه يلعب تلك الأدوار ناهيك أنه كان بيستخدم لغة الجسد
عشان يعطي ايحاء للمشاهد أنه ابن بلد خصوصاً حركة يده المترنحة يمينا ويساراً أثناء السير
فكانت معظم أدواره في القالب ده ولكن العجيب أنه رغم إنه محصور بنفس القالب
إلا أن في كل مرة كان يقدم جديد ومتملش منه وده شيء يستحق الدراسة
*يعني شخصية المعلم حنفي شيخ الصيادين في ابن حميدو
تختلف تماماً عن شخصيته في فيلم الاستاذة فاطمة فالاثنان ولاد بلد ولكن لكلا منهما مفرداته اللغوية المختلفة..
الأمور كانت تسير علي أفضل ما يرام علي الناحية المهنية لكن علي مستوى حياته الشخصية
فكان هناك شيء يؤرق منام الاستاذ القصري وهو إنجاب طفل .
*القصري تزوج ثلاث سيدات ولكنه بعد الزيجة الثالثة ادرك تماما أنه غير قادر علي الإنجاب واراد أن يكفل طفل في بيته
ولكن زوجته رفضت وطلبت الطلاق فطلقها وكفل القصري صبي البقال المجاور له وكان بيعامله كإبن له علي مدار ١٥ سنة .
*إصابته بالعمى. عشقه الممرضة:
*وتدور الأيام والقصري بيعمل في فرقة إسماعيل ياسين وأثناء ما كان علي المسرح
بتظلم الدنيا أمامه مرة واحدة ليصرخ أنه اتصاب بالعمى وذلك وسط ضحكات الحضور واللي ظنوا
أنه جزء من العرض ولكن إسماعيل ياسين أدرك بسرعة الحقيقة ونقل القصري للمستشفي
وهناك تعرف علي ممرضة شابة حسناء عاملته بلطف واقنعته بحبها له وتزوجته.
*وانقلب السحر على الساحر:
* ولكن سرعان ما انقلبت علي الشيخ المسن واجبرته علي كتابة كل ما يملك لها وطلقته
وتزوجت من الفتي الذي كان يراعاه القصري ويعتبره ابنا له بل واجبرته
بعد انتهاء شهور العدة علي التوقيع علي عقد الزواج من الصبي
كشاهد ولم تكتفي بذلك فقامت بحبسه في بدروم منزله فلم يتحمل القصري ذلك
وفقد عقله تماماً فلم يعلم من هو ولكن ظل يصرخ من شباك البدروم يستغيث بالمارة
*الصحافة وأصدقائه بالفن أنقذوه:
* حتي رأه أحد الصحفيين وكتب قصته مرفقة بصورة له وهنا تحرك رفقائه القدامى
السيدة ماري منيب والسيدة نجوى سالم
ونقلوه للمستشفى وذهبت السيدة نجوى سالم وطلبت من محافظ القاهرة آنذاك صلاح الدسوقي
أن يوفر له شقة يسكن بها وبالفعل بتتوفر الشقة له وبيتبرع
الكاتب يوسف السباعي
بخمسين جنية لشراء غرفة نوم له وتقود السيدة هند رستم حملة تبرعات بين الفنانين لنجدة القصري
طب ثواني كده زوجته السابقة والصبي اللي تزوجته إيه اللي حصل معاهم.
*زوجته السابقة لما علمت أن الرأي العام ثار ضدها فباعت البيت وممتلكات القصري وهربت مع الصبي
واختفت تماماً عن الأنظار وعاش القصري المصاب بالعمى والخرف في أيامه الأخيرة مع أخته الوحيدة
والتي تظهر معه بالصور برفقه نجوى سالم إلى أن توفاه الله في أحد المستشفيات.
*قصة ميلودرامية :
*حدثت للقصري قصة ميلودرامية لواحد طالما أسعدنا بخفة ظله ولا أعتقد اني شوفت مشهد واحد للقصري جد
ولكن معظم أعماله كانت ضحك من أجل الضحك.
يصنع الفرح لجمهور.ويعيش المأساة والسجن الداخلي بحياته الخاصة.
*صدمتان بحياة نجم الكوميديا المصري:
*يا صفايح الزبدة السايحة.. يا براميل القشطة النايحة”، “انتي ست دا انتي ست أشهر بس”، “كلمتي لا ممكن تنزل الأرض أبدا”..
هذه العبارات أصبحت مفردات يتداولها #المصريون في حياتهم اليومية،
لكنهم اقتبسوها من الفنان الكوميدي الراحل #عبدالفتاح_القصري الذي تحل اليوم الذكرى الـ53 لوفاته.
*كان للقصري سمته المميزة في الكوميديا التي لا يضاهيه فيها أحد، حيث تعتمد على الإفيه واللزمة والسخرية من الأحداث بطريقته وبنطقه الكوميدي للكلمات،
وحركاته الجسدية التي تشبه حركات #ولاد_البلد في حارات وأزقة وشوارع #مصر.
*ورغم شهرته مات وحيداً لا يتذكره أحد، فقد عانى من عدة أمراض ألزمته منزله،
كما أصيب بالعمى وتعرض لخيانة من زوجته التي نهبت كل ممتلكاته
وطلبت منه الطلاق للتزوج من شاب صغير السن، كان القصري يعطف عليه ويعتبره كابنه.
