جورج إيستمان صانع الكاميرة
جورج إيستمان صانع الكاميرة

جورج إيستمان صانع الكاميرة
جورج إيستمان صانع الكاميرة

 

جورج إيستمان صانع الكاميرة.والثروة والثورة الفوتوغرافية وصاحب شركة كوداك.

جورج إيستمان صانع الكاميرة

 

جورج إيستمان كوداك.. صانع الثورة والثروة:

عبادة ابراهيم

“جورج إيستمان”؛ رائد التصوير الفوتوغرافي،

ومؤسس شركة “كوداك” العالمية، من أبرز المبتكرين، رغم كل التحديات التي مرت بحياته،

وبالتزامن مع أصعب الفترات والمراحل التي شهدها العالم بأسره.

في صباح يوم 12 من يوليو سنة 1854م،

كان زوجان شابان من ولاية نيويورك الأمريكية،

ينتظران مولودهما الثالث، وهما يتمنيان أن يكون صبياً وأخاً لابنتين.

وعندما أطلق جورج إيستمان كوداك صرخته الأولى،

لم تتسع الدنيا لفرحة والديه،

خصوصاً والده الثري، الذي كان يعمل بمجال الزراعة،

ويمتلك مؤسسة كبرى، وأسس ما عُرف في حينها باسم «كلية إيستمان التجارية»،

التي كان لها اسمها في أربعينيات القرن التاسع عشر.

كبر جورج ودخل المدرسة، لكن حدث أن أصيب أبوه بمرض عضال في المخ،

وتدهورت حالته بسرعة قياسية، فاضطرت الأسرة إلى بيع ممتلكاتها،

بعد نفاد ما معها من أموال على علاج الأب، لكن باءت محاولات علاجه بالفشل، وبعد موته،

تركت الأسرة العمل بالزراعة، وساءت أحوالها المادية، لا سيما بعد أن أصيبت إحدى شقيقتيه بالشلل،

وصارت تمارس حياتها على كرسي متحرك، فاضطرت الأم إلى إلحاق الصغير جورج بمدرسة داخلية.

توثيق الرحلة:

عندما بلغ الرابعة عشرة من عمره ترك الدراسة،

غير صالح George Eastman للدراسة:

حيث جاءت ملاحظات كل معلمي الصفوف عنه أنه «غير كفء»، فاضطر إلى العمل،

كان حارسات ثم محاسبا:

ولم يجد غير وظيفة «حارس» في شركة تأمين، واستمر فيها رغم ضآلة أجرها،

إلى أن انتقل إلى وظيفة بحسابات بنك «روتشستر»، وفي سنة 1877م.

عمل بتجارة العقارات والآراضي:

بدأ العمل في العقارات، بناءً على نصيحة أحد أصدقائه،

حيث كانت تجارة الأراضي آنذاك رائجة،

لا سيما في جزر الكاريبي.

رحلتة في إختراع كاميرات «كوداك» الشهيرة:

حمل جورج أغراضه وتوجه إلى تلك المنطقة البكر في تجارة الأراضي،

وكان من بين ما حمله معه، كاميرا تصوير فوتوغرافي،

فقد أوحى إليه صديقه ذلك بتوثيق رحلته إلى هناك،

ولم يكن يعلم أن رحلته هذه سوف تكون:

بداية لاختراع كاميرات «كوداك» الشهيرة، وأن اسم عائلته،

سوف يرتبط بهواية وحرفة التصوير، مهما تتقدم تلك الصناعة.

عالم الصورة:

حمل جورج معه كاميرا بدائية، بحجم فرن مايكرويف، وتعمل بألواح الكولوديون الرطبة،

حيث لم تكن الأفلام الخام الجافة قد اختُرعت بعد.

وعلى الرغم من المعاناة التي لاقاها في حمل الكاميرا خلال رحلته إلى الكاريبي،

فإنه شُغف بعالم التصوير، حتى إنه نسي هدفه الرئيس من الرحلة، وكان من الطبيعي أن يفشل في مهمته التجارية.

تلبسه شيطان التصوير:

عاد جورج كوداك إلى نيويورك، وقد تلبسه شيطان التصوير،

فأخذ يبحث عن كل ما يتعلق به من معدات ومواد كيماوية ومستلزمات أخرى،

وبدأ يتعلم كيف يصنع شرائح أو ألواح التصوير بنفسه،

بعد أن قرأ خبراً عن تصنيعها في بريطانيا، وذات ليلة، وهو منهمك في صنع لوح،

تساءل: لماذا لا تكون هناك شرائح جافة؟

ولم ينتظر كثيراً لتحقيق فكرته التي قلبت عالم الصورة رأساً على عقب، وطوال 3 سنوات،

يعمل ليلا بالمختبر ونهارا بالمصرف:

كان يقضي ليله في تجربة صنع شرائح جافة للتصوير الفوتوغرافي، باستخدام بروميد الفضة،

ويذهب بالنهار إلى عمله بالمصرف، ونجح في ابتكار ماكينة صغيرة، ساعدته على تحقيق فكرته،

وصنع أكبر عدد من الألواح الجافة.

