أحمد الجميري فنان بحريني
أحمد الجميري فنان بحريني

المطرب الفنان البحريني: أحمد الجميري..بين الشهرة والكارثة – حوار: سميرة غزوات.

أحمد الجميري فنان بحريني

حوار : سميرة غزوات

الفنان البحريني المعروف بنقاء وصفاء اختياراته التي تحمل لوناً غنائياً متميزاً

ظهر في وسط جو غنائي اختلط فيه كل شيء بأي شيء ونجح أحمد الجميري

وساهم في تطوير الأغنية البحرينية الأصيلة مع تنويع أغانيه بما يلائم العصر ويحافظ في الوقت نفسه على أصالة الأغنية.

المعجبون بفنه يريدون أن يتعرفوا على أحمد الجميري الإنسان، فمن هو أحمد الجميري «البطاقة الشخصية»

الاسم أحمد يوسف سعد عمران الجميري:

من مواليد: المحرق: ١٩٤٧م

الوظيفة موظف بوزارة الإعلام بالبحرين

وفي وزارة الثقافة والفنون مراقب للموسيقى

– الحالة الاجتماعي.:ططمتزوج ولديه بنتان وولدان

عرف أحمد الجميري بتقديم الفن الخليجي الأصيل من خلال أغانيه

قدم الموال وقدم الايقاعات الخليجية بمختلف أنواعها.

مستغلاً صوته العذب وأداءه المميز. ترى كيف يستطيع الفنان أن يكون سفيراً لبلده هل من خلال تقديمه للتراث فقط؟

أم أن عليه أن يواكب التطور ويقدم الحاناً عربية عالمية بجانب الفن المحلي؟

الفنان لكي يكون سفيراً لابد أن ينقل صورة مزدوجة عن الفنون الموجودة في بلده

والتي يكتسبها بالإضافة إلى اطلاعه على الفن سواء كان عالميا أو عربيا يجب أن يكون من شقين:

أولاً أن يكون قادراً على أداء التراث لكي يبين تراثه حتى من خلال أغانيه الجيدة.

ثانياً: أن يكون قادراً على مواكبة التطور في الموسيقى بحيث يقدم أغنية متطورة فيها موسيقى حديثة،

وفيها آلات حديثة وفيها تجارب موسيقية جديدة وكلمات حية،

وكذلك يكون مهتما بأغانيه التراثية بحيث يقدمها بصورة تشرف بلده وتكون صورة حقيقية.

هذا السؤال يقودنا ونحن نلتقي بفنان البحرين الأول إلى أن يعرفنا على الفنون الخليجية،

فبماذا يتميز كل بلد خليجي عن الآخر. بمعنى آخر

هل نستطيع أن نتعرف على موطن اللحن من خلال الإيقاعات المستخدمة بالأغنية؟

– الفن الخليجي أولاً لو أخذناه كوحدة خليجية واحدة يتشابه فيه

تاريخ الأمة فهو قطعة واحدة وتاريخ واحد وتاريخ الأغنية نفسه هو التاريخ العربي،

يبقى شيء واحد الذي يميز كل دولة عن الثانية هو الحضارات التي قامت في اليمن

وحضارات قامت في الحجاز بسبب توافد الحجاج قبل وبعد الإسلام،

ومازالت هناك منطقة حضارية مشهورة مثل منطقة بابل في العراق وغيرها،

هذه الحضارات أثرت في فنون الخليج ككل. فمثلاً حين أقول الأغنية الكويتية

فلأنها قريبة من الجزيرة العربية والحضارة البابلية لذلك تأثرت من الاثنتين

فأصبح لها لون خاص مزج بين الاثنتين لذلك أصبح لها لون خاص في شمال الجزيرة العربية.

أما الأغنية البحرينية فتأثرت بمركزها التجاري وما تتمتع به من موقع هام

كذلك تأثرت بالفنون الفارسية، الهندية الأفريقية،

وتأثرت أيضاً بفنون الجزيرة العربية بشكل بسيط

لو قارناه بدولة الكويت، طبعاً الكويت تأثرت بشكل أعمق وهذه التأثيرات كلها خلقت جوا

ثانيا للأغنية البحرينية يختلف بشكل بسيط عن الأغنية الكويتية، أما بالنسبة للأغنية القطرية مثلا فتعتبر نفس البحرينية

وذلك بسبب الارتباط العائلي والاجتماعي المتين والقوي لوجود البداوة بكثرة هناك بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة

فإنها تأثرت بالألوان الخاصة بها وبعمان وبالنسبة للسعودية فلها لون غنائي خاص

وهو بسبب تأثرها باللون الحجازي فهو الأكثر شيوعاً ولأنه هو الأجمل غنائياً،

وبذلك نستطيع القول أن اللون البحريني تجد فيه قليلا من الليونة، العاطفة الشكوى،

متأثرا بالهند. فيه أيضاً قليل من الحزن. بالنسبة لقطر فإنها تتشابه مع البحرين تقريباً.

