*نقدم لكم كنوز ثقافات بائدة.بأميركا الجنوبية ..- ترجمة : محمد الدنيا
كنوز ثقافات بائدة بأميركا
الكنوز البائدة الثقافبة بأميركا اللاتينية:
بين عامي ١٥٠٠ ق.م و ١٥٠٠م، ولدت حضارات وحضارات في أميركا الجنوبية،
وتطورت بطول سلسلة جبال الأنديز.. حضارات «موشيكا » و «شافان» و «ناسکا» و «باراکاس»
و «فیکوس» و «هواري» و «لامبايكا » و«شيمو» والـ «إنكا»
إلا أن هذه الأخيرة ابتلعت الحضارات كلها، وكانت الأكثر شهرة.
كان القاسم المشترك بين هذه الحضارات المختلفة هو عبادة الذهب
الذي تجسدت فيه مرآة رؤيتها للعالم هذا العالم الذي احتل فيه الأصفر الرنان منازل مرموقة..
لا تخصب الأرض إلا به، وهو يخص الآلهة وحدها، واستعماله حكر على السادة وكبار الكهنة.
إلا أن المغامرين، منذ القرن السادس عشر، عاثوا سلباً ونهباً في تلك البقاع «الذهبية»
وحولوا «ذهب الآلهة» إلى مجرد سائل. وقد تمكنت التنقيبات الأثرية الحديثة،
المشروعة وغير المشروعة من إماطة اللثام عن بعض أسرار وأساطير هذه الحضارات الذهبية.
مغامر و الغرب : عاثوا فساداً – بحضارة أميركا . اللاتينية وحولوا «ذهب . الآلهة» إلى مجرد سبائك.
«مانكو كاباك» أشار بعصاه الذهبية فكانت عاصمة امبراطورية «الإنكا».
هدا مو النفائس دمروا إلى الأبد شواهد ثمينة لثقافات هامة.
لقد خلق ويراكوشاء الكون غير أن الأرض السابحة في الظلمات،
كانت معمورة بالوحوش حينذاك، شاء ويراكوشاء أن يخلق «انتي» إله الشمس و كويلا» آلهة القمر.
ومن اقترانهما جاء مانكو كباك» و «ماما أكلو».
لقد انبثقا من أعماق بحيرة «تيتيكاكا» التي تقع على ارتفاع ٤٠٠٠ م في قلب جبال الأنديز «أميركا الجنوبية»
ليشيدا امبراطورية أبناء الشمس»، كان «مانكو كاباك» يهتدي بعصا ذهبية،
ولما انغرست هذه العصا بسهولة في أحشاء الأرض،
توجب أن يوضع في نفس المكان أول حجر في عاصمة الأمبراطورية الإنكاوية سرة العالم.
وسوت العصا الذهبية الجبل وأخصبت التربة كي تنمو فيها الذرة الصفراء والكوكا، النباتان المقدسان.
لقد أبدعت قبائل الإنكا هذه الأسطورة لتسويغ سيطرتها على القبائل السالفة.
الواقع تجسدت مآثرهم في حسن إدارة الأرض،
ولكن ليس لزمن طويل قرنين من الزمن مستفيدين من معارف سابقيهم ممن سكنوا تلك الديار.
قبل قبائل الإنكا بزمن طويل، كان فن ري الأرض وزراعتها،
وكذلك معالجة المعادن، في وضع متطور ومزدهر، ومن أجدادها، اقتبست الإنكا أيضا مفاهيمها حول العالم،
ومنها مفهوم الكون ذي الأبعاد الأربعة العلاقة بين العالم العلوي «السماء» والعالم السفلي الأرض»،
وعالم اليمين وعالم الشمال في داخل القبور كانوا يضعون الذهب «الشمسي»
إلى يمين الميت والفضة «القمرية إلى شماله، فضلاً عن علاقة التشابه بين الشمس والذهب والذرة الصفراء من جهة،
والقمر والفضة والكوكا من جهة أخرى.
والكوكا هي النبتة التي يستخرج منها الكوكايين اليوم كما هو معروف
ونعثر على المفهوم نفسه لدى قبائل «موشيكا» «۱۰۰ ق.م – ٦٠٠ م».
عند موت أحد سليلي الآلهة «أفراد الإنكا»،
كان الذهب يدفن قرب جثته، مع ثرواته كلها وكذلك خدمه الأقرب، وخليلاته.
وتتيح وفرة القطع الذهبية ما قبل الكولومبية «ما قبل كولومبوس»
المدفونة في القبور
الاعتقاد بأنها كانت عبارة على حلي وأدوات زينة، وليست قطعاً نقدية من تلك المخصصة للتبادل.