قدم إستقالته من المصرف ليتفرغ للتصوير:

عندما وجد جورج كوداك أن عمله بالبنك يقف عقبة في سبيل إكمال مشروعه، قدم استقالته،

وأسس شركة خاصة لصناعة شرائح التصوير،

وبدأ يوزع منتجاتها على عملائه،

إنتكاسة ولم يتراجع حتى تحقيق حلمه:

لكن سرعان ما تلقى شكاوى من بعضهم من أن هذه الشرائح تتلف بسرعة، فاضطر إلى سحبها،

وردّ إلى عملائه ما دفعوه فيها كاملاً، ما كبده خسائر مادية كبيرة،

غير أنه لم ييأس، ولم يتراجع عن تحقيق حلمه،

وفي سنة 1880م، ارتفع إنتاج الشركة إلى 4 آلاف لوح تصوير.

صانع الثورة الفنية والتاريخ:

في سنة 1888م، كان جورج إيستمان كوداك على موعد مع صناعة التاريخ،

حين فكر في لف شرائح التصوير الجافة وجعلها شريطاً (الأفلام)،

حول عمود يسمح لها بالدوران بحركة انسيابية

في أثناء التقاط الصورة، أو عند تجهيزها آلياً لالتقاط صورة جديدة، وفي السنة نفسها،

نال براءة إختراعه للكاميرا:

أحدث ثورة في عالم التصوير الفوتوغرافي،

عندما سجل براءة اختراع لكاميرا تعمل عن طريق لف الفيلم على بكرة،

فتسمح بالتقاط 100 صورة، إضافة إلى ميزة أخرى، وهي صغر حجمها،

حتى إنها سمحت لغير المحترفين بتسجيل لحظات حياتهم ومناسباتهم العائلية والخاصة في صور،

كاميرا كوداك:

وأطلق عليها بالطبع اسم «كاميرا كوداك»، وكانت تباع مقابل 25 دولاراً

(تعادل قيمتها السوقية اليوم نحو 760 دولاراً)،

وجاءت على شكل صندوق مغطى بالجلد، مع عدسة دائرية،

وزرّ على الجانب لالتقاط الصورة،

ولا تزال كاميرات كوداك حتى يومنا هذا،

من أشهر الأسماء في عالم الصورة، وما زال شعار الشركة القديم

«اضغط على الزر، واترك لنا الباقي»،

ماثلاً في أذهان عشاق فن التصوير الفوتوغرافي.

وهكذا اصبح جورج إيستمان المخترع الذي غير مفهوم الصورة في العالم:

جورج إيستمان المخترع الذي غير مفهوم الصورة في العالم

جورج إيستمان

جورج إيستمان هو رجل أعمال ومخترع في آن واحد،

وهو مؤسس شركة Eastman Kodak للتصوير والكاميرات

ومخترع أسطوانات الأفلام التي غيرت مفهوم الصورة في العالم،

ويشتهر إيستمان بأعماله الخيرية في مختلف المجالات والبلدان.

المولد والنشأة:

ولد جورج إيستمان في الثاني عشر من يوليو عام 1854م في منطقة ووترفيل بمدينة نيويورك الأمريكية،

وقضى طفولته في مزرعة العائلة وكان والده يملك منشأة تعليمية تدعى كلية إيستمان التجارية في منطقة روشستر.

انتقل إيستمان مع عائلته إلى روشستر في عام 1860م

وتوفي والده .ثم ذهب بعدها بسنتين ليعيش مع أخوته تحت رعاية والدته،

ودرس في مدرسة عامة في المنطقة لكن ظروف العائلة دفعته لعدم إكمال دراسته

والبدء بالعمل في أحد مكاتب التأمينات، لكنه استكمل تعليمه فيما بعد بشكل خاص.

قرر إيستمان في عام 1877م أن يبدأ العمل في مجال العقارات وتوجه إلى جزيرة هيسبانيولا في الكاريبي

والتي كانت تشهد  فورة في شراء الأراضي،

واصطحب معه كاميرا لتوثيق رحلته، ورغم أنه لم يحقق أرباحاً في رحلته إلا أن الكاميرا بقيت معه لتوثق رحلته.