إضافة إلى عمل هذه التأثيرات إلا أن الذي يفرق بينهما هو اللهجة، فكل له لون خاص ولهجة خاصة به،

لكن في الأصل كلاهما يلتقي في نقطة واحدة ألا وهي التراث الواحد والأصل.

هناك من يزعم بأن فن الصوت أصله بحريني، رغم تواجده بمختلف الدول الخليجية؟...

– كل ما أريد أن أوضحه أنه قدر لهذا الصوت البحريني أن يحتفظ به في البحرين وينبع من البحرين،

لذلك يسمى الصوت البحريني وطبعا يختلف ذلك في الكويت

فيعتبر الصوت البحريني أقدم الأصوات حتى من الصوت الكويتي لأنه بدائي جداً،

فهو عبارة عن اطار يتصرف فيه المطرب كيفما يشاء،

يقلل ويزيد ويشكل حسب نوعية القصيدة، طبعاً القصيدة لها حد معين وإطار معين

ومن الأوائل الذين سجلوا الأغنية في البحرين محمد بن فارس وضاحي بن وليد ،

طبعاً هذان المطربان هما الأفضل بين الأصوات في البحرين،

وطبعاً لهما فضل لا ينسى فهما الإصالة التي لا تمحى .
هل تؤمن بتخصص الفنان بنوعية معينة من الأغاني؟

أم على الفنان أن يكون متنوعاً في الأغاني..

العاطفية، الوطنية، الرياضية ،الأطفال والمناسبات؟

– رأيي أن الفنان لا بد له أن ينوع في حدود الشيء الذي يرضى عنه والذي يحس به

فإذا طلب مني أن أغني للأطفال فلا أحس أن عندي الرغبة أو القدرة ولا يمكن أن أجيد هذا اللون.

فعالم الطفل يختلف تماما عن عالم الأغنية الوطنية أو العاطفية.

فإذا غنيت الأغنية العاطفية سوف أعبر فيها عن نفسي وعن إحساسي بالوطن أو بالمرأة،

ولكن لا مانع من تلحين أغنية للطفل أو استنبط هذا الشعور، فأنا لا أجد القدرة على أداء ذلك،

وأنا شخصياً أجد نفسي قادرا على غناء الأغاني الوطنيةوالعاطفية دون أغاني الطفل.

هل توافق أن تشارك في مسرحية غنائية..

.وماهي مقومات العمل المسرحي الغنائي صدى الأشواق هل تعتبر أوبريتا اغنية.

المسرح الغنائي لا أجد أن لي الرغبة أو أني أفضل أن أشارك فيه.. أن أشارك في الحانه نعم.

لكن ليس هناك مانع لو طلبت مني المشاركة أود أن أخوض التجربة

لأن التمثيل يختلف عن الغناء ففي التمثيل تظهر مشاعرك مباشرة إلى الجمهور،

ربما أعبر عن أشياء في نفسي بالغناء من غير أن أظهرها مباشرة للجمهور بل أعبرها بالكلمة أو بترديدي حرفا معينا

وبالتحديد حرفا دون غيره حتى أوصله إلى الجمهور . أما بالنسبة الصدى الأشواق،

فكانت أوبرا مصغرة والأوبرا تعني مسرحية غنائية متكاملة كل حوارها ينتمي إلى الغناء..

والأوبريت شيء مصغر لهذا ..

يمكن أن يكون الأوبريت أقوى من الذي قدم، ولكن هذا الذي قدم شيء مصغر للأوبريت.

