فريديريك أوغست بارتولدي عشق النحت والرسم منذ طفولته (غيتي)
تمثال الحرية وفريديريك بارتولدي.نحات ورسام فرنسي
تمثال الحرية وفريديريك بارتولدي
الرأس الكامل لتمثال الحرية ظهر على الأرض في فرنسا عندما تم عرضه في معرض باريس العالمي الثالث عام 1878، وذلك قبل أن يكتمل بناؤه على يد النحات الفرنسي فريديريك بارتولدي، حيث نقل بعدها إلى نيويورك في عام 1885 باعتباره هدية من فرنسا إلى أميركا.
النحات الفرنسي فريديريك بارتولدي
صانع تمثال الحرية
فريديريك أوغست بارتولدي (1834-1904)، نحات ورسام فرنسي، اشتهر بتصميمه تمثال الحرية، وهو عمل فني نحتي، صممه بداية لفائدة مصر،
وحالت التكلفة المالية العالية دون تنفيذه، ثم أهدته فرنسا إلى أميركا في 28 أكتوبر/تشرين الأول 1886، في الذكرى المئوية لاحتفالها بإعلان الاستقلال.
وفي عام 1924 تم اعتماده نصبا تذكاريا وطنيا. وكان تمثال (ليدي ليبرتي)
كما يسميه الأميركيون، أفضل ثاني عمل للفنان الفرنسي والأكثر شهرة بعد “نافورة بارتولدي” في واشنطن.
ومنذ تلك اللحظة، اكتسبت حياته المهنية سمعة دولية كبيرة، وأصبح أحد أشهر النحاتين في القرن الـ19 في كل من أوروبا وأميركا الشمالية.
المولد والنشأة
ولد فريديريك أوغست بارتولدي (عرف باسمه المستعار إميلكار هاسيلفراتز) في الثاني من أغسطس/آب 1834م
في كولمار بفرنسا في منطقة الألزاس على حدود ألمانيا، وتوفي والده وعمره لا يتجاوز عامين.
نشأ في عائلة ثرية ومثقفة، أصولها بروتستانتية ألمانية، وكان أصغر إخوته الأربعة،
والده جان تشارلز بارتولدي كان مستشارا في المحافظة، ووالدته شارلوت بارتولدي هي ابنة عمدة ريبوفيل.
وعندما بلغ السابعة من عمره قررت والدته الانتقال إلى باريس، مع الاحتفاظ بمنزل الأسرة في كولمار،
الذي أنشئ به بعد سنوات “متحف بارتولدي”.
الدراسة والتكوين:
منذ عام 1843 حتى عام 1851 درس بارتولدي في ثانوية “لويس الأكبر” (Lycée Louis Le Grand) في باريس،
وسجلته والدته طالبا في ورشة النحاتين أنطوان إيتيكس وجان فرانسوا سويتو، كما سجلته لدراسة الرسم عند الرسام آري شيفر، إلا أنه نصحه بالتركيز على النحت، وتنبّأ له بالتألق فيه.
في عام 1852 أنهى بارتولدي دراسته الثانوية، وبعد عام اشترت والدته ورشة النحت في شارع فافين في باريس لمساعدته على الاستقرار في عمل، وبقي في هذه الورشة 40 عاما.
بداياته المهنية:
في عام 1854 شارك بارتولدي في مسابقة نظمتها مدينة كولمار، وصمم تمثالا للجنرال راب، وهو عسكري من مواليد المدينة،
واختير هذا المشروع للعرض في معرض باريس العالمي عام 1855، وفي العام التالي تم تشييده في كولمار، وكان العمل الأول له وهو في سن الـ20 آنذاك، وحقق به نجاحا كبيرا.
بين عامي 1855 و1856 سافر بارتولدي مع أصدقائه إدوار أوغست إيمير وجان ليون جيروم إلى مصر، حيث اكتشف النحت الضخم هناك، ثم ذهبوا إلى اليمن، وعادوا من الرحلة برسوم وصور كان لها أثر في أعماله.
وفي عام 1870 شارك في الحرب الفرنسية-البروسية قائدا لسرب من الحرس الوطني، وشارك في الدفاع عن كولمار، كما عمل ضابط اتصال ممثلا للحكومة الفرنسية لدى إيطاليا.
وأثرت هزيمة مدينته في عمله، إذ قام ببناء عدد من المعالم التذكارية للاحتفال بالبطولة الفرنسية في الدفاع ضد ألمانيا، من بينها منحوتة “أسد بلفورت” التي يبلغ ارتفاعها 22 مترا وعرضها 11 مترا، وبدأ العمل فيها عام 1871 وأكملها عام 1880، وأصبح هذا التمثال المصنوع من الحجر الرملي الضخم من أهم أعماله الفنية المستوحاة من تلك الحرب.
قصة تمثال الحرية:
في عام 1871 قام بارتولدي بأول رحلة له إلى أميركا، لتحديد المكان الذي سيوضع فيه تمثال الحرية؛ هدية من فرنسا إلى الولايات المتحدة الأميركية، في احتفالها بالذكرى المئوية لإعلان الاستقلال.
وكان هذا المشروع الضخم مشابها جدا لمشروع “مصر تضيء الشرق” الذي كان من المفترض تركيبه عند مدخل قناة السويس. ورغم إعجاب الخديوي (حاكم مصر) بتصميمه عام 1869، فإن الوضع الاقتصادي آنذاك بمصر أدى إلى إلغاء المشروع.