*ولد عبدالفتاح القصري في أبريل/نيسان من العام 1905م بالجمالية جنوب القاهرة لعائلة ثرية تتاجر في الذهب،
وعشق التمثيل منذ صغره وتبناه #نجيب_الريحاني وطلب منه التفرغ للفن. وحقق نجاحاً على خشبة المسرح ،
دفع المنتجين والمخرجين للبحث عنه والتعاقد معه للمشاركة في الأفلام السينمائية.
*قدم القصري 70 فيلماً سينمائياً، وكان قاسماً مشتركاً في أعمال #إسماعيل_يس ونجيب الريحاني،
لكنه في لحظة صادمة وفارقة تعرض للعمى على خشبة المسرح وقت تقديم #مسرحية مع إسماعيل يس أنهت حياته الفنية ومن بعدها حياته بشكل عام.
*درس القصري بمدرسة الفرير الفرنسية وتخرج في مدرسة القديس يوسف بالخرنفش،
وبدأ مشواره الفني من خلال الالتحاق بفرقة عبدالرحمن رشدي، ثم فرقة #عزيز_عيد و #فاطمة_رشدي ،
وعقب انضمامه إلى فرقة نجيب الريحاني انطلق القصري نحو المجد و #الشهرة.
من أشهر أدواره دور “المعلم حنفي” في فيلم “ابن حميدو” مع الفنان إسماعيل يس،
الذي ارتبط معه في الكثير من الأفلام، كما ارتبط بأفلام نجيب الريحاني وكان فيلم “سكر هانم” عام 1960 هو آخر أفلامه.
*في صيف 1962 وقف القصري على خشبة المسرح، يؤدي مشهداً أمام إسماعيل يس،
وعندما هم بالخروج أظلمت الدنيا أمامه واكتشف الفنان الراحل أنه فقد بصره،
وظل يصرخ ويردد أنه فقد بصره واعتقد جمهور المسرح أن المشهد جزء من المسرحية فزاد ضحكهم وتصفيقهم،
لكن الفنان الراحل إسماعيل يس أدرك المأساة التي حلت بصاحبه وأوقف المسرحية،
وقام بنقل القصري للمستشفى، حيث تبين أن ارتفاع نسبة السكر وراء فقدانه البصر.
*عقب إصابته بالعمى، تعرض الفنان الراحل لصدمة أخرى فقد أجبرته زوجته الشابة
على تطليقها بل أجبرته على أن يكون شاهداً على زواجها من شاب يعمل صبي بقال ظل القصري يرعاه لمده 15 عاماً،
ويعتبره بمثابة ابنه.
ليس هذا فقط بل أقامت مع زوجها الجديد في شقة الفنان الراحل
وتركته حبيساً في غرفة من الشقة بمفرده حتى أصيب بتصلب في الشرايين وفقدان للذاكرة،
مما اضطر شقيقته إلى أن تأخذه بشقتها في حي الشرابية شمال القاهرة وتقوم برعايته.
*الصدمة الثانية:
*في السنوات الأخيرة للقصري وعقب اشتداد المرض عليه، ونقل بعض وسائل الإعلام المصرية ما تعرض له على يد طليقته،
قامت كل من الفنانة نجوى سالم والفنانة ماري منيب بمخاطبة السلطات لإنقاذ القصري،
فقررت نقابة الممثلين صرف إعانة عاجلة ومعاش شهري له، وسعت نجوى سالم أيضاً لدى صلاح الدسوقي،
محافظ القاهرة وقتها، فحصلت للقصري على شقة بالمساكن الشعبية في منطقة الشرابية،
وتبرع الكاتب الكبير #يوسف_السباعي بمبلغ 50 جنيهاً لشراء غرفة نوم حتى يجد القصري سريراً ينام عليه،
كما قادت الفنانة #هند_رستم حملة بين الفنانين للتبرع لعلاج زميلهم.
*وفي 8 مارس/آذار من العام 1964 اشتدت نوبة السكر على الفنان الراحل وأصيب بغيبوبة وتم نقله إلى مستشفى المبرة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة،
ولم يحضر جنازته سوى عدد قليل من المشيعين لا يتجاوز 6 أفراد، هم شقيقته بهية والفنانة نجوى سالم وجيرانه قدري المنجد وسعيد عسكري الشرطة
وآخر حلاق وصديقة الترزي، ليرحل أحد عمالقة الكوميديا في مصر بعد حياة تراجيدية ومأساوية.
*حياة الفنان الراحل عبدالفتاح القصري، الملقب بـ “ملك الإفيهات”،
والذي ترك بصمة قوية في تاريخ السينما والمسرح المصريين، لم تخلو من الأحزان والمآسي
*شارك القصري في ما يقرب من 100 فيلم سينمائي، حيث تنوعت أدواره بين الكوميديا والدراما والرومانسية.
وقد أضفى القصري لمسة خاصة وفكاهة فريدة على الشخصيات التي جسدها، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين الجمهور المصري والعربي.
*وبالختام قبل ان تسدل ستارة مسرح الحياة..كانت وراء ابتسامته الدائمة وموهبته الكوميدية،
إلا أنه عاش القصري حياة شخصية مليئة بالتحديات والمرارة. وعاش بآخر سنوات حياتة مليئة بالمآسي وبالعجز المادي والمعنوي.
بحيث خسر كل أمواله وممتلكاته وخانه الشاب البقال الذي تبناه لمدة 15 سنة.بحيث خطف زوجته وهربا معا.
*الفنان :عبدالفتاح القصري..كوميدي مصري عمل بفرقة الريحاني.وقام بدور شخصية ابن البلد بالسينما..
معرض الصور:
***************
المراجع:
* أشرف عبدالحميد.-أماني إبراهيم- فيديو جراف
– ويكيبيديا.