شركة نيورالينك وشريحة الدماغ.تحفة إيلون ماسك للعلاج المستقبلي مع تساؤلاته الأخلاقية
شركة نيورالينك وشريحة الدماغ
وتهدف الشركة على المدى القصير إلى مساعدة المرضى الذين يعانون من إصابات الدماغ وإصابات العمود الفقري
من خلال تمكينهم من التحكم في الهواتف وأجهزة الكمبيوتر بعقولهم.
ويقوم بذلك عن طريق زرع جهاز في الجمجمة يُطلق عليه اسم التخاطر،
وهو عبارة عن قرص دائري متصل به خيوط قطبية يتم إدخالها في أنسجة المخ.
ما هو جهاز نيورالينك:
مُنجز طبي بحلول أغسطس 2020،
تمت الموافقة على جهاز ارتباط القراءة / الكتابة المسمى Neuralink 1024-Electode
كجهاز اختراق من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية
والذي يسمح باستخدامه في اختبارات بشرية محدودة
بموجب إرشادات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاختبار الأجهزة الطبية.
ماذا تعالج شريحة نيورالينك:
سمحت هيئة الغذاء والدواء الأميركية لشركة نيورالينك المملوكة
لرجل الأعمال إيلون ماسك
بزرع شريحة أنتجتها في دماغ مريض بهدف معالجة مشاكل الاضطرابات العصبية والشلل.
***
ماسك مؤسس شركة نيورالينك:
شركة نيورالينك تستعد لزراعة شريحة في دماغ متطوع جديد
أعلن إيلون ماسك، مؤسس شركة نيورالينك،
أن الشركة تستعد لإجراء ثاني عملية تجريبية لزراعة شريحة في دماغ متطوع بشري،
ومن المتوقع أن تُجرى العملية خلال الأسبوع القادم،
كجزء من جهود الشركة لتحسين تقنية:
“واجهة التواصل بين الدماغ والحاسوب” (brain-computer interface).
وتهدف شركة نيورالينك إلى تطوير واجهة عصبية تستخدم إشارات الدماغ للتحكم في الأجهزة الإلكترونية الخارجية،
وصممت الشركة منتجها الرئيسي “تيليباثي” (Telepathy)
بهدف مساعدة الأشخاص المصابين بالشلل على تشغيل الحواسيب بمجرد استخدام أدمغتهم فقط.
كما تطور منتجا آخر باسم “بلايندسايت” (Blindsight) لتوفير الرؤية الاصطناعية للمكفوفين.
وفي مقطع الفيديو الذي نشره حساب الشركة على منصة إكس،
شبّه إيلون ماسك هذا الجهاز بساعات فيتبيت الرياضية أو آبل ووتش، لكنه يأتي بأقطاب كهربائية صغيرة،
مشددا على إمكانيات هذه الواجهة في دمج الذكاء البشري والرقمي للحد من المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
كان نولاند أرباو هو أول شخص يخضع لعملية زرع تلك الشريحة في يناير/كانون الثاني الماضي.
أرباو، الذي شُلّ من الكتفين إلى أسفل نتيجة حادث سباحة في عام 2016م،
استفاد في البداية من الجهاز واستخدمه لتصفح الإنترنت وفي التواصل. لكن ظهرت بعدها بعض المضاعفات،
عندما انفصلت بعض الأسلاك المزروعة عن دماغ المتطوع،
وهذا ما قلل من فعالية الجهاز. فاضطر مهندسو نيورالينك
إلى تعديل خوارزمية التسجيل العصبي وتحسين ترجمة الإشارات العصبية لتعزيز أداء الشريحة.
وفي مقطع الفيديو، شرح مسؤولو نيورالينك التعديلات التي أدخلوها لتجنب مثل تلك المشكلات السابقة،
إذ حددوا أن الهواء المحبوس داخل جمجمة أرباو بعد الجراحة سبب محتمل لانفصال هذه الأسلاك.
بناءً على هذا، ستركز العملية الجديدة على إزالة هذا الفراغ الهوائي وإدخال الأسلاك بعمق أكبر في نسيج الدماغ.
كما سيتولى الجراحون إعادة تشكيل سطح الجمجمة لتقليل الفجوات والضغط على تلك الأسلاك.
وأوضح ماثيو ماكدوغال، رئيس جراحة الأعصاب في نيورالينك، هذه الخطوات بقوله:
“نعتقد أن الحل الأكثر وضوحا للأسلاك التي انفصلت عن الدماغ هو إدخالها بعمق أكبر
. سنوسع نطاق الأعماق التي ندخل فيها تلك الأسلاك”.
كما تهدف نيورالينك إلى زرع الجهاز في أدمغة عدة مشاركين آخرين هذا العام،
مع احتمال وصولها إلى “عدد فردي مرتفع” من المشاركين في الدراسة، وفق ما أوضح المسؤولون.
وحددت الشركة هدفا بتسجيل 3 مشاركين في دراستها الحالية على موقع:
ClinicalTrials.gov
***
وقال ماسك إن شركة Neuralink ستجري بعض التغييرات في العمليات الجراحية القادمة
لمحاولة التخفيف من مشكلة تراجع خيوط الأقطاب الكهربائية من أنسجة المخ.