أصبح بارتولدي ماسونيا عام 1873، وفي يوم 20 ديسمبر/كانون الأول تزوج بعارضة أزياء فرنسية مقيمة في أميركا، وكان صديقه الفنان جون لافارج من أقنعه بهذا الزواج للاقتراب من القيم الأخلاقية لرجال الأعمال الأميركيين الذين موّلوا مشروع تمثال الحرية.
وكان الاتفاق على أن يتولى الفرنسيون تصميم التمثال، والأميركيون تصميم القاعدة التي سيستقر عليها، ومن أجل ذلك بدأت حملة ضخمة لجمع التبرعات لتوفير التمويل اللازم لهذا المشروع.
بدأ بارتولدي بناء تمثال الحرية في ورشته بباريس، ووضع الحجر الأول لقاعدته في الخامس من أغسطس/آب 1885، وقد صممها المعماري الأميركي ريتشارد موريس هنت، بينما عمل على هيكل التمثال الإنشائي المهندس الفرنسي يوجيني لودوك لكنه توفي قبل إنهائه فأكمله زميله غوستاف إيفل.
شحن التمثال بعد إكماله على سفينة “إيزري” إلى ميناء نيويورك، وتم تفكيكه إلى 350 قطعة وضعت في 214 صندوقا لتخزينها إلى حين إكمال بناء قاعدته. وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول 1886، كان الافتتاح في احتفال رسمي حضره الرئيس غروفر كليفلند، وأقيم التمثال في جزيرة الحرية الواقعة على خليج نيويورك، وكان ارتفاعه الكلي 93 مترا، ووزنه 125 طنا.
فلاحة مصرية:
تقول دائرة المعارف البريطانية إن التصميم الذي قدمه بارتولدي للخديوي كان على شكل “فلاحة مصرية”، ومنه استوحى فكرة تمثال الحرية، إذ قام بتغيير وجه التمثال تماما (يمثل سيدة تحمل مشعلا)، فكانت ملامحه هي ملامح والدته شارلوت.
وبعد ذلك تمت ترقية بارتولدي إلى رتبة قائد وسام جوقة الشرف عام 1886، بعد 20 عاما من حصوله على لقب فارس من المؤسسة نفسها.
وفي مسقط رأسه في كولمار، نصبت نسخة بنصف الحجم من التمثال لتكريمه، وفي جزيرة “سيجان” بمقاطعة باريس نصبت نسخة مصغرة من التمثال بطول 10 أمتار تقريبا.
ودلالة على تحول التمثال إلى رمز عالمي وكوني، صنعت نسخ مشابهة له قدمت رموزا للحرية في غير مكان من العالم (النمسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، الصين، فيتنام…).
وفي عام 1916، ألحق انفجار في مدينة جيرسي أضرارا بالتمثال وأدى ذلك إلى تحديد عدد الزائرين له إلى أن تم إصلاحه.
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول 1924 تم إعلان التمثال والجزيرة أثرا قوميا، وفي عام 1984 انضم التمثال -واسمه الرسمي “الحرية تنير العالم”- إلى قائمة مواقع التراث العالمي التي تقوم بتصنيفها اليونسكو، وبعد سنتين خضع لترميم شامل في ذكرى مرور 100 عام على إقامته، ورُكّبت طبقة ذهبية جديدة تتلألأ عليها أضواء مدينة نيويورك ليلا.
أعمال أخرى بارزة لبارتولدي:
- 1856: نصب الجنرال راب في كولمار، عرض لأول مرة عام 1855 في باريس، وهو أقدم أعماله.
- 1878: نافورة بارتولدي في حديقة بارتولدي النباتية بالولايات المتحدة في واشنطن.
- 1880: أسد بلفور، في مدينة بلفور شرقي فرنسا، وهو تمثال ضخم لأسد يرمز لكفاح الفرنسيين لصد الهجوم البروسي.
- 1892: نافورة بارتولدي في ليون بفرنسا.
- 1893: تمثال كريستوفر كولومبوس بالمعرض الكولومبي في شيكاغو.
- 1895: نصب “لافاييت وواشنطن” التذكاري في باريس، ونسخة منه في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية.
- 1903: “فرسن جتريكس” تمثال الفروسية في مدينة كليرمون فيران جنوب شرقي فرنسا.
وفاته:
توفي فريديريك أوغست بارتولدي بمرض السل في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 1904 في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر ناهز 70 عاما، ودفن في مقبرة مونبارناس.
وفي عام 1922 تم تحويل المنزل الذي ولد ونشأ فيه في شارع دي مارشاند في كولمار إلى متحف لأعماله، وتحتوي المدينة على عدد من التماثيل والآثار التي نحتها.
المصدر والمراجع :
الجزيرة + مواقع إلكترونية
بالطبع
بصورة شاملة
إما
أينما
حيثما
كيفما
أيما
أيّما
بينما
ألّا
لئلّا
حبّذا
سيّما
لكن
بالتالي
هكذا
أو
أم
لذلك
مثلا
تحديدا
عموما
لاسيما
خصوصا
بالأخص
خاصة
بالمثل
لأن
بسبب
إذا
عندما
حين