هل هناك مجال للمقارنة بين المطرب الكويتي والسعودي من جهة والمطرب البحريني من جهة أخرى،

من حيث الشهرة وسعة الانتشار، أم أن هناك تفاوتاً لا يسمح بتلك المقارنة؟

– هناك تفاوت واضح فالكويت هي الأولى في الخليج عبر إرسالها الإذاعي والتلفزيوني، وقد أسست من أجل مطربيها فرق موسيقية منذ ١٩٦٠ ،

والمطربون السعوديون غزوا مسارح بيروت في لبنان ونشروا كاسيتاتهم واسطواناتهم

من تلك العاصمة الفنية مما جعل الكثير من العرب يعتقد أن أي أغنية خليجية هي أغنية سعودية أو كويتية.

يضاف إلى ذلك التبادل الإعلامي للبرامج عبر محطات الأقمار الصناعية

والذي تحرص عليه كل من السعودية والكويت بشكل خاص

كما أن المؤسسات التجارية الكويتية الخاصة بتجارة الكاسيت

ساهمت في نشر الأغنية الكويتية في أرجاء الوطن العربي

وقدمت مطربين جددا باستمرار مما خلق جوا إعلاميا وصحفيا نشيطا حول هؤلاء

يكفي كمثال الن نشير إلى محطة MBC السعودية التي تحتفل دوماً بالمطربين السعوديين وأخبارهم ومقابلاتهم.

أما في البحرين فالإمكانات محدودة ولا وسائل للشهرة وكل ذالك غائب.

انا ارى رغم تفوق بعض مطربي البحرين قديماً امثال محمد زويد محمد بن فارس ضاحي بن وليد

وحتى سالم العلان وأحمد يوطبية في الفن البحري أغاني الغوص.

إلا ان تصيب عبد الله سالم بوشيخة ،

يوسف فوني على خالد أقل بكثير من هؤلاء لماذا ؟

ولماذا لا نعرف الآن من البحرين سوى أحمد جميري خالد الشيخ، ومن بعدهما

ياتي كل من محمد عبد الله ابراهيم حبيب وآخرون من الشباب.

خليجيا وبحرينيا عند ظهور الاسطوانات كان يغني محمد زويد ضاحي بن وليد محمد بن فارس

كان هؤلاء على مستوى الخليج فظهرت لهم السطوانات

تحمل اسماءهم وأغانيهم فكانت تصل إلى دولة الكويت وإلى السعودية.

عرفت البحرين أنذاك بهؤلاء المطربين الثلاثة،

خاصة أنهم كانوا يغنون على الهواء مباشرة لأول محطة إذاعية بحرينية

وعند إنشاء محطات إذاعية من الخليج كثيراً مادعي هؤلاء للغناء فيها.

لكن الحظ حالف محمد زويد أكثر لأنه يعتبر شيئاً من الماضي وحافظ على هذه الصورة.

الجو الفني في البحرين بشكل عام اتجه فيما بعد نحو العناية بالربح على حساب العمل الفني..

لكن في أيامنا هذه لم يعد العمل الفني، كالطرب خاصة يعود بالربح على صاحبه بل على العكس.

وحتى لو اعتبرنا ذلك أنيا ..

لكنه محبط. المسألة باختصار تشجيع وإمكانيات تؤهل الفنان للعطاء أو تحد من تطلعاته وطموحاته..

فمن أين تزود الحركة الفنية الانتاجية بالحرارة اللازمة؟

للفن في كل بلد شيء يميزه ويمنحه خصوصيته. بم يتميز الفن الغنائي في البحرين في السعودية؟ في الكويت؟

– الفن الغنائي البحريني عند الملحنين…

مثل خالد الشيخ أحمد الجميري وهو يتميز إضافة إلى تطوره والتجديد فيه

بتمسكه بأصالته التي يستمدها من خصوصية الإنسان البحريني وتقاليده في تراث الغناء. لكن التجديد غالب فيه.

أما في الكويت فالأصالة تتواجد على حساب الحداثة والتطور.

لكن فن الغناء في السعودية يحقق المعادلة الصعبة في الجمع الدقيق بين الأصالة والتطور. .

دون أن يقدم أي جانب منهما على الجانب الآخر.

‏لو طلبنا من الفنان أحمد الجميري أن يحدد أهم أربعة أسماء لتقديم أغنية نموذجية ناجحة،

على مستوى البحرين أولاً، الخليج ثانياً، عربياً ثالثاً، كمطرب ملحن كاتب الكلمات وموزع.

– أحمد الجميري مطرب وملحن» عيسى بن راشد الخليفة كاتب الكلمات بالنسبة للبحرين

جمال السيد «الموزع». على مستوى الخليج .. اللحن راشد الخضر من الكويت.