وتشمل الإصلاحات المقترحة إزالة الجيب الهوائي،
وهو جزء طبيعي من جراحة الدماغ،
والذي ربما ساهم في سحب الخيوط في الجراحة الأولى.
وستهدف الشركة إلى إدخال الخيوط بشكل أكثر دقة في ثنايا الدماغ،
ووضع الغرسة بشكل متسق مع محيط الجمجمة.
وناقش الفريق أيضاً في الفيديو الأجيال القادمة من الجهاز.
وقال ماسك إنه من الممكن للمرضى الذين لديهم موديلات قديمة أن يقوموا بالترقية إلى موديلات أحدث.
وضرب مثالاً: “أنت تريد آيفون 15”. “ليس آيفون 1”.
وفي نهاية العرض، أكد ” ماسك ” على الرعاية الجيدة
التي توليها شركة Neuralink للحيوانات التي تستخدمها في الأبحاث.
وقال: “إننا نبذل كل ما في وسعنا لتحقيق أقصى قدر من رفاهية الحيوانات”.
وقد تعرضت الشركة الناشئة لانتقادات في الماضي بسبب الطريقة التي تعامل بها الحيوانات في المختبر.
***
شريحة الدماغ من نيورالينك..علاج مستقبلي يطرح تساؤلات أخلاقية
هل يمكن أن يكون لزرع شرائح ذكية في الدماغ تأثير على صحة الإنسان؟
وما طبيعة هذا التأثير؟ عاد هذا السؤال ليبرز من جديد بعد قيام شركة نيورالينك بزرع شريحة ذكية في دماغ بشري.
وبعد تجارب على الحيوانات، قامت شركة نيورالينك Neuralink –
وهي شركة للتكنولوجيا العصبية تعمل على تطوير واجهات دماغية حاسوبية قابلة للزرع –
بزرع أول شريحة ذكية من نوع (BCI) “واجهة بين الدماغ والحاسوب” brain-computer interface”
داخل دماغ بشري، وفقًا للملياردير الأمريكي إيلون ماسك المؤسس المشارك في نيورالينك.
وفي 29 يناير، كتب ماسك على منصته للتواصل الاجتماعي اكس، أن النتائج كانت “واعدة”.
ومنذ تأسيسها في عام 2016 عملت الشركة على تطوير شريحة كمبيوتر مصممة ليتم زرعها في الدماغ،
بهدف مراقبة نشاط آلاف الخلايا العصبية.
وتتكون الشريحة – التي تسمى تيليباثي Telepathy – من مسبار صغير يحتوي على 1024 قطبًا كهربائيًا،
متصلة بخيوط مرنة أرق من شعرة الإنسان.
ويسجل كل واحد من هذه الأسلاك الصغيرة النشاط الكهربائي للخلايا العصبية في الدماغ،
لكنه لا “يتحكم” في الخلايا العصبية.
وقالت شركة نيورالينك إنها تهدف إلى مساعدة المرضى
في التغلب على الحالات العصبية مثل العمى والشلل.
خيال علمي أم حقيقة؟
ولكن هل يمكن بالفعل تنفيذ أي فكرة من أفكار الخيال العلمي التي طرحها ماسك ممكنة؟
الإجابة باختصار: لا.
يقول جياكومو فالي:
مهندس الأعصاب في جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة،
إن كمية المعلومات التي يمكننا فك تشفيرها من الدماغ محدودة للغاية..
“نحن لا نستطيع قراءة أفكار الناس”.
ويتفق مع هذا الرأي خوان ألفارو غاليغو،
الباحث في واجهة الدماغ والحاسوب BCIs في إمبريال كوليدج لندن،
قائلًا إنه من الصعب أن نتخيل أن هذه الأجهزة يمكنها قراءة عقول البشر، وأضاف:
“المشكلة الأساسية هي أننا لا نعرف حقًا أين أو كيف يتم تخزين الأفكار في الدماغ.
لا يمكننا قراءة الأفكار إذا لم نفهم علم الأعصاب الذي يقف وراءها.
كما هو الحال في فيلم “ذا ماتريكس”.صورة من: Jean-Christophe Bott/dpa/picture alliance
أهداف أخرى:
ومع ذلك، تحدث ماسك عن أهداف أخرى لشريحة الدماغ تذكرنا بقصص وأفلام الخيال العلمي.
قال ماسك في عام 2020 إن “المستقبل سيكون غريبًا”.
بالإضافة إلى معالجة المشكلات الصحية،
قال ماسك إنه يريد ربط الدماغ بأجهزة الكمبيوتر للسماح بتنزيل المعلومات والذكريات من أعماق العقل،
كما حدث في فيلم الخيال العلمي “The Matrix”.
وقال ماسك أيضًا إنه يريد تزويد البشر بـ “رؤية خارقة” وتحقيق التخاطر البشري،
وهو ما قال إنه سيساعد البشرية على الانتصار في الحرب ضد الذكاء الاصطناعي.
