قصيدة بعنوان: من وراء المحيط ..للشاعر المهاجر: عبدالله ابراهيم جربوع.
* من وراء المحيط
هناك في الحي المحزون شجرة عمرها الف و الف و عقدين و لمحة داكنة ،،،
ندور حولها فنجني حكاية تهتز لها الدفاتر العائمة ،،،
و بيت لحم يهرول إلى خلف المحيط وكأنه سفينة سائرة ،،،
و حين ترسو الحيرة في مرفأ
الأحرار تبيض وجوه و تسود أخرى ،،،
و ما بين المسافات تصرخ الحناجر
أن حي على الخروج إلى الزقاق
من أجل أطفال سئموا زنانة قاهرة ،،،
حي على الفلاح من أجل خيام حرقتها
حمم الردى و شمس فاقعة ،،
هناك في المدن الساهرة ،بين الصحراء و بين الكنانة لا صرخة و لا قطرة وداد عابرة ،،،
و البراءة ملئ العين ترى لكن الأبصار و البصيرة تمضي إلى حيث تحطمت القافلة ،،،
فلا تقل يا صاح أن الأحرار أشرار
إنما الشر يرسو في صدور هالكة ،،،
صدور هانت عليها صرخة الحرائر و أجواف خاوية ،،،
كل شيء بقضاء و قضى ربنا أن
تسمع أصوات تهتف بإسم الرضيع في ميادين ناصرة ،،،
النصر من عند الناصر ،و إني سمعت و أبصرت أحرارا ينطقون بالحق و أصداء الأعراب شاردة ،،،
و إني أراني وكأني أرى الكوكب
يشرق من غربه و يغرب عن وجه الذل في شرقه،،،
و تلك الأرض التي سكنت في أخلاد
قوم رحلت من صمت أقوام ،،،
كم سئمت خطاب الفقيه في حضرة السلطان وكم كرهت نوافل حاجبه،،،،
و كأنني سمعت مخمورا يتسكع بين الحانات ،،،
ظلل العروبة خلف السراب
تنتظر من و هجه معجزة ،،،،
حتى أنساها الخطف حكاية كنعان و قصة يوسف و العذراء و المسيح و أنساها كيف تتسعر العاقبة ،،،
و أنا بين لوائح التخمين تؤرقني دمعة و تطوف من حولي كراسة خاوية ،،،
أ أكتب قصيدة داكنة ؟
أم أهز جذع العروبة لعلها
تفند سيرتها أو تلطم الناصية ،،،
بلادي بلادي صلبوك على وتد الدهر
حتى أضحت الأوتاد مقتلة ،،،
أأكتب قصيدة كاذبة أم بإسم الحق
أكتب عن خيبة في بيت قصيد
أطرافه باكية،،،
عبدالله ابراهيم جربوع