ويرى المؤرخون أن «التبادلية» كانت تتفوق على «التجارية» في هذه المجتمعات.
فمثلاً، كانت الإثنيات الخاضعة لسيادة الإنكا تثاب على عملها بالذرة الصفراء والكوكا والثياب والـ «مولو»
الذي هو نوع من الصدف الثمين جدا.
كانت نظرة المغامرين الأسبان الذين حطوا الرحال على الشاطئ الغربي لأميركا اللاتينية مختلفة عن مثيلتها المحلية حول الذهب.
كان محور أهداف حملات هؤلاء المغامرين هو الاستئثار بالثروات الجديدة
التي تمثلت قبل كل شيءفي «ذهب الآلهة» المشغول بعناية.
ويروي مدونو الأخبار أن المغامر الأسباني «بيزارو» بعد أن أسر الزعيم الإنكاوي «أنا هو البا،
طلب فدية هائلة كي يطلق سراحه «١٥٣٢م». ولهذا الغرض جمعت الحلي الذهبية من كل أنحاء الأمبراطورية،
لتساق بعدئذ إلى تسعة مصاهر ظلت النيران مشتعلة فيها أربعة أشهر متواصلة. وفضلاً عن هذه الفدية الذهبية،
نهب المغامرون مدينة «كوزكو» واستولوا على ٨ أطنان من الذهب ( ٥.٥ أطنان في روايات أخرى،
في حين لم يكن العالم القديم كله ينتج في أحسن الأحوال أكثر من ٧٦ كغ من الذهب سنوياً،
و ٦٠ طنا من الفضة، وأرسلوها إلى الوطن الأم وأعدم «بيزارو الزعيم الإنكاوي رغم حصوله على الفدية.
وهكذا حولت الأفاريز المطرقة بالذهب التي كانت تكسو جدران «كوريكانشا»
(معبد الشمس) وجسوره الفضية وفوارات فناءاته، وتماثيله اللامية (على شكل حيوان اللامة «الجمل الأميركي»
ومومياءاته الجالسة على عروشها، مع صولجاناتها، والآنية الاحتفالية وأطقم المجوهرات، إلى سبائك.
مع ذلك نجت الأضرحة ماقبل الإنكاوية من هذا النهب ذلك أن ال «هواكا» الأماكن المقدسة
التي دفنت فيها المومياءات وكنوزها،
كانت تشبه قوالب الشوكولا، الذائبة تحت الشمس، وفقا لعبارة عالم الآثار :
وولتر ألفا ولم يبدأ منتهكو حرمات القبور في «نبش» التراب بجنون،
وحفر الأنفاق الضيقة في الأهرام المجزوعة، على امتداد الصحراء الشاطئية
( ٨٠٠ كم شمال ليما، عاصمة البيرو)، بحثاً عن حلي القبور،
إلا مع بداية القرن العشرين وتزامن ذلك مع إنجاز علماء الآثار لأول تنقيباتهم العلمية،
التي أثبتت أن ثقافات أخرى مرهفة وبالأخص الـ «موشيكا» والــ «شيمو»
بين القرنين الحادي عشر والخامس عشر الميلاديين سبقت نشوء امبراطورية الإنكا.
لقد دمر هدامو النفائس هؤلاء إلى الأبد، شواهد ثمينة حول ثقافات هامة ازدهرت في البيرو القديمة،
بتخريبهم ألاف المقابر والأماكن المقدسة التي تعود في تاريخها إلى ما قبل أمبراطورية الإنكا .
سید «سیبان»:
في منطقة «سيبان وداخل ضريح واحد، عثر منتهكو حرمات القبور
على أكثر من مائة وعاء قرباني صنعت من الذهب المصمت الممتلئ المتماسك،
وأشارت تنقيبات عام ۱۹۸۷ إلى أن اثار هذا النوع ومن بينها قبر سيد «سيبان»
تعود إلى ثقافة الـ «موشيكا» كانت رفات هذا السيد مغطاة بكميات
ضخمة من الأدوات الذهبية أقنعة وأقراط ذهبية كبيرة الحجم،
وواقيات صدور، وأطقم مجوهرات وأغطية للرأس وسلاسل عنق، وصولجانات ذهبية وفضية، ودروع ذهبية.
كان عمر هذا الكاهن الكبير نحو ثلاثين عاماً عند مماته في القرن الثاني أو الثالث الميلادي،
وقد دفن مع امرأتين وخادم وكلب، ويوازي اكتشاف هذا القبر قيمة اكتشاف
قبر توت عنخ أمون في مصر. كان انفجار العدانة» أهم سمات الثقافة الموشيكاوية،
وقد أفادت منه الثقافات ما قبل الكولومبية في الصياغة التي جمعت بين الذهب والفضة والنحاس،
والأحجار الكريمة كالفيروز وعروق اللؤلؤ والأصداف الثمينة.
