* كتبت : سمر محفوض..
قراءة وتحليل للجزء السادس من رواية “بساتين عربستان: عرين الأسد”.
رواية بساتين عربستان الجزء 6 هو الأخير من سلسلة الفنتازيا التاريخية
تجمع بين الواقع التاريخي والمخيال المحلق الإبداعي، معتمدة على ادوات الفنتازيا والرعب والرومانسية
كما الاجزاء السابقة التي انجزها:
الكاتب السعودي أسامة المسلم
والتي افرد لها مساحة للاحداث تاريخيا، القرن السابع الميلادي، في حقبة الحروب الفارسية و العربية.
كتاب بساتين عربستان 6 هو رواية مثيرة ومليئة بالتشويق والإثارة:
تتناول هذه الرواية المواجهة الحاسمة بين رئيس طائفة المتنورين وعصبة نافجة التي تسعى لاستعادة الأرض التي تم احتلالها من قبل المتنورين والماران.
عابر بتفاصيل ماعانته نافجة بنت أملج، الامراة تلصلبة زالغشجاعة وهي تقود جيشاً من العرب لمواجهة الفرس وحلفائهم.
عارضا سلسلة من المواجهات والتحديات والاخطار مابين السحر الى الخيانة والمؤامرة والوحوش ،فتصارع لجماية موطنها وشعبها من الغزاة، وأن تثبت وقعها كزعيمة ومحاربة.
كيف ستواجه عصبة نافجة تحدي المتنورين الذين يمتلكون قوة عسكرية هائلة بدون أي قوى خارقة؟ سرال تجيب عنهتفاصيل السرد في الرواية.
هذا الجزء كان مثيراً بشكل استثنائي، وتميز بوتيرة سريعة ومشوقة. على الرغم من أنه كان الأطول في السلسلة،
ولكنه تميز بالتشويق العالي وهذا يعكس براعة “أسامة المسلم” في إبقاء القارئ شغوفاً بقراءة صفحات الرواية ومهتماً حتى النهاية.
في هذا الجزء، يبرز أسلوب أسامة المسلم في خلق الشخصيات وربطها ببعضها البعض في سياق الأحداث،
مما يجذب القارئ ويحفزه على متابعة القصة حتى النهاية.
في “عرين الأسد”، تتطور الشخصيات الرئيسية وتتغير تصرفاتها تأثراً بالأحداث المشوقة التي تجري في الرواية.
كما يتم توضيح دوافع تصرفاتهم من خلال ذكر أحداث من ماضيهم. هذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا نشعر بالرغبة في متابعة قراءة الرواية،
لنكتشف تفاعل الشخصيات الرئيسية مع ما يحدث لهم. ومن بين الشخصيات الرئيسية في هذا الجزء:
سدرة، نافجة، دعجاء، العوراء، هند، والرئيس الكبير لطائفة المتنورين.
بعض الملاحظات حول الرواية:
– فيما يتعلق بشخصية العوراء، كانت هناك فرص كثيرة لتطوير شخصيتها وجعلها تكتشف قوتها وتشارك في المعارك المتعددة في هذا الجزء.
لكن للأسف، استمرت كما هي، ضعيفة وخائفة، دون أي تطور ملحوظ من الجزء السابق.
– بالنسبة لسدرة، الساحرة اليمامة المشهورة، كان من الممكن أن يخصص لها مزيداً من الوقت في الأحداث،
وذكر بضعة تفاصيل عن ماضيها والسبب الذي يدفعها لكراهية اسمها.
– أيضاً، كان هناك وجود دعجاء في الرواية، وكان بالإمكان توظيف وجودها لسرد قصص وأحداث تتعلق بشخصيات أخرى مثل:
رئيس المتنوريّن، العوراء، وسدرة.
ولكن للأسف، لم يتم استغلال الشخصية بشكل كافٍ لإثراء القصة بمزيد من التفاصيل والتشويق.
– تمتلك أنمار الآن القناع الذهبي، وعلى الرغم من أنها لم تتمكن من العثور عليه في الجزء السابق
“الساحرة الهجينة”،
إلا أنه فجأة ظهر في حقيبتها. هذا التفصيل مهم لأن القناع ظهر في
عدة أحداث في “عرين الأسد”.
– لم يتم ذكر قصة الرئيس الكبير وما حدث له حتى أصبح رئيساً للطائفة الجنتيه للمتنوريّن.
كان من المفترض أن توضح هذه القصة سبب تصرفاته في النهاية، ويعتبر ذلك مهماً لفهم شخصيته.
– نهاية الصراع بين نافجة ورئيس طائفة المتنوريّن كانت غير مرضية بسبب النقاط المذكورة أعلاه.
كانت الأحداث في الصفحات الأخيرة مثيرة للاهتمام وأثارت فضولي لمعرفة النهاية،
تمنيات لأسامة المسلم:
ونتمنى على أسامة المسلم حين يقوم بكتابة الجزء السابع ان يجعل احداثه منفصلة ،
فربما تفقد الحكاية سحرها لو استمرت الشخصيات بالتعداد وتدخل الى منطقة التكرار والملل،
بان يكون الشكل السابع رواية مستقلة:
ومن الأفضل إذا كان هناك جزء سابع ان يكون على شكل رواية مستقلة
تركز على قصة رئيس طائفة المتنوريّن بدون وجود أي شخصيات من
“بساتين عربستان” السابقة.
* كتبت : سمر محفوض..
قراءة وتحليل للجزء السادس من رواية “بساتين عربستان: عرين الأسد”.
**
المصدر