وعرض ماسك تقنية نيورالينك لأول مرة في عام 2019،
حيث قدم خنزيرًا بشريحة ذكية أنتجتها الشركة مزروعة في دماغه،
كما أظهر مقطع فيديو قرد يتحكم في لعبة الفيديو Pong بعقله.
لكن إمكانات BCIs تتجاوز بكثير ممارسة الحيوانات للألعاب.
وقال غاليغو إن التكنولوجيا تم تطويرها لأول مرة لمساعدة الأشخاص المصابين بالشلل
بسبب إصابات العمود الفقري أو حالات مثل متلازمة المُنحَبِس locked-in syndrome،
وفيها يكون المريض واعيًا تمامًا ولكن لا يستطيع تحريك أي جزء من الجسم باستثناء العينين،
وبهذا يمكن للشريحة مساعدته على التواصل. وأضاف:
“إذا تمكنت من ترجمة الإشارات العصبية الداخلية إلى كلمات على جهاز كمبيوتر، فسوف يغير ذلك حياتهم”.
في هذه الأنواع من الحالات، تم تصميم واجهات التواصل بين الدماغ (BCI)
لتسجيل الإشارات الكهربائية من الخلايا العصبية في “القشرة الحركية”،
ثم إرسال الإشارات إلى جهاز كمبيوتر حيث يتم عرضها كنص.
ولا يُعتقد عادةً أن القشرة الحركية تشارك في عمليات التفكير،
وإنما يتم إرسال تعليمات الحركة إلى الجسم، مثل حركات اللسان وعضلات الفك اللازمة للكلام.
والواقع أن ما تسجله الأقطاب الكهربائية هو خطة حركية، وبشكل أكثر دقة،
النتيجة النهائية لجميع العمليات في أجزاء مختلفة من الدماغ (الحسية واللغوية والمعرفية) المطلوبة للتحرك أو التحدث.
“لذا فإن أجهزة BCI لا تسجل الأفكار حقًا، بل هي خطة الدماغ لتحريك إصبع هنا، أو ساق هناك، أو فتح فم لإصدار صوت”.
وقال غاليغو: “أظهر العلماء أيضًا أنهم يستطيعون قراءة نية القشرة الحركية لرسم أو كتابة
حرف”.. “باستخدام النمذجة المعقدة [مع الكمبيوتر المتصل بالدماغ]،
سمح هذا للمشاركين المصابين بالشلل بكتابة 90 حرفًا في الدقيقة، وهو ما كان بمثابة تقدم كبير”.
المساعدة على الشعور والمشي مرة أخرى:
وفي عام 2016 حدث تقدم آخر عندما صافح باراك أوباما، الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت،
يد ناثان كوبلاند الآلية. وشعر كوبلاند، الذي أصيب بالشلل بعد تعرضه لحادث سيارة،
بمصافحة أوباما كما لو أنهما يلامسان جلد بعضهما بالفعل.
وقال غاليغو: “لقد أظهر هذا الأمر قدرة مختلفة لواجهات التواصل بين الدماغ والكومبيوتر(BCIs).”
وأضاف أنه “بدلاً من استخدام الأقطاب الكهربائية للتسجيل من الدماغ وتفسير الحركات المقصودة،
قام العلماء بدلاً من ذلك بتحفيز الدماغ بتيارات صغيرة لإنتاج الإحساس”.
في حالة كوبلاند، تم زرع جهاز BCI يسمى “مصفوفة يوتاه”
في دماغه لتحسين أداء الجزء المعاق من جهازه العصبي.
تم زرع الجهاز – الذي أنتجته شركة منافسة لشركة نيورالينك –
في قشرته الحسية وتم توصيله بأجهزة استشعار في نهاية يده الآلية.عندما صافح كوبلاند أوباما،
أرسلت تلك المستشعرات إشارات تسبب شحنات كهربائية في
القشرة الحسية لتحفيز منطقة التحكم في “اليد” في الدماغ،
مما سمح لكوبلاند “بالشعور” بيد الرئيس.
وفي الآونة الأخيرة، تم تزويد مريض يعاني من إصابة في النخاع الشوكي
ناجمة عن حادث دراجة بواجهة الكترونية بين الدماغ والعمود الفقري مما مكنه من المشي بشكل طبيعي مرة أخرى.
وقد مكن الجهاز إشارات أصدرها من الدماغ من الاتصال بالمناطق الحركية في الحبل الشوكي
تحت مستوى الضرر، وبالتالي تجاوز الإصابة.
وتمثل هذه الإمكانات الجديدة لواجهات الدماغ المعرفية الجيل التالي من التحفيز العميق للدماغ،
وهو علاج يتضمن زرع أقطاب كهربائية في مناطق الدماغ لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الحركة.
وقال غاليغو : “لقد كانت هذه التقنيات موجودة منذ فترة،
فيما يستخدم التحفيز العميق للدماغ لمساعدة آلاف الأشخاص المصابين بمرض باركنسون منذ التسعينيات”
معرض الصور:
****
المراجع والمصادر:
https://p.dw.com/p/4bsDJ