تنقيبات الـ «إلدورادو»:
تحت مياه بحيرة «غاتافيتا» الساكنة على ارتفاع ٣٦٠٠م م في قلب جبال الأنديز،
شمال شرق العاصمة الكولومبية «بوغوتا» ترقد أسطورة جنة الذهب «إلدورادو».
لقد بحث علماء الآثار لزمن طويل في هذا الموقع،
علهم يعثرون على ثمرة ذهبية أفلتت من أيدي مغامري القرن السادس عشر،
الذين ما ارتوى ظمأهم أبداً إلى المعدن الخيالي ، الغزير
في تلك المواقع والمصانع بكل الأشكال. من أين كل هذا الذهب؟
في الواقع اعتاد شيوخ قبائل ثقافة الـ «مويسكا»،
هذا المجتمع الذي يعود تاريخه إلى بداية القرن السابع عشر الميلادي،
إلقاء المصنوعات الذهبية في مياه البحيرة ضمن طقوس احتفالية متكررة، خلال الاعتدالات الربيعية،
لهذا، أم المغامرون الأسبان هذا الموقع، ولكن أيضاً بحثا عن ذلك الكائن الخرافي المسمى الـ «كاسيك»
ذي الجسد المزدان بشذرات الذهب برفقة كهنته، والمنتصب فوق جرف في وسط الماء،
دون أن يكون له شأن سوى إلقاء أكوام الجواهر والحلي الذهبية
والزمرد، كقرابين في وسط الماء، منجزا بذلك أحد أهم الطقوس ( طقس الخصوبة).
وهكذا جرى تنقيب هذه البحيرة مرارا بل لجأ بعضهم إلى شق الجبل في القرن التاسع عشر
بهدف تصريف مياهها فانخفض مستواها، وزحف النبات سريعاً إلى أطرافها. كل ذلك دون جدوى.
وجاء عام ١٩٦٩ ، لتنجلي الحقيقة وتتلاشى الأسطورة.
عثر المنقبون على تمثال بارتفاع ١٩,٥ سم من الذهب الخالص،
منذ ذلك الحين بات التمثال رمزاً لـ «إلدورادو» هذا البلد الخيالي المذهب
الذي أني مددت يدك في أحشاء ترابه ظفرت بالذهب.
تضم متاحف بعض الدول الأميركية الجنوبية كولومبيا، والبيرو والاكوادور
بشكل خاص مشغولات ذهبية راقية التقانة والفن،
تعود إلى حضارات ما قبل كولومبية (كيمبايا نيغاتفو، دل كارشي، كاليما، موشيكا توليتا ۳۰۰ ق.م – ٨٠٠ م ، الخ..)
وقد عثر على تحف فنية ذهبية تعود إلى ثقافات عاشت في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، أي بعد مصر وقبل أوروبا.
لم تكن الشعوب ما قبل الكولومبية تلجأ أبداً إلى فعل ما لا ترضى عنه الهة الأنديز.
وكان في تصورهم أن سحر الذهب لا يكمن في قيمته التجارية،
بل في شبهه بالشمس، بريقاً ولوناً، هذا النجم الذي وجد كي يفصل الليل عن النهار وأبدع الزمن، وأوجد الموت، ونسج الحنين إلى الفردوس المفقود.
ترجمة : محمد الدنيا
معرض الصور:
*نقدم لكم كنوز ثقافات بائدة.بأميركا الجنوبية ..- ترجمة : محمد الدنيا. ****** المصادر: مجلة الكويت 1996م
- المصدر
fotoartbook
elitephotoart
بما فيه حتى لا حتى لو عليك أن علينا أن عليه أن عليكم أن فيما بعد لا أحد
بين إلا إذا إلا أن إلى آخره
لا غير لا هذا ولا ذاك منذ ذلك الحين بالإضافة إلى ذلك في نهاية المطاف في الوقت الحالي علاوة على ذلك في الواقع بناء على ذلك ومع ذلك في الحقيقة من ناحية أخرى لا يزال وفي الوقت نفسه بدلا من ذلك زيادة على ذلك زيادة على علاوة على ما عدا مع ذلك غير أن من جهة أخرى على عكس ذلك نتيجة لذلك من ثم
بصفة عامة قبل كل شيء بصورة شاملة من أجل أن مع ذلك مع هذا ما لم من دون بدون
منذ ذل