كاتب الكلمات الأمير خالد الفيصل، الغناء راشد الماجد التوزيع جمال السيد.

في لقاء أجرته محطة M.B.C مع الفنان طلال المداح أثار موضوع

اعتزال الفنان هل تعامل الفنان كما الموظف أو الرياضي

الذي نحدد عطاءه بعمر معين أم أن الفنان لا يتوقف أبداً.

– أعتقد أن عمر الفنان لا يتحدد بفترة زمنية. فالعطاء عنده متصل بالحياة أو العكس.

أما موضوع الاعتزال فيمكن أن يكون بسبب أن الفنان يريد المحافظة على مستواه وجمهوره في فترة لم يعد نمطه الذي اشتهر فيه هو السائد.

أنا شخصياً لا أؤيد الاعتزال لأنه يجب على الفنان أن يحافظ على وجوده مهما كانت الظروف.

ربما يغير من مطرب إلى ملحن أو موزع موسيقى..

مثل عبد الوهاب حسن.. الذي يقدم الآن أروع الأعمال للمطربين.

ثم إنني لا أعتقد أن طلال مداح اعتزل الفن إنما الفنان محمد عبده هو الذي اعتزل غناء
الحفلات.

ماهو سبب توقفك عن الغناء في الفترة الحالية؟

– لقد كانت مرحلة مؤقتة فقبل غزو الكويت بشهرين سجلت كاسيتا بذلت فيه أقصى جهدي لكن ظروف الحرب حالت دون انتشاره في السوق.

بعد ذلك لعبت اثار الغزو دوراً في انشغال الناس وقلب التركيب النفسي لهم.

ولكي يعود الفنان إلى فنه عليه أن يفكر كثيراً في معقولية ما حدث

وفي وضع أمته المتدهور وفي الاستلاب الذي تعيشه.

قبل سنة واحدة فقط استطعت أن أقتنع أنه لابد من الغناء من جديد،

ولدي الآن مجموعة أغان أختار منها ما يرضيني ويرضي جمهوري ويكون ذا قيمة بآن واحد.

الفنان الحقيقي تظهر إمكانياته أثناء الغناء المباشر للجمهور

إذ إن التسجيل يقدم صوتاً غير حقيقي إنه يقدم صوت الأجهزة «الجميل» ما رأيك؟

– المطرب الحقيقي هو الذي يستطيع أن يواجه الناس على المسرح

طبعاً لا نقصد الفنان القدير عبد الكريم عبد القادر فصوته لا غبار عليه

ويعتبر صوته من الأصوات العربية الأولى إذن المسرح هو الواجهة الحقيقية،

بالنسبة لي أنا أحس بالمتعة حينما أغني أمام جمهوري والعكس تماماً إذا غنيت لوحدي،

لأنني حين أقف أمام جمهوري أحس بتعبيرات الوجوه والكلمات التي تلقى أمامي والمشاركة الحية من الجمهور،

ولا ننسى أن للأجهزة رد فعل قويا بالنسبة لبعض المطربين وأنا والحمد لله لا أدخل على صوتي أي تعديلات.

ما رأي أحمد الجميري في الفنانين الذين يرفضون المشاركة في الحفلات العامة

والتي تقام في المناسبات مثل عبد الكريم عبد القادر، محمد عبده، بالنسبة لك هل ترفضأو توافق؟

– في رأيي أن مشاركة مطرب في الحفلات ضرورية وأغلب المطربين يشاركون

في إقامة الحفلات وأعتقد أن هذه قاعدة بالنسبة لي وحصل أن

شاركت في الحفلات الوطنية وفي الانتفاضة وكذلك حفلات المناصرة للكويت في القاهرة

حيث عملنا حفلة كبيرة.. أيضاً حفلة لضحايا زلزال مصر وغيرها كثير.

معرض الصور:

أحمد الجميري فنان بحريني
أحمد الجميري فنان بحريني
أحمد الجميري فنان بحريني
أحمد الجميري فنان بحريني

أحمد الجميري فنان بحريني

المطرب الفنان البحريني: أحمد الجميري..بين الشهرة والكارثة – حوار: سميرة غزوات.

******

المصادر مجلة الكويت / ١٩٩٥م.

  • فيسبوك.
  •  fotoartbook

    elitephotoart

اترك تعليقاً