حكاية زهرة شقائق النحمان السورية.كتبتها: منال ظفور
حكاية زهرة شقائق النحمان
لكل شهدا بلادي. . شقائق نحمان سوريا… تحية…
*حكاية زهرة النحمان
*منال ظفور
…….
من حكايا سوريا والسوريين…
حكاية ” زهرة شقائق النحمان” ..
ايه النحمان مو النعمان..
النحمان من فعل نحم السرياني يعني انبعث…احيا..قام من الموت..
شقائق يعني شبيهة الريح بليونتها وصفاتها الناعمة…((شقائق النحمان يعني زهرة القائم من الموت))…
وحكاية اليوم… اقتباس من اسطورة عشتار وعقيدة الخصب السورية…(صراع بين آلهة الحياة وآلهة الموت على اله الخصب)…..
بتقول الحكاية :
….ووقعت عيون أريشكيجالا الهة الموت وسيدة العالم اﻷسفل…
على تموز اله الخصب اللي كان عم يتجول بالغابة لبث روح الخصب بين الكائنات…
وأغرمت فيه أريشكيجالا وحبت تحتفظ فيه لنفسها..
فبعتتلو خنزير بري عالغابة..
ولما شافو تموز حاول مواجهته بشجاعة..
لكن الخنزير البري هجم عليه بقوة وعضه بفخذه وغرز قرنه بأسفل بطنه..
فوقع تموز وصار يصرخ من الألم يتلوى فوق اﻷرض عالتراب..
وبدأ يحتضر ويلفظ أنفاسه الاخيرة..
وبلغت آناته وصرخات ألمه أسماع عشتار آلهة الحياة وسيدة النور
اللي كانت بوسط السما على عربتها الشمسية عم تعمل جولتها اليومية لتتفقد مخلوقاتها على اﻷرض…
فالتفتت فجأة واتجهت نحوه بسرعة
(تفسير غياب الشمس المفاجئ وتبدل الطقس بآخر أيام الصيف وبداية الخريف)
ولمحته من بعيد غرقان بدمه و غايب عن الوعي..
فصرخت صرخة مدوية اهتزتلا اﻷرض (صوت الرعد)
وتطاير الشرر والغضب من عيونها. (لمعان البرق)..
ونزلت لعنده..
ورفعتو لحضنها وصارت تهزو وتضربو لتفيقوا..
لكن للأسف مات وخطفت آلهة الموت روحه…
وقامت عشتار..
وبلشت تندب وشقت ثوبها عند صدرها وشدت شعرها وصارت تضرب صدرها بايديها
و تجوح وتنوح وبلشت تضرب اﻷرض برجليها لتفيق وتزعج
آلهة العالم اﻷسفل أريشكيجالا وتلومها
(من هون بدأ الرقص والدبكة…بخبط الرجلين عالارض (حكيتلكن حكايتهن)..
وصاحت فيها وقالتلا:
لا ما رح يخضعلك كل شيء
ورح يبقى تموز اله الخصب الاله القتيل ذكرى حزن خالدة للأبد…
ورح يمثلو مخلوقاتي مشهد موته كل عام ليذكرك بنواحي وبكائي وحزني وغضبي ..
ورح تنبثق زهرة من دماء تموز ودموعي…
وتتفتح بمتل هاليوم من كل عام
لتذكرك يا أريشكيجالا بفعلك الشنيع وتعذبك للأبد ….
و رمت عشتار تعويذتها وصبت على دم تموز المجبول بالتراب وبدموعها…
رحيق زهرة عطرة ولما لامست دم تموز بلش يغلي ويفور وتصاعدت منه فقاعات صافية
وانبثقت زهرة بلون الدم تخفي بذورها تحت وراقا…
بس هالزهرة عمرا قصير ﻷنها رقيقة ساقها ضعيفة
بتعصف فيا الريح اللي عطتها اسمها وهو
( شقائق النحمان)…
وكل ما ناحت ولطمت وندبت عشتار على اﻹله القتيل ..
انفرض (قدر) على النساء السوريات
أنو يعملو متل عشتار…
ويرقصو رقصة الحزن وينوحو ويجوحوا متلا ويصرخو :
يا أيلي.. وا وايلي.. يعني: يا الاهي..
وماحدا رح يفهم هالحكاية غير السوريين أبناء الشمس ..أبناء الحياة..
سوريا هي الايل..الاله القتيل..
لانو أرضها اتملّت و اتعبّت شقائق النحمان…
ولهيك رح تقوم من الموت وتبعث عن جديد..
متل الفينيق تنهض نحو السما …لتحيا وتحيا من جديد… وتحيا سوريا…
معرض الصور:
