حامل الكاميرا وعاشق التصوير:الفلسطيني أسامة سلوادي

Fareed Zaffour
“أحد من الشفرة طبعي. ورقيق كالماء” كنت طفلا خجولا، وكنت الأقل مشاكسة بين أقراني. نشأت في الريف حيث الخجل سمة الأطفال رغم الشقاوة. وفي صباي كنت شغوفا بالكتب، والطبيعة والتجول في الجبال ومراقبة الطيور، وعندما شببت دفعني شغفي بالجمال لحمل الكاميرا وعشق التصوير. بدأت رحلتي مع الكاميرا وأنا في السابعة عشرة من عمري، ومنذ ذلك الحين وهي رفيقتي. وعندما أصبت في العام 2006 وذقت تجربة الغيبوبة وفقدان القدرة على المشي والتحول الجذري الذي طرأ على حياتي، أصبحت أكثر حساسية، تكسرني الكلمات، وتجرحني النظرات والمواقف. ومع السنوات تبخر من حولي الكثير من الناس. الحساسية المفرطة التي صرت أشعر بها دفعتني للعمل على المطالبة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، كنت أتنقل في رام الله ولا أجد موقفا للسيارة، لم يكن هناك أي موقف مخصص لسيارات ذوي الإعاقة ولا مبنى موائم، فبدأت حملة للمطالبة بتهيئة المباني والشوارع، وبدأ التغيير البطيء وأصبحنا نرى مواقف في مختلف الأمكنة لكنها غير كافية وغير محمية بالقانون، اكتسبت عداوة الكثير من المؤسسات والبلديات بسبب مطالباتي هذه. وفي سنة 2010 جربت السفر -لأول مرة- بعد إصابتي وكان التنقل مفزعا بسبب طريقة التعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة على الجسور. فكتبت مقالا بعنوان (لا كرامة للمعاقين على معبر الكرامة) انتشر في صحف كثيرة. فتعهد رئيس الحكومة وقتها الدكتور سلام فياض بحل المشكلة، وفعلا تم إحضار السيارة المخصصة والموجودة حاليا على الجسور. كانت رحلة شاقة لمحاولة صنع التغيير ولكن الطريق طويل وأنا منهك. يعاني مجتمعنا من مشكلة تربوية وأخلاقية في التعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة وكبار السن والمرضى الذي يحتاجون رعاية خاصة، وهذا يحتاج الكثير من النضال والقوانين والتدخلات. والكلام طويل…

أخر المقالات

منكم وإليكم