عمله كمصور:

بعدها بفترة قصيرة بدأ إيستمان العمل كمصور وكان التصوير وقتها مهنة صعبة وشاقة

خصوصاً مع ضخامة حجم الكاميرات وعدم دقتها،

وكان إيستمان متأثراً بالمصورين

الشهيرين :

جورج مونرو و جورج سيلدن الذين علماه الكثير حول التصوير.

مشاركته بإختراع حامل الفيلم:

في سنة 1884م اخترع إيستمان و صديقه ويليام ووكر حاملاً للفيلم خفيف الوزن،

ويمكن وضعه داخل أي كاميرا، وحصلا على براءة اختراعه عام 1886م

وحقق هذا الاختراع نقلة كبيرة وجعل التصوير في الطبيعة أسهل من قبل.

إختراعه كاميرا بسيطة:

اخترع إيستمان بعدها كاميرا سهلة الاستعمال جداً

وكانت تكلفتها 25 دولاراً فقط وتحوي فيلماً يلتقط 100 صورة،

وكانت في البداية تتطلب من الزبون أن يلتقط صوره ثم يرسل الفيلم للشركة

التي يتعامل معها إيستمان والتي تقوم بتحميض الصور وإعادتها مقابل 10 دولارات.

تأسيس شركة كوداك إيستمان :

في عام 1892م أسس إيستمان شركة Eastman Kodak في منطقة روشستر

وامتلكت الشركة مصنعاً إضافياً في منطقة هارو  بإنجلترا،

وعمل إيستمان كرئيس مجلس الإدارة ورئيس الشركة.

اخترع ثلاثة كاميرات

( للجيب وقابلة للطي وللأطفال ) :

توالت اختراعات إيستمان في السنوات التالية حيث أطلقت الشركة كاميرا Kodak للجيب عام 1897م

والكاميرا القابلة للطي سنة 1898م

وأتبعتها بكاميرا مخصصة للأطفال وتدعى Brownie.

إنتاج كوداك إيستمان أشرطة الفيلم:

في عام 1903م بدأت شركة Eastman Kodak بإنتاج أشرطة الفيلم غير القابلة للالتواء

والتي كانت تسبب مشاكل سابقاً للمستخدمين،

وسجلت كبراءة اختراع باسم الشركة.

إخترع  نظارات وكاميرات للتصوير الحربي:

أثناء الحرب العالمية الأولى شارك إيستمان مع شركته

في مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية على بناء صناعتها الكيميائية الخاصة

ووقف الاعتماد على التزويد الألماني،

وطورت كاميرات خاصة لالتقاط الصور من الطائرات الحربية

ونظارات غير قابلة للكسر لأقنعة الغاز التي يستخدمها الجنود.

شركة Eastman Kodak استمرت بالنمو بشكل مبهر

ففي عام 1900م كانت تملك أكثر من 3000 موظف ليصل إلى أكثر من 15000 موظف في عام 1920م،

ورغم وفاة المخترع الكبير جورج إيستمان في عام 1932م

فإن الشركة استمرت بالنمو لتصبح في عام 1976م

مالكة 75% من مبيعات الكاميرات

و 90% من مبيعات أشرطة الفيلم في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

الرسالة الأخيرة :

في سنة 1924م، تبرع جورج إيستمان كوداك للمؤسسات والمشروعات الخيرية بـ 75 مليون دولار من ثروته،

التي قُدرت حينذاك بنحو 160 مليون دولار،

وشارك في تجديد «مدرسة إيستمان للموسيقى»، وبنى معاهد للطب العام وطب الأسنان في مسقط رأسه روتشستر.

كما جدد مشروع مستشفى طب الأسنان «إيستمان» بلندن،

وقدم تبرعات كبيرة لجامعة التكنولوجيا في روتشستر وماساتشوستس،

إضافة إلى تبرعات أخرى لجامعات السود بالجنوب الأمريكي، وللخدمات الصحية بالمناطق الفقيرة في لندن،

ومدن أوروبية أخرى. وفي العامين الأخيرين من حياته، عانى من آلام شديدة بالعمود الفقري،

إلى درجة أنه كان يستعين بعكازين ليتمكن من المشي، وتم تشخيص حالته بأنها «شلل جزئي».

وبعد أن ماتت أمه متأثرةً بسرطان الرحم، ساءت حالته النفسية، وأصابته نوبة اكتئاب حادة،

دفعته إلى إطلاق الرصاص على نفسه في يوم 14 من مارس سنة 1932م،

المهمة انتهت لماذا الإنتظار:

تاركاً رسالة خطية تقول «أصدقائي، مهمتي اكتملت، فلماذا الانتظار؟».

اترك